فتاة محتشمة.. متحجبة ظهرت في مقطع فيديو تناقلته وسائل الاتصال وهي تعتلي صهوة الخيل وتقوده بكل فروسية.. وتلبس عباءتها وفي يدها اليمنى تحمل راية التوحيد وتلوح بها (بمناسبة اليوم الوطني 84). هذا المنظر لفت أنظار الجميع، وكالعادة كان لأصحاب العقول الضعيفة، وأصحاب النظرة السوداوية في مجتمعنا ممن ابتلي بهم المجتمع رأي آخر، وهاجموا فعل تلك الفتاة بكل قسوة ووحشية وتهكموا عليها.. وفي الحقيقة أن هؤلاء هم مَنْ يقفون ضد المرأة بأفكارهم السطحية، والمرأة عندهم مجرد جسد فقط تثير الشهوة. ومَنْ شاهد الفيديو وحكّم عقله يكتشف أنها لم تفعل منكراً يخالف الشرع، ولم تتبرج.. كل ما فعلته أنها مارست هوايتها المحببة، وهي محتشمة ومحجبة، وعبرت عن مشاعرها تجاه وطنها الغالي بكل أدب ورقي. السؤال الذي يحيرني: لماذا البعض من أفراد مجتمعنا يهولون الأمور ويكبرونها، خصوصاً إذا كان الموضوع يتعلق بالمرأة؟ ولماذا المرأة ننظر إليها بنظرة قاصرة وبغريزة (حيوانية)، وأنها مجرد فتنة تمشي على الأرض.. وفي الحقيقة أن المرأة لها أهمية كبرى في مجتمعنا، وهي المدرسة الأولى في الحياة وتستمر مدرسة نتعلم منها إلى جانب المدارس الأخرى، التي نتلقى فيها العلوم والدروس.. وهي بالحنان الأم والأخت والزوجة والبنت فلا ندعها لنا قضية كبرى، وأنها قضية العصر ونغفل تناول قضايا في مجتمعنا أكبر وأهم من تلك القضية. يجب علينا تغيير نظرتنا للمرأة، وأن ننظر إليها على أنها عنصر فعال في المجتمع، ونبتعد عن التقليل من دور المرأة في كل مناسبة وقضية.
مشاركة :