ملف سد النهضة محور مباحثات مصرية اماراتية

  • 12/29/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي/القاهرة - بحث وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الخميس مع نظيره المصري سامح شكري عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك بينها آخر تطورات ملف سد النهضة في العاصمة أبوظبي. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد في بيان، إن "شكري أحاط نظيره الإماراتي بآخر تطورات ملف سد النهضة ونتائج زيارته الأخيرة لأديس أبابا وأكد على الثوابت المصرية بشأن الأمن المائي". وتأتي زيارة سامح شكري للإمارات في الوقت الذي تثير فيه تحركات تركيا في افريقيا وتحديدا في السودان، قلقا عربيا من التمدد التركي في المنطقة وما يمثله من تهديد للأمن القومي العربي خاصة بعد أن مكنت الخرطوم أنقرة من ايجاد موطئ قدم على الساحل الغربي للبحر الأحمر بمنح تركيا ادارة جزيرة سواكن الاستراتيجية والتي تعد ممرا مائيا مهما. وبين مصر والسودان خلافات عميقة، حيث ألقى السجال بشأن مثلث حلايب المتنازع عليه بآثار سلبية على العلاقات بين البلدين ليضاف إلى التوترات القائمة بسبب خلافات حول سد النهضة الإثيوبي ومياه النيل. وفي خضم الخلافات بين القاهرة والخرطوم ينظر لزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان وما رافقها من اتفاقيات عسكرية واقتصادية بعين الريبة. ولا يمكن في الوقت ذاته النظر للتحرك التركي الأخير بمعزل عن ملف الخلافات السودانية المصرية والمصرية الاثيوبية حول سد النهضة، بينما بدأت أنقرة التي تناصب مصر العداء وتدعم جماعة الاخوان المسلمين، تحشر أنفها في قضايا المنطقة من بوابة التمدد الاقتصادي والعسكري في السودان وتشاد. وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني، قالت الخارجية المصرية إن لديها خطة تحرك واضحة في التعامل مع ملف سد النهضة تبدأ بـ"إشراك المجتمع الدولي بتفاصيل المفاوضات". وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل لسد النهضة على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل (55.5 مليار متر مكعب) المصدر الرئيسي للمياه في مصر البالغ عدد سكانها نحو 94 مليون نسمة. ويقول الجانب الإثيوبي مرارا، إن السد سيمثل نفعا له خاصة في مجال توليد الطاقة الكهربائية ولن يمثل ضررا على دولتي مصب النيل: السودان ومصر. والأربعاء أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أهمية استمرار التواصل بين مصر واثيوبيا والسودان حول سد النهضة الذي قد يؤثر سلبا على حصة المصريين من مياه نهر النيل. وقال المتحدث باسم الرئاسة بسام راضي في البيان إن السيسي التقى وزير الخارجية سامح شكري ليطلعه على نتائج زيارته الأخيرة إلى أديس أبابا. وتخشى القاهرة أن يؤدي بناء سد النهضة الاثيوبي الضخم إلى انخفاض تدفق مياه النيل الذي يوفر نحو 90 بالمئة من احتياجات مصر وبالتالي التأثير على حصتها من المياه وهي قضية تعتبرها القاهرة من الأمن القومي المصري. وأعلن وزير الري المصري محمد عبدالعاطي في نوفمبر/تشرين الثاني تعثر مفاوضات اللجنة الفنية الثلاثية المشتركة التي تجتمع في القاهرة والخرطوم وأديس أبابا في التوصل لاتفاق بخصوص نتائج تقرير مبدئي قدمته شركتان فرنسيتان في مايو/ايار حول التبعات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للسد على دول المصب. وفي مارس/اذار 2015 ، وقع زعماء الدول الثلاث اتفاق مبادئ تلزمهم بالتوصل إلى توافق من خلال التعاون في ما يتعلق بالسد. وفي بيان صادر عن الخارجية المصرية مساء الثلاثاء أعرب شكري لنظيره الاثيوبي عن "قلق مصر البالغ من التعثر الذي يواجه المسار الفني المتمثل في أعمال اللجنة الفنية الثلاثية". رفض للتدخل الأجنبي وأوضح البيان أن وزير الخارجية الاماراتي استعرض مع نظيره المصري التطورات في سوريا وليبيا والعراق واليمن والقضية الفلسطينية والأوضاع في القارة الإفريقية وملف الأمن القومي العربي". وأكد الوزيران "رفضهما للتدخل الأجنبي من خارج الإقليم في شؤون الدول العربية وحرصهما على اتخاذ مواقف مشتركة لتعزيز الأمن القومي العربي واستقرار المنطقة" وعلى ضرورة تعزيز التنسيق وتعزيز العلاقات الثنائية المشتركة وسبل التعاون بين البلدين. وتم الاتفاق خلال اللقاء على زيارة قريبة للشيخ محمد بن زايد إلى القاهرة لاستكمال المشاورات على أن يُعقد على هامشها منتدى لرجال الأعمال لدعم الاستثمار وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية. وذكرت وكالة الأنباء الاماراتية الخميس أن الشيخ محمد بن زايد تبادل مع ضيفه المصري وجهات النظر حول آخر المستجدات والتطورات الراهنة على الساحة العربية والمستويين الإقليمي والدولي وبحثا عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأكد الشيخ محمد على عمق العلاقات المشتركة التي تربط بين البلدين الشقيقين منذ عقود من الزمن، مشيدا بمستوى التنسيق والتشاور مع مصر للتصدي للتحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة وعلى رأسها الإرهاب . وأشار إلى أهمية التكاتف العربي والوقوف صفا واحدا في وجه محاولات تهديد أمن واستقرار الشعوب العربية. وأكد وزير الخارجية المصري تميز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات ومصر والتي تحظى بدعم ورعاية قيادة البلدين، مشيرا إلى الحرص على مواصلة العمل لتطويرها في شتى المجالات. وشدد أيضا على أهمية تضافر كافة الجهود العربية لتعزيز العمل العربي المشترك ومواجهة محاولات التدخل الخارجي في شؤون الدول العربية وزعزعة استقرارها.

مشاركة :