«سحر والشجرة السحرية».. توقد البصيرة وفطنة العقل

  • 12/28/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج»قدمت فرقة مسرح خورفكان ضمن عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، مساء أمس الأول، مسرحية «سحر والشجرة السحرية» من تأليف وإخراج علي جمال، وتمثيل: جوهر سعيد، إلهام محمد، فاطمة الطرابلسي، نور الصباح، وآخرون.جاءت حكاية العمل بسيطة، دار محورها حول حطاب مسكين يعيش مع زوجته وابنته الكفيفة في منزله المتواضع، قضى حياته وهو يجمع المال من أجل علاج ابنته كي يعيد إليها بصرها وتنعم بالحياة الكريمة والسعيدة، حتى دخل إلى منزلهما رجل وامرأته، يدعيان أن هنالك شجرة سحرية تمنح الصحة للمرضى، وقد جربا الأمر على ابنهما فشفي وعادت إليه عافيته، ولذلك هما هنا لتوزيع الهدايا على أهل القرية، يتراقص قلب الحطاب فرحاً عند سماعه الخبر، ويطلب منهما مساعدته وإرشاده إلى طريق تلك الشجرة كي يعود لابنته الكفيفة بصرها. يرفض الزوجان مساعدته وتسقط منهما خريطة الوصول إلى تلك الشجرة، وبعد ذهابهما يلتقط الحطاب الخريطة ويذهب بمفرده إلى الشجرة ليتفاجأ بأنها فعلاً سحرية وناطقة، وتعده بشفاء ابنته إذا ما دفع لها المال ولم يخبر أحداً عن الأمر، حتى تنكشف أحداث الحكاية بأن الشجرة عبارة عن كذبة، خدعة قام بها الزائر وزوجته كي يجنيان المال، كشفهما ذكاء ابنة الحطاب الكفيفة، التي تمكنت بعد تفكير من حل لغز الشجرة وكشف الحقيقة لأبيها وأمها، حيث يتفق الثلاثة على كشف زيف الرجل وامرأته واستعادة أموالهم منهما بخدعة ينفذونها قرب الشجرة السحرية، ليقع الغشاشين في شرور أعمالهم، ويعود للحطاب ماله، ويعود الأمل إلى قلبه بعد أن أخبره الطبيب بأنه وجد علاجاً نهائياً لحالة ابنته وأن ما لديه من مال كاف للحصول على العلاج.عقب العرض أقيمت ندوة تطبيقية، شارك فيها مجموعة من المسرحيين إلى جانب أعضاء المسرحية، ومن أهم المآخذ التي طرحت حول العرض، هي الأسلوب الإخراجي القديم الذي اختاره المخرج شكلا في نمط درامي تجاوزه مسرح الطفل منذ عقود، بالإضافة إلى مضمون النص القديم والمستهلك الذي حرم جمهور الأطفال متعة الاندماج والتواصل مع الأحداث، وكذلك يؤخذ على النص قيامه بمعالجة الخطأ بالخطأ، حينما قرر الحطاب استرداد أمواله من المخادعيْن بنفس أسلوبهما، هذا الأمر جائز في مسرح الكبار باعتبار أن الكبار لديهم من الفهم والإدراك ما يؤهلهم لمعرفة مقاصد الشخصيات.ويحسب لعرض مسرحية «سحر والشجرة السحرية» الأداء المنضبط والملتزم الخالي من الارتجالات والقفشات التي لا تهدف إلا للإضحاك، في خطاب أكد أن الإعاقة لا تعني حرمان الطفل من التواصل مع المجتمع، وأن العمى هو عمى البصيرة وليس عمى البصر.

مشاركة :