«فيكا» حلقة وصل بين الأدب الروسي والرواية العربية

  • 10/2/2014
  • 00:00
  • 41
  • 0
  • 0
news-picture

الدمام الشرق رواية «فيكا» تأليف الكاتب المصري مجدي حليم، هي آخر إصدارات مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع. وفيكا ذات الاسم الروسي تعد نمطاً جديداً يضاف إلى أنماط الكتابة الأدبية العربية، حيث إن هذه الرواية لو أخفينا اسم الكاتب العربي وقرأناها، نستشعر بأننا في رحاب قصة مترجمة من قصص الأدب الكلاسيكي الروسي العظيم، حيث يأخذنا الكاتب من بداية الرواية إلى أعماق الريف الروسي، كما كان يأخذنا كتاب العصر الكلاسيكي في الرواية الروسية بكل أشخاصه وأماكنه وملامحه، بل حتى عادات وتقاليد أهله، كما لو كان الكاتب قد ولد هناك وعاش عمره كله بين جنبات الريف الروسي، ثم ينتقل بأحداثه من القرية الصغيرة إلى رحاب المدينة الأوسع في بنيان متماسك للأحداث التي تتصاعد وتبلغ ذروتها عندما تصل بطلة الرواية إلى عاصمة الروس موسكو للمرة الأولى في حياتها في رحلة بالقطار بلغت آلاف الأميال. في موسكو التي لم تكن تفكر يوماً في زيارتها أو حتى المرور بها، تجد الأعين من حولها تنظر إليها بتأفف شديد، كشيمة من شِيَم أهل العاصمة التي تعني أنهم لا يرحِّبون بالغرباء عن مدينتهم حتى لو كانوا من الروس أنفسهم، وكأن لهم تقاليد يحافظون عليها وأن الزائر لتلك المدينة العريقة، إما أن ينصهر فيها فيصبح واحداً من أبنائها أو يغادرها غير مأسوف عليه. وقد نجح الكاتب في أن يصور لنا طبيعة الحياة في موسكو تصويراً دقيقاً يُشعِر القارئ بأنه هو من يتجول في شوارعها وليس الكاتب هو من يصفها له، ثم يفاجئنا الكاتب بأن رحلة البطلة لا تنتهي في العاصمة بل ستمتد إلى منتجع شرم الشيخ في مصر، وهناك تلتقي بالحب للمرة الأولى في حياتها، ومن شرم الشيخ ستكون محطتها التالية هي إسرائيل، ولكن من خلال تهريب البشر في دروب صحراء سيناء التي تدور فيها أحداث كثيرة جداً تجعل القارئ في حالة من التوتر والترقب لما ستسفر عنه تلك المغامرات الصحراوية، وما يحدث على جنبات الحدود بين مصر وإسرائيل، حتى تنجح أخيراً في الوصول بعد عدة عمليات شرطية واستخباراتية ناجحة، وهناك تتوالى المفاجآت غير السارة بالمرة وتلتقي بالثري العربي الذي يصل تل أبيب للسياحة. فيكا رواية زاخرة بالأحداث الكثيرة التي يلهث القارئ في ملاحقتها، وقد نجح الكاتب في أن يدفع القارئ دفعاً لاستكمال الرواية، فالتتابع الهادر للأحداث لا يترك للقارئ الفرصة لكي يأخذ استراحة بينها يلتقط فيها الأنفاس.

مشاركة :