دان القضاء الصيني المحامي وو غان بالسجن ثماني سنوات بتهمة «مهاجمة النظام الوطني، وهو أساس سلطة الدولة والدستور» عبر انتقاد مسؤولين في الحزب الحاكم ورفض الإقرار بأنه مذنب، فيما أعفي محامٍ آخر يدعى شي يانغ من العقوبة إثر سحبه اتهامه السلطات بالتعذيب، وإعلانه أنه «تاب»، مع الأخذ في الاعتبار أن «جرائمه لم تلحق ضرراً كبيراً بالمجتمع. ووصف حقوقيون الحكمين بأنهما «عبرة» لبقية المعارضين. واعتبر الحكم ضد وو الأقسى على معارض صيني منذ حزيران (يونيو) 2016، حين عوقب ناشطون معارضون بالسجن 10 سنوات و11 سنة. وهو ايضاً الأقسى منذ ان أعلن الرئيس شي جينبينغ في المؤتمر العام للحزب الشيوعي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أنه سيتصدّى بحزم «لكل قول أو فعل يقوض سلطة الحزب». وقال يان شين، أحد محامي ووغ: «واضح أن موكلي نال عقوبة قاسية لأنه رفض الاعتراف بأنه مذنب، علماً ان السلطات استخدمت وسائل ضغط عدة لإقناعه بذلك». وانتقدت منظمة العفو الدولية الصين مجدداً على إصدار أحكام على معارضين خلال فترة اعياد نهاية السنة، «حين يكون الرأي العام الدولي أقل انتباهاً». وقال باتريك بون، المسؤول في المنظمة: «تكشف الحكومة الصينية عبر إصرارها على تجنّب أنظار الإعلام والمجتمع الدولي، أنها تدرك أن هذه المحاكمات الصورية لا يمكنها أن تصمد أمام الحقائق». وأوقف وو، مثل شي، خلال عملية شنّتها السلطات عام 2015 ضد 200 محام وحقوقي وناشط يتناولون قضايا حساسة، علماً انه تولى لدى عمله في مكتب محاماة ببكين الدفاع عن امرأة قتلت بسكين مسؤولاً في الحزب الشيوعي الحاكم لدى محاولته اغتصابها. وهو دفع غالياً ثمن انتقاده مباشرة على الإنترنت قيادات النظام الشيوعي، وتشكيكه في رواية رسمية لواقعة حصلت في مطلع أيار (مايو) 2015، حين أطلق ضابط في الشرطة النار على شخص جمع توقيعات لالتماس في محطة قطار بإقليم هيلونغجيانغ (شمال). اما شي فأثار اهتماماً واسعاً في الغرب بعدما اتهم عبر محاميه الشرطة بتعذيبه اثر اعتقاله سراً مدة ستة أشهر. لكنه تراجع عن اقواله خلال جلسات محاكمته، واعتذر عن «مسألة التعذيب» التي قال انه «استخدمها لتضليل الرأي العام». على صعيد آخر، اعلنت وزارة الدفاع في تايوان ان سلاح الجو الصيني نفذ 16 جولة تدريبات قرب تايوان في العام الأخير، محذرة من أن التهديد العسكري الصيني يتنامى يومياً، علماً ان بكين تكرر ان التدريبات روتينية. وأوضحت الوزارة ان 15 من 16 جولة تدريب كانت حول تايوان، وشهدت تحليق الطائرات عبر قناة باشي التي تفصل تايوان عن الفيليبين وقرب جزيرة مياكو اليابانية شمال تايوان. اما الجولة الأخيرةأ فأجريت عبر قناة باشي ونحو المحيط الهادئ. وتعتبر الصين تايوان جزءاً من أراضيها، ولم تستبعد استخدام القوة لإخضاع ما تصفه بأنه «إقليم منشق» لسيطرتها. وهي اتخذت موقفاً عدائياً من تايوان منذ انتخاب تساي إينغ وين من الحزب الديموقراطي التقدمي المؤيد للاستقلال رئيسة للبلاد العام الماضي.
مشاركة :