في الوقت الذي حذرت منظمة الصحة العالمية بأننا مقبلون على شبه كارثة خاصة بعد الزيادة المضطردة في عدد السكان والتي لا تتواكب مع عدد الكوادر الصحية، أكد المشرف العام على الخدمات الطبية بوزارة الداخلية الدكتور احمد العيسى، أنهم في وزارة الداخلية تنبهوا لهذه الإشكالية وبدؤا بعمل أول مؤتمر دولي للتمريض لبيان أهمية الممرضين والذين يقضي معهم المريض 80% من وقته في الوقت الذي يقضي 20% مع الطبيب، إلى جانب إنهم يعملون في الخدمات الطبية بوزارة الداخلية على استقطاب شركات تقييم كبرى لتقييم مستوى التمريض والخدمة المقدمة للمريض مثل تقييم "ماجنت - Magnet®" وهي مقيم دولي من اجل إعطاء رجل الأمن ما يستحقه من الصحة حتى يعطينا ما نستحقه من الأمن.وكشف الدكتور احمد العيسى، إن قرار تشغيل المدن الطبية التابعة لقوى الأمن بوزارة الداخلية وهي المدن التي من المتوقع أن يبدأ تشغيلها في 2017م وتتسع ل3000 سرير في الرياض وجدة لم يتخذ بعد، نافياً وجود تعثر في تشغيل مستشفى قوى الأمن بمكة المكرمة بعد تشغيله ذاتيا من وزارة الداخلية، وقال سيعمل بكامل طاقته بعد موسم الحج لهذا العام وهو يعمل الآن بالتدرج، مؤكدا في الوقت نفسه بأن هذا العام سيشهد نقلة نوعية واضحة في مستشفى قوى الأمن بمكة بعد عمل دؤوب خلال الأربعة الأشهر الماضية. وبين الدكتور العيسى ل"الرياض" على هامش افتتاحه المؤتمر الأول للتميز في الرعاية التمريضية بالمنطقة الشرقية والذي نظمه برنامج مستشفى قوى الأمن بالدمام بفندق الشيرتون أمس الأول، بأن المشاريع الصحية تعتمد على التشغيل الجزئي والتدرج في التشغيل من اجل الحصول على الاعتراف من الهيئات التي تقيّم جودة الخدمات داخل وخارج المملكة للتأكد من أن الخدمات المقدمة للمريض ذات جودة عالية. وأكد العيسى على التوسع في المدن الطبية على مستوى المملكة خلال خطط الوزارة الخمسية والتي تعتمد في ملامحها على الانتشار الجغرافي والعدالة في التوزيع بين المناطق في المملكة وإمكانية الوصول اليها استخدام التقنية الحدية والمكننة الكاملة وتطوير القوى العاملة من خلال التدريب والابتعاث. وعن وجود عزوف في مجال التمريض في الخدمات الطبية بوزارة الداخلية، نفى العيسى ذلك، مؤكدا إن إستراتيجية ورؤية خادم الحرمين الشريفين في تجسير خريجي المعاهد الصحية المتعثرة واستقطابهم في الجامعات وغيرها أدى ثماره فهناك حوالي 13 ألف ممرض انتهوا من التدريب في السنة الأولى وهذا مؤشر جيد للتمريض في قوى الأمن. وعن وجود إشكاليات بعد تحويل تشغيل مستشفيات قوى الأمن إلى التشغيل الذاتي، قال لا توجد مشاكل خاصة إذا وجد المال والرجال ونفخر بوجود برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والذي بدأنا في استقطاب كوادر صحية متميزة وبدأنا نقطف ثمار رؤية خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله -. وشدد على أهمية إقامة مثل هذه المؤتمرات النوعية والتي تهدف جذب أفضل الكوادر البشرية السعودية في تخصص التمريض والمحافظة عليها، التشجيع على الابتكار والإبداع في ممارسة المهنة للتمريض، الوصول إلى اعلى مراتب الرعاية التمريضية، وتطوير القيادات التمريضية السعودية وتمكينها من المشاركة في صنع القرار ورسم السياسات، وتعزيز الالتزام بالسلوكيات والواجبات المهنية المنبثقة عن مبادئ وأخلاقيات المهنة وتعزز ثقافة المجتمع للتمريض، وخلق ثقافة البحث العلمي بين الممرضين والممرضات، وعمل شراكة مع الجهات التمثيلية لتبادل الآراء والخبرات، وزيادة الوعي ورضى المرضى عن طبيعة الخدمة الصحية المقدمة لهم في المستشفى. وأوضح رئيس المؤتمر العقيد طبيب طلال بن حسان المالكي، أن هذا المؤتمر استضاف نخبة من المتحدثين العالميين والمحليين المتواجدين بمختلف مستشفيات المملكة وذلك بهدف تحقيق الاستفادة واكتساب الخبرات ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى الدولي أيضا، يعتبر المؤتمر العالمي للتميز في الرعاية التمريضية فرصة ذهبية ليس فقط لمستشفى قوى الأمن بالدمام، بل لكل المستشفيات في المنطقة للتعرف أكثر على سبل تحقيق شهادة التميز التمريضي (Magnet®) والتي تنعكس عن المستوى الرفيع الذي يقدمه قطاع التمريض في المستشفى، عبر أسس مهنية احترافية ومحيط وظيفي يتسم بالتعاون لخدمة ورعاية المرضى وذويهم، ويتضمن هذا المؤتمر إضافة إلى العديد من المحاضرات العلمية، والتي يستعرضها أفضل الخبراء والكوادر المحلية منها والدولية، عرضاً لأهم انجازات مستشفى قوى الأمن بالدمام والمستشفيات المحيطة بالمنطقة في مجال الرعاية التمريضية والبحث العلمي.
مشاركة :