أحمد مصطفى الغر 2017/12/28 بناءً على توصيات لجنة دولية مختصة تم اختيار خمسة أعمال فنية للتشكيلية السعودية «هدى بنت جودة العمر»، ليتم تضمينها في كتاب «الفنانين العالميين المعاصرين 2016م»، الصادر في طبعة جديدة ب «نيويورك» مشتملاً على أعمال لأفضل الفنانين العالميين المعاصرين، لا تقف الحكاية عند هذا الحد.. بل ربما تبدأ، ويبدأ معها حوار «اليمامة» مع الفنانة السعودية «هدى بنت جودة العمر»، التي التقيناها وكان لنا هذا الحوار: * اختصرت المقدمة بشدة لأعطي مساحة أرحب للحوار، الذي نبدأه بالحديث عن علاقتك بالتشكيل، حدثينا قليلاً عن بداية رحلتك في دروب الفن التشكيلي؟ - الفن ينمو في رحم الأم الذي يبدأ باحتضانه واحتوائه وتغذيته، حتى ينمو من نطفة ثم علقة ثم ولادة تتطلب رعاية، فهكذا بدأت رحلتي مع الفن بتشجيع وإعجاب من حولي بما أنتجته حتى اكتشفت أن لدي موهبة فانتقلت من خلالها لمراحل متعددة بين دروب الحياة. بعض هذه الدروب كانت شائكة وأخرى كانت العكس ولكن دائماً كنت مغامرة ومنطلقة ومنجذبة لاكتشاف كل ما هو جديد في أزقتها. * في عام 1984م حظيتِ بمقابلة ومحادثة «سلفادور دالي»، حدثينا عن ذلك، وعن الفترة التي عشتها في بريطانيا وأثرