محمد زيدان.. أيقونة الأدب في الزمن الجميل

  • 12/29/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بين علوم السير والتاريخ وكتب التراجم قضى معظم أوقاته، كتب ووثق ورصد الأحداث والمواقع والسير والتجارب عكف منذ صغره على طلب العلم وأعطاه جل ساعات يومه، ما مكنه في شبابه أن يجمع بين طلب العلم والتدريس، كما جمع معهما فيما بعد الكتابة الصحفية وإلقاء المحاضرات والدروس والندوات إلى أن ظهر التلفزيون في المملكة العربية السعودية عام 1385هـ، فكان أحد ألمع الأسماء التي كانت ومازالت الذاكرة المجتمعية تحفظ لها دورها الريادي في تثقيف وتعليم فئات كبيرة من الجمهور والمشاهدين، لم يكن ذلك الأديب المؤرخ إلا العلامة محمد حسين زيدان الذي ولد في المدينة المنورة عام 1324هـ، لأب هاجر من صعيد مصر إلى المملكة في حوالي عام 1300هـ ــ 1880م، وتوفيت والدته وهو طفل فتولت رعايته الجدة ميثاء، وعندما بلغ الثامنة من عمره التحق بكتَّاب الشيخ محمد الموشي، الذي كان من أوقاف "السقاف" بالمدينة المنورة ورحل محمد زيدان في أيام "سفر برلك" وهو ما عرف بترحيل الأهالي قسراً من المدينة في زمن فخري باشا العثماني، رحل مع والده إلى ينبع النخل ومنها إلى ينبع البحر، فدرس في كُتاب الشيخ محمد بُصيل، بعد أن كان قد تعلم القراءة في سوق الحراج كما كان يحب أن يتباهى دائما‏ً، ثم عاد إلى المدينة المنورة وواصل تعليمه بعد تخرجه في حلقات المسجد ‏النبوي ثم أصبح معلماً للصبيان.‎‏ ‏وبعدها درس في مدرسة يديرها أحمد أبو بكر حمدالله ومن أساتذتها الشيخ القاضي، والشيخ عبدالغني شرف، وزامله في هذه المدرسة إبراهيم زارع، حمزة فرهود، وزكي عمر وبعد انتهاء الأوضاع التركية في المدينة عاد إليها ودخل كتَّاب "القشاشي"، وشيخه حسن صقر، ومن كتَّاب القشاشي اتجه زيدان إلى المدرسة العبدلية، ومديرها السيد أحمد صقر وكان المدرسون الذين درس عليهم محمد زيدان هم محمد صقر وماجد عشقي، ومحمد الكتامي، ومحمد بن سالم. مدرساً بـ 35 ريالاً تخرج زيدان من المدرسة عام 1342هـ وكان الرابع من المتخرجين مع الآخرين محمد إياس توفيق ومحمد نيازي ومحمد سالم الحجيلي، ثم واصل تعليمه بعد تخرجه في حلقات المسجد النبوي الشريف، وطلب منه الشيخ عبدالقادر شلبي العمل معه كمساعد في المدرسة الجوهرية، التي افتتحها شلبي حتى عام 1352هـ، ثم غادر إلى الهند وبعد ثلاثين يوماً عاد زيدان فلم يجد الوظيفة التي كان عليها قبل سفره ونظراً لكفاءة زيدان وقدراته، تم تعيينه مدرساً في مدرسة دار الأيتام براتب قدره خمسة وثلاثون ريالاً، ومن دار الأيتام في المدينة المنورة إلى دار الأيتام في مكة بعد ضم دار الأيتام بالمدينة لها. زوربا الحجاز كان محمد زيدان يعرف واقعه جيدا ويستشرف المستقبل، كما قال الكاتب محمود تراوري‏، وكان مدركا أن بعض المجتمعات تكتفي بدفن رموزها، وربما البكاء أو التباكي عليهم ثم الانصراف لحياتها، وكانت له مقولة شهيرة هي "نحن مجتمع دفان"‎، إلا أن الاستثنائيين ممن تركوا بصمة مثله لا يمكن أن ينسوا