في كل دول العالم تهيم الجماهير بعشق منتخباتها وأنديتها حتى النخاع (بصورة غير طبيعية وكأنها شرارة فوق المدرجات وخارجه)، بل تخلص بحماسها وتفانيها في حب شعاره بصدق دون زيف من أجل الإسهام في تحقيق إنجازات تفخر بها، وأصبحت بذلك تطبق المقولة المشهورة (الجماهير تعد رقم 1 وليس رقم 12 في الفريق)، عبر تأثيرها وأهميتها وإثارتها التي تبث الحماس باللاعبين داخل الملعب وخارجه، وفي ضوء ذلك لا أعتقد أن أحدا من أبناء الخليج عامة والبحرين خاصة يغيب عن مخيلته انطلاقة النسخة الأولى على أرض مملكة البحرين عام 1970، وهم الآن يعيشون عرس النسخة الثالثة والعشرين لكأس الخليج التي تحتضنها دولة الكويت الشقيقة. الحقيقة لا بد أن تذكر أن مشاركة أبناء الخليج في هذه البطولة هي رسالة مشتركة مفادها أن هناك علاقات أخوية تربطهم وأواصر محبة وعلاقات وطيدة، وأن هذا التجمع هو نجاح لأبناء الخليج أولا وأخيرا، وهنا دعونا نتطرق إلى الجماهير الخليجية، ملح البطولات وجودتها؛ (الكويتية والإماراتية والعراقية والعمانية واليمنية والسعودية والقطرية، وبجانبها -طبعا- البحرينية) وحضورها في المدرجات زاد المنظر جمالا مصحوبة بشيلاتها المثيرة الرائعة، وبلافتاتها المعبرة لمنتخباتها، بل المتعة الجميلة لها عكست الانبهار عند جميع المتابعين محليا وخارجيا بتجمع الجميع تحت غاية واحدة، وتركت انطباعا أكثر من رائع أن الخليج جسم واحد وتفكير واحد وهدف واحد، عبر وقوف أبنائه صفا واحدا وتشجيعهم الجميل المعبر الراقي لمنتخبهم الذي يمثلهم دون غيره، فكانوا عند حسن الظن، وأثبتوا -كما هي عادتهم من قبل- للعالم كله الذي يتابع مباريات خليجي 32 ويتابع حال أهل الخليج الأوفياء المخلصين الذين عند «الفزعة» تراهم حولك، بكل طوائفهم وبكل انتماءاتهم وبكل إحساسهم، ولا أحد يستطيع أن يفرقهم، ففعلا كانوا أساس نجاح البطولة منذ بدايتها، فلهم الشكر والتقدير فردا فردا من الأعماق، و«عساهم دوم على قلب واحد». نقطة شديدة الوضوح هل انتهى دور الجمهور الكويتي الجميل في خليجي 23، بعد خروج منتخب بلاده مبكرا من المنافسة على البطولة؟ أتمنى عكس ذلك.
مشاركة :