5 عقول للمستقبل بقلم: إبراهيم الجبين

  • 12/29/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد قيامهم بحل الألغاز الرئيسية المتعلقة بالعالم المادي والعالم البيولوجي، حوّل العلماء والفنيون اهتماماتهم بصورة متزايدة مؤخرا نحو فهم العقل البشري والدماغ.العرب إبراهيم الجبين [نُشر في 2017/12/29، العدد: 10855، ص(24)] كلما حاولت الهروب من الحديث عن التكنولوجيا حين أتناول المستقبل، تعيدني التكنولوجيا من جديد إلى سيرتها. والظاهر أنه لن يكون هناك غد مستقل عن التقنيات الحديثة الذكية. بعد يومين يبدأ العام الجديد 2018 ونكون قد اقتربنا خطوة من ذلك المستقبل الغامض الذي يحاول العلماء تلمّسه وسط هذه الرؤى الضبابية المتداخلة والمتناقضة التي تفرض علينا السؤال: كيف ستكون البيئة التي سيعيش فيها أطفالنا غدا؟ في كتابه الصادر عن مطبوعات هارفرد للأعمال في بوسطن والمعنون بـ“خمسة عقول من أجل المستقبل” يقول صاحب الدماغ النظيف هوارد غاردنر إن التكنولوجيا لم تكن مضطرة، بخلاف العلوم، إلى أن تقوم بخدمة الاكتشافات المفاهيم والمعادلات الرياضية التي ميزت الـ500 سنة الماضية. وذلك كان “السبب الذي جعل الصين عام 1500 تبدو من نواح عدة أكثر تقدما من مثيلاتها الأوروبية أو الشرق أوسطية. إذ يمكن للمرء أن يصنع بإحكام أدوات كتابة عملية وساعات وذخيرة مدفع، وأجهزة لتحديد الاتجاهات (البوصلة) وأدوية طبية حتى في غياب نظريات علمية مقنعة”. وبالفعل فبعد قيامهم بحل الألغاز الرئيسية المتعلقة بالعالم المادي والعالم البيولوجي، حوّل العلماء والفنيون اهتماماتهم بصورة متزايدة مؤخرا نحو فهم العقل البشري والدماغ. يقول غاردنر إن التعليم ضمنيا وحتما قضية أهداف وقيم إنسانية، ويتمنى لو كانت هذه الجملة تعلو بشكل بارز فوق مكتب كل من يتولى صناعة السياسة. لكنه يقدم تحذيرين هامين جدا حول ذلك. الأول أنه لا يمكن للعلم أبدا أن يشكل تعليما كافيا ولا يمكن له أن يقول لك ماذا تفعل في الصف أو في العمل، لأن ما تفعله يجب أن يتقرر عن طريق نظام القيم الخاص بك، بينما ليس للعلم ولا للتكنولوجيا نظام قيم داخلي. التحذير الثاني هو أن العلم، حتى مع انضمام الهندسة والتكنولوجيا والرياضيات، ليس المجال المهم الوحيد للمعرفة، ويرى غاردنر أن هناك مجالات أخرى هامة تستحق أن تحظى بتركيزنا، مثل الآداب والإنسانية والفنون والتربية المدنية واللطف والكياسة والأخلاق والصحة والسلامة والتدريب الجسماني. ومن هنا انقسمت العقول إلى عقل متخصص وآخر تركيبي وثالث إبداعي، ورابع محترم وخامس أخلاقي. لكن هذه العقول تتواجد مجتمعة في عقل الإنسان، ويجري تنشيط بعضها على حساب بعضها الآخر. بيئة المستقبل نصنعها نحن، بوعي مخاطر الانزلاق خلف أي من عقولنا دون خلق توازن مع بقية الذكاءات المتعددة التي نتمتع بها. إبراهيم الجبين

مشاركة :