ويؤكد تراوري أنه إذا كان جيل اليوم يجهل تماما الزيدان فإن آلافا ممن عاصروا الحقبة الذهبية للتلفزيون السعودي منذ أواخر الستينيات يستعيدونه اليوم، فقد كان جزءا حقيقيا من شهر رمضان، عندما كان يروي فقرات عن التاريخ الإسلامي المجيد، بارتجال عذب، وذاكرة رائعة، وأسلوب محبب، أبقته في الذاكرة كإحدى أيقونات التلفزيون السعودي في الزمن الجميل كما كان محمد الزيدان، كما وصفه عبدالله مناع، أحد أقرب أصدقائه في العشرين سنة الأخيرة من حياته، بأنه مثال للقرن العشرين بامتياز، فقد ولد في عقده الأول ومات في عقده الأخير، وعاش عمره بين المدينتين المقدستين مكة والمدينة، وكان يردد "أجد نفسي في مكة.. مكيا من أهل المدينة، وأجد نفسي في المدينة.. مدنيا من أهالي مكة" وانتمى الزيدان لجيل الأدباء الموسوعيين، بين الأدب والسياسة والفكر والتاريخ الإسلامي الذي كان أهم اهتمامه، إضافة إلى تميزه الكبير في الارتجال والخطابة والإلقاء بفصاحة أذهلت الكثيرين. أطلق عليه الراحل عبدالله الجفري والذي كان قريبا منه لقب "زوربا القرن العشرين" في كتاب ألفه عنه بهذا العنوان، ووجد البعض أن العنوان غير مناسب لأن زوربا اليوناني عاش في نفس القرن العشرين، واستحسنوا أن يطلق عليه "زوربا الحجاز" لإقباله على الحياة متسلحا بالمعرفة والفنون، جنبا إلى جنب مع التاريخ الإسلامي دون ابتذال ويقول الكاتب محمد علي فرحات إنه نظر في علاقة الراحل محمد حسين زيدان وشخصية "زوربا" في الرواية اليونانية، فلما قرأ كتاب الجفري، أدرك الفكرة وهي أن الشخصية تعبر عن الحرية الداخلية لدى الإنسان، لأنه كما قال "زيدان كان حراً يحتفي بالحياة ويتحلى بالشجاعة وراحة الضمير، وبشيء من الاستخفاف بمتاع الدنيا يعبّر عن إيمان عميق". يتحدث عن جدته ذكر محمد زيدان أنه لم ينس بيت الشَّعر وجدته العجوز الكفيفة البدوية من عالية نجد، وكان اسمها ميثاء الوضيان، التي ربته بعد وفاة أمه وهو صغير ويؤكد محمد عرفات أن شخصية محمد حسين زيدان، ورثت شيئاً من عبقرية المكان، فالوطن مهبط الوحي ومحل الأوائل مهاجرين وانصاراً، فاهتم بالمكان بتفاصيله، حتى اعتبره كثيرون من المراجع في الشأن الجغرافي. وروى الزيدان أنه رافق ذات مرة كل من أحمد أمين ومحمد حسين هيكل وعبدالحميد العبادي في زيارة لبعض الأماكن التاريخية للعظة والاعتبار، حتى بلغوا مدفن شهداء أحد، فألقى عبدالحميد العبادي ما في السيرة عن المكان، ثم قال: أهل مكة أدرى بشعابها، وطلب من محمد زيدان أن يروي لهم عن موقعة أحد، ويبين موقع الرسول صلى الله عليه وسلم والرماة وأين دارت المعركة ففعل زيدان ذلك فقال أحمد أمين: لقد أصبحت أستاذاً لجامعيين فرد زيدان: ولكن بدون درجة الدكتوراه وقال عنه عزيز ضياء إنه عندما تذكر له اسم شخص ما، فإنه يذكر لك على الفور اسم أبيه وأمه وجده وأصهاره ومواليه ومن له علاقة به. مؤلفاته المطبوعة ألف محمد حسين الزيدان العديد من الكتب منها سيرة بطل 1967، رحلات الأوروبيين إلى نجد وشبه الجزيرة العربية 1977، ‏محاضرات وندوات في التاريخ والثقافة العربية 1978، النهج المثالي لكتابة ‏تاريخنا 1978، المؤتمر الإسلامي هو البديل المثالي للخلافة الإسلامية 1979، ‏كلمة ونصف 1981، أحاديث وقضايا حول الشرق الأوسط 1983، ‏‎خواطر مجنحة ‏‏1984، تمر وحجر، عبدالعزيز والكيان الكبير، العرب بين الإرهاص والمعجزة، ‏ذكريات العهود الثلاثة 1988، فواتح الدارة 1988، أشياخ ومقالات‎. وله مشاركات ومقالات أدبية، وتاريخية، وسياسية.‏ برامجه الإذاعية والتلفزيونية من برامجه الرمضانية "مواقف مشرفة من التاريخ الإسلامي" والذي كان يتناول سيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضوان الله عليهم‏ وصفحات مشرقة من تاريخهم، كما تحدث فيه عن الملك عبدالعزيز رحمه الله، ثم جمع ما قاله عنه في كتابه "عبدالعزيز والكيان الكبير" كان الزيدان من أحب المتحدثين في برامج الإذاعة ثم التلفزة، وكان كثيرون ‏ينتظرون برنامجه الناجح في سير الصحابة الذي كان يبثه التلفاز في شهور ‏رمضان لسنوات مضت، وقد جمع الزيدان ‏رحمه الله أحاديثه في هذا البرنامج وأضاف إليها ما يماثلها ونشرها في كتاب سماه ‏‏"سيرة بطل‏‎"‎‏ ومن برامجه أيضا ‏"كلمة ونصف" وكان برنامجا إذاعيًا وتحدث محمد زيدان عن نفسه بقوله "أنا عربي سواء كنت من ذوي الأعراق، أو من ذوي الاستعراق أحارب الحيف، وأُكرم الضيف يطعني السيف، أتمرد على العدالة، ويأخذني الظلم إلى الاعتدال أصبر على الجوع، وأتستّر على الشبع. بالشظف أسُود، بالترف أُستعبد. وهذا حالي أصف به نفسي، كأّي نفس عربية تعيش اليوم". ‏ الوظائف التي تقلدها عمل محمد حسين زيدان مدرساً بالمدرسة الأميرية، ودار الأيتام كما ذكرنا ثم عين مديراً مساعداً لها واستمر عمله بالتدريس إلى سنة 1358هـ‎.‎ عمل زيدان سكرتيرًا للجنة مطوفي الجاوة ‏(مطوفي حجاج إندونيسيا)‏، فرئيساً مساعدًا بقسم الأوراق بوزارة المالية، وتولى منصب رئيس قسم الحسابات بالمالية، فسكرتيرًا لإدارة الحج، ورئيساً لمالية مكة. كما عمل مفتشاً عاماً لإدارة الحج، وممثلاً للمالية بوزارة الداخلية، ورئيسا لتحرير جريدتي البلاد والندوة، إضافة إلى مشاركته في العديد من المؤتمرات الأدبية داخلياً وخارجياً، كما عمل مساعدًا لأمين رابطة العالم الإسلامي وحينما أنشئت دارة الملك عبدالعزيز بالرياض عين عضواً في مجلس إدارة الدارة، وكان لمكانته الثقافية أكبر الأثر في اختياره لهذا المنصب، كما رأس تحرير مجلة الدارة وكان محمد حسين زيدان كاتباً صحفيًا يتميز بأسلوب فريد، في جريدة المدينة المنورة حين صدرت عام 1356هـ وكان أحد أفراد هيئة التحرير، وفق ما ذكر عثمان حافظ، كما كان يكتب في جريدة صوت الحجاز في مكة المكرمة. عشى عينيه يصف المؤرخ محمد علي مغربي ملامح زيدان في كتاب أعلام الحجاز بأنه كان أصفر اللون، ‏متوسط القامة، واسع العينين، حليق اللحية والعارضين، كان نحيف البدن في شبابه ‏فلما علت به السن صار أقرب إلى الامتلاء، وفي السنوات الأخيرة من عمره عشى ‏بصره فضعف بصره فلم يكن يستطيع أن يميز التفاصيل، إلا أن مرض عينيه لم يقعده عن ‏الحركة والعمل، فكان يملي ما يريد أن يكتب، ويزور من يحب زيارته، وكان ذلك بمساعدة ورفقة صديق عمره السيد طه غالبًا. القدرة على الارتجال اصطحب مغربي محمد حسين زيدان ذات مرة معه للسلام على الحاج محمد علي زينل مؤسس مدارس الفلاح، عندما وصل إلى مكة لزيارة المدرسة، وكان الحاج محمد علي زينل قد سبقهما إلى المدرسة، فجلس مغربي وزيدان في صالة الاستقبال، يستمعان إلى كلمات الترحيب بزينل أمامهما من الطلبة والمدرسين، حتى وقف السيد علوي أمام مؤسس الفلاح وقفة التلميذ أمام الأستاذ، يلقي كلمة ثناء وتقدير. فما كان من الزيدان إلا أن انتفض وارتجل خطاباً تساءل فيه عن سبب وقوف العالم الجليل بين يدي زينل ليلقي كلمات الشكر والثناء. ورد الحاج محمد علي زينل بأدبه الجم وتواضعه المعروف على الزيدان بقوله: نعم من أنا حتى يقوم السيد علوي مالكي العالم الفاضل ليثني عليّ، فمن أنا إلى جانب علمه وفضله، ودينه وتقواه؟. وهكذا كان الزيدان إذا انفعل لا يملك زمام نفسه، كما وضح أيضا الملكة الخطابية والقدرة على الارتجال البليغ، ما حجز له دائما مكاناً للخطابة والكلام. وقد يعود سبب جهل الزيدان بالحاج زينل إلى أن الحاج زينل لم يكن معروفاً في المدينة المنورة كما كان بمكة وجدة. قالوا عنه يذكر التربوي والإعلامي خالد الحسيني كيف كان وهو في المرحلة الابتدائية حريصٌ على متابعة برنامجه الإذاعي كلمة ونصف في الثمانينيات الهجرية (الستينيات الميلادية) حيث كان البرنامج ثقافيا توجيهيا يسرد حكايات تتعلق بكثير من الشخصيات، ثم التقاه صحفيا وكان يسعد عندما يطلب منه كتابة ما يمليه عليه ليكون مقاله في اليوم التالي. ويقول العقيد متقاعد شحات مفتي مدير مرور جدة الأسبق إن الرجل رغم عظم مكانته في حياتنا الثقافية والاجتماعية كان متواضعا طيبا. وتذكر الكاتبة سهام الطويري أن والدها ذكر لها أن محمد حسين زيدان يعد أحد أشهر الأدباء، وقد عرفه مذيعا صحافيا أديبا راويا كاتبا مثقفا، تمكن أن ينمي حب جميع المشاهدين لصفة الإنصات خلال حلقاته المذاعة، وكان بحق أحد أعمدة الفن الإعلامي، فبرامجه متميزة فريدة أدبيا لا يعوضها هذا الزمن كما وصف غازي علي الأديب محمد حسين زيدان بأنه هامة يسترشد بها ‏لدى مثقفي المملكة، وأنه كان أحد قرائه، وممن يستمتعون ببرامجه وكتاباته خاصة ‏قبل الإفطار مع الشيخ علي الطنطاوي في شهر رمضان. ‏ مذكرات العهود الثلاثة رصد كتاب "مذكرات العهود الثلاثة"، عهوداً عاصرها زيدان وعاش في أجوائها، وكان شاهداً على تحولاتها في مجتمع المدينة المنورة، وهي العهد التركي والعهد الشريفي والعهد السعودي، ومن هنا تستمد المذكرات أهميتها التاريخية، لأن كاتبها كان أحد الشهود المعاصرين لها. فقد عاصر كاتب المذكرات محمد حسين زيدان دخول المدينة المنورة في حكم الملك عبدالعزيز، ووثّق ما شاهده ورآه عن تلك المرحلة المهمة، كما تناول مجتمع المدينة المنورة وعاداته وتقاليده، وكتاتيبه وكيف انطلقت الحركة التعليمية والأدبية والصحافية فيها، والتي تابعها مجتمع المدينة المنورة خاصة والمجتمع السعودي عامة. ويُعد محمد حسين زيدان أحد الأدباء السعوديين من جيل الرواد في الثقافة المحلية، كما كان مؤرخًا عريقًا وكاتبًا صحافيًا ومتحدثًا ألمعيا لايزال صوته حتى الآن ملء السمع للأجيال السابقة. ومن أبرز الأبواب التي ضمها كتاب مذكرات العهود الثلاثة وفق ما كتب محمد المرزوقي: طيبة رحلة في الزمان والمكان، ‏جغرفة الإنسان، المسجد النبوي، الأئمة والمؤذنون، رجال في العهد العثماني، السيد أحمد أسعد، تركة محمد علي باشا، السيد ‏السلطان محمد رشاد والاتحاديون، "التتريك" وثورة العرب، بقية العثمانيين وفخري ‏باشا، فخري باشا وما إليه، حين قال الشريف عبدالله: حتى أنت يا حذيفة، الحكم ‏في المدينة، سيف وجمل وحصان، ودخلت طيبة في الكيان الكبير، الملك ‏عبدالعزيز في المدينة، عن الأمن والحجيج، الختان والسرارة، الطب في المدينة، ‏رحلتي إلى الهند، في الخرج أقمت وليمة ملوخية من البرسيم، مشاهداتي في أمريكا، ‏في لبنان، الرحلة إلى تركيا بالإضافة إلى ملاحق عن ذكريات محمد زيدان ‏وغيرها من المباحث المهمة والصور الأرشيفية الرائعة.‏ ووصف خليل الفزيع محمد زيدان بأنه أديب فذ، أقيمت عنه أمسية أميركية لا تنسى ‏في ارلينغتون ـ فرجينيا، حضرها ابنه السفير الدكتور سعود محمد زيدان‏، وكانت ‏للفزيع مكاتبات مع زيدان عندما كان يكتب الراحل في جريدة "اليوم" في بداية صدورها، ‏هو ومجموعة من الكتاب البارزين في الحجاز. وقال الفزيع إنه تحدث مع الدكتور ‏سعود ابن الراحل، كثيرا عن والده، فهو يعد من أبرز أدباء الحجاز، وكان معتزا ‏باللغة العربية، ومدافعا عن التاريخ الإسلامي وعن الثقافة العربية. ‏ سهولة السياق يرى الناقد فاروق صالح باسلامة أن إمكانيات الأستاذ زيدان جعلته كاتباً وأديباً يحمل معاني الثقافة الأدبية والدينية والتاريخية للقراء في سياق تاريخي سهل، ووسيلة إعلامية وصحافية مثل الصحف المحلية والإذاعة والتلفاز، فكان يتحدث ويؤلف، ويملي على الآخرين يومياته في صحيفة "البلاد". ووصف أدبه بالسمو حيث يدعم ما يكتب بمقولة للحسن البصري أو بيت شعر للفرزدق ومثل عربي أو نص نثري لأديب معاصر أو لأحد المثقفين، إضافة إلى اهتمامه بالآيات القرآنية أو الأحاديث فيما يكتب. فتبدو مقالة الزيدان سهلة المعاني رشيقة التعبير، ذات دفعة معنوية، وقدرة فكرية معتمدة على ثقافة ومعرفة وعلوم وآداب عديدة كما أنه رحمه الله دعا الجامعيين أن يطرحوا مناهج دراسية لدراسة أعمال الأدباء والشعراء والكتاب أمثال زكي مبارك وعمر أبو ريشة وغيرهم. وفاته توفي رحمه الله في جدة، ‏بعد أن مرض وتردد على المستشفيات، وكان في آخر أيامه قد تعرض لما يسميه الأطباء كآبة خريف العمر، حيث توفي صباح السبت التاسع والعشرين من شهر شوال سنة 1412هـ، الثاني من آيار مايو 1992‏، رحمه الله رحمة واسعة. ألّف زيدان العديد من الكتب في مجالات مختلفة محمد زيدان مع الشيخ عبدالله بلخير وأحمد الشامي تخرج الفقيد من حلقات المسجد النبوي وعمل عدة سنوات في التدريس إعداد - منصور العساف

مشاركة :