الطائرات العملاقة تصل إلى طريق مسدود مع نهاية 2017

  • 12/29/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الطائرات العملاقة تصل إلى طريق مسدود مع نهاية 2017تفاقمت أزمة مستقبل الطائرات العملاقة في الأيام الأخيرة من عام 2017، بعد تأكيد إيرباص أنها مستعدة لإيقاف إنتاج الطائرة أي 380 وتوقف آخر طائرة بوينغ 747 من التحليق في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن تمكن جيل جديد من الطائرات من إحداث انقلاب كبير في صناعة الطيران.العرب  [نُشر في 2017/12/29، العدد: 10855، ص(10)]طيران الإمارات لها القول الفصل في مستقبل إيرباص أي 380 باريس – وصلت أزمة مستقبل الطائرة العملاقة إيرباص أي 380 ذات الطابقين إلى مفترق طريق حاسم، حين كشفت مصادر مطلعة أن شركة إيرباص أصبحت مستعدة لوقف إنتاج أكبر طائرة ركاب في العالم إن لم تتمكن من الفوز بصفقة طال انتظار حسمها مع طيران الإمارات. ويمكن لهذه اللحظة الحاسمة أن تقلب موازين الشركة الأوروبية بعد عشر سنوات فقط من بدء تشغيل هذه الطائرة التي كانت تتوقع أن تصبح رمزا عالميا لفخامة السفر التجاري. ونسبت وكالة رويترز إلى أحد المصادر تأكيده أن “إيرباص ستبدأ تدريجيا عملية إلغاء إنتاج الطائرة أي 380 إذا لم يتم إبرام صفقة مع طيران الإمارات”، وأضاف أن تلك الخطوة تبدو منطقية نظرا لضعف الطلب. وامتنعت إيرباص عن التعليق، في ظل تعثر المفاوضات المعقدة مع طيران الإمارات، التي تريد ضمانات بأن إيرباص ستبقي على تشغيل خطوط الإنتاج لعشر سنوات لحماية استثمارها قبل إتمام الصفقة. ولا ترتبط الأزمة بشركة إيرباص حصرا بل تمتد إلى شركة بوينغ ولو بدرجة أقل، بعد إيقاف شركة دلتا ايرلاينز الأميركية تحليق آخر طائرة من طراز 747 في أجواء الولايات المتحدة.فابرايس بريجييه: شركة تدرس خفض إنتاج أي 380 إلى ما بين ست وسبع طائرات سنويا ويرى محللون أن أزمة الطائرات العملاقة التي تنتجها إيرباص وبوينغ هي نتيجة حتمة للنجاحات الكبيرة للطائرات الجديدة التي تنتجها الشركتان وخاصة أجيال 777 ودريملاينر 787، إلى جانب جيل طائرات إيرباص أي 350. وقدمت تلك الطائرات لشركات الطيران مزايا أفضل بكثير من الطائرات العملاقة التي ترتفـع فيها تكاليف استهـلاك الـوقود ويصعب تشغيلها على جميع الوجهات بسبب سعتها الكبيرة وحجم المطارات المطلوبة لتشغيلها. وفي المقابل قدم الجيل الجديد من طائرات المحركين والممر الواحد، توفيرا كبيرا في الوقود وتكاليف الصيانة ومدى طيران أبعد للرحلات الطويلة، إضافة إلى سهولة تشغيلها إلى معظم الوجهات والمطارات. وإذ ينظر معظم الركاب إلى الطائرات العملاقة نظرة انبهار وإعجاب، فإن شركات الطيران تنظر إلى حسابات التشغيل، في ظل منافسة شرسة بين الشركات مع تحرير القوانين وخفض احتكار بعض الشركات لحصص تسيير الرحلات. وتتسابق شركات الطيران العالمية لتحديث أساطيلها لتحسين حسابات التشغيل، وتنفرد في الصدارة كبرى شركات الطيران الخليجية مثل طيران الإمارات والاتحاد للطيران في استبدال جميع طائراتها بأحدث أجيال الطائرات. ورغم انخفاض أعمار طائراتها فإنها تخطط لإحالة المزيد من الطائرات الأقدم إلى التقاعد خلال العامين المقبلين، لضمان المحافظة على شباب وكفاءة الأسطول وتوفير أفضل مستويات الخدمة للعملاء. وأعلنت الشركتان أنهما ستقومان بتعويض خروج الطائرات القديمة بدخول طائرات حديثة وهو ما يجعلها تملك أحدث الأساطيل على مستوى الصناعة العالمية، حيث لا يزيد متوسط أعمار الطائرات على 6 سنوات. وتشير التقديرات إلى أن قطاع الطيران في العالم يحتاج لنحو 30 ألف طائرة جديدة خلال العقدين القادمين، في ظل النمو الكبير الذي يشهده القطاع وارتفاع مساهمته في الدخل الإجمالي العالمي إلى أكثر من 2.7 تريليون دولار سنويا.طيران الإمارات تريد ضمانات باستمرار إنتاج أي 380 لعشر سنوات قبل إبرام الصفقة الحاسمة وتشير البيانات إلى أن إيرباص لديها طلبيات على أي 380 تكفيها حتى أوائل العقد القادم بمعدلات الإنتاج الحالية. لذلك فمن المتوقع أن يكون أي وقف للإنتاج تدريجيا، لتتمكن إيرباص من تلبية تلك الطلبيات ومعظمها من طيران الإمارات. ويؤكد محللون أن طيران الإمارات لديها مصلحة في استمرار إنتاج الطائرة التي أصبحت أيقونة أسطولها بعد أن تسلمت أكثر من 100 طائرة منها وهي تنتظر تسليم 42 طائرة أخرى بموجب الصفقات السابقة. لكن المحادثات حول الطلبية الجديدة الحاسمة لشراء 36 طائرة بقيمة 16 مليار دولار، تعثرت خلال معرض دبي للطيران الشهر الماضي. وقيل إن المحادثات استؤنفت، لكن لا توجد دلالات واضحة على صفقة وشيكة. ورغم أن شركات طيران مثل الخطوط البريطانية تبدي اهتماما بالطائرة أي 380 فإن إيرباص لا تريد إبقاء المصانع مفتوحة دون التأكد من حصولها على طلبية كبيرة من طيران الإمارات. وسيشكل قرار بوقف الإنتاج تمزقا في الروابط بين إيرباص وواحدة من أكبر زبائنها، في وقت أصبح فيه نمو طيران الإمارات في المستقبل يتحول في الآونة الأخيرة للارتباط بطلبيات لشراء طائرات من أجيال بوينغ دريملاينر. وتقول المصادر الأوروبية إنه إذا تكللت المحادثات بالنجاح، سيكون هناك بصيص من الأمل للطائرة العملاقة ذات الطابقين التي تقول إيرباص إن الطلب عليها سيتزايد من جانب الناقلات نظرا للازدحام. وأكد رئيس أنشطة التشغيل بإيرباص فابرايس بريجييه هذا الشهر أن الشركة تتطلع إلى خفض الإنتاج إلى ما بين ست وسبع طائرات سنويا. ويرى محللون أن إيرباص إذا قررت إيقاف إنتاج الطائرة أي 380، فإن طيران الإمارات ستطالبها بتسليم الطائرات المتبقية في طلبياتها وأن تبقي على معظم تلك الطائرات في الخدمة لأطول وقت ممكن.

مشاركة :