أعلنت قاعة المسار للفن المعاصر عن تنظيم المعرض الثاني للفنان العالمي الراحل ألكسندر صاروخان (1898-1977) ، وذلك يوم الأربعاء 10 يناير 2018, السادسة و النصف مساءًا, بعنوان: "أصداء رؤي من الماضي".يأتى هذا المعرض بعد معرضه الأول بقاعة المسار عام 2016 و الذي الذي كان قد سلط الضوء علي أعماله الأصلية التي وصفت المشهد السياسي بمصر في أربعينيات القرن الماضي وبالتوازي مع الأحداث العالمية المتتابعة والتي نشهدها علي ساحة الشرق الأوسط و العالم اليوم ,يقدم المسار الأن بهذا المعرض التاريخي والهام رؤية الفنان و سرده " من خلال فنه الجاد " أحداث سياسية مرحلية بتاريخ مصر و سياستها الداخلية و الخارجية, ورصده للأحداث شرق أوسطية وعالمية من 1957 الي 1977 عند نهاية حياته.يحتوي المعرض علي أكثر من 35 عمل أصلي نادر و متفرد يمثلوا سرد للأحداث المتعاقبه علي صعيد الأوضاع السياسية بمصر و العالم حينذاك أبان فترة رئاسة الزعيمان الراحلان جمال عبد الناصر و أنور السادات. تتناول الأعمال التي سيتم عرضها سرد لأحداث تمت منذ عدة عقود , و التي مازال البعض منها في دائرة النزاع ليومنا هذا. المعرض بالأخص يسلط الضوء علي جذور تصريحات الولايات المتحدة الأمريكية الأخيرة بخصوص القدس و النزاع الفلسطيني الأسرائيلي و محنة السلام بالشرق الأوسط, و ما يحدث الأن باليمن, أزمة نزع الأسلحة النووية, و دور الأمم المتحدة تجاه هذه الأحداث التي أندلعت حينذاك و سجلها الفنان بريشته و برؤيته التحليلية الخاصة عن مستقبلها , و التي نجد البعض منها لا تزال موجودة علي الساحة العالمية اليوم.ولد فنان الكاريكاتير الكبير ألكسندر صاروخان فى 1 أكتوبر 1898 ببلدة أردانوش وهي بلدة أرمنية بالقوقاز ثم انتقل مع والديه إلى مدينة باطوم على شاطئ البحر المتوسط وهناك تلقى تعليمه في مدرسة روسية و فى عام 1909 انتقل مع أسرته إلى اسطنبول حيث واصل دراسته في مدرسة مخيتاريان الأرمنية. في عام 1915 أنهى صاروخان دراسته في المدرسة سالفة الذكر وبعد فترة الحرب العالمية الأولى واجهت صاروخان مصاعب كثيرة فاضطر أن يعمل مترجمًا للغات اللروسية و التركية و الإنجليزية بالجيش البريطانى للحصول على قوته.بعد دراسته للفن بأكاديمية الفنون بفيينا, انتقل ليعيش بمصرعام 1923 تلبية لدعوة أحد الناشرين المصريين ليعمل في مجلة تدعى "الجريدة المصورة" ، وبالرغم من أنه لم يصدر من هذه المجلة سوى عددين إلا أن هذه الرحلة حددت مصير الرسام الشاب الذي اتخذ من مصر وطنًا ثانيًا له حيث لمعت موهبته وأصبح فيما بعد رائد الكاريكاتير السياسي في مصر. و هنا توصل صاروخان الى حالة من النضج الفنى, فأصبحت يده قوية و متينة , يلعب لديه الخط الواضح القوى دورًا أساسيًا فى بناء ملامح وجه "الشخصية " التى يرسمها, كذلك فى تصميم باقى ملامح الجسد. في الفترة المليئة بالأحداث السياسية ابتكر صاروخان شخصية "المصري أفندي" التي تصور الطباع المصري في مواجهة الأحداث في قالب نقدي ينم عن الوعي والذكاء.و هكذا عندما جاء الى مصر كان قد تم تأهيله الكامل فنيًا.منذ وصول صاروخان الى أرض مصر بدأت مرحلة جديدة فى حياته و فنه , فوجد نفسه فى بلد عميق صاحب حضارة كبرى. و منذ لحظة انتسابه الى مجلة "روزاليوسف" في 1927 توصل الى اسلوبه الكاريكاتورى المميز من خلال رسوماته على صفحات تلك الجريدة الاسبوعية, وفي عام 1934 انتقل إلى دار "آخر ساعة" واستمر يعمل مع الصحفي الكبير محمد التابعي لمدة 12 عامًا. وفي عام 1946 أصبح صاروخان رئيسًا لقسم الكاريكاتير السياسي بجريدة "أخبار اليوم" ومنذ عام 1952 عمل بجريدة "الأخبار" في نفس الوظيفة واستمر في عمله بهاتين الصحيفتين الكبيرتين حتي مماته في أول يناير 1977.
مشاركة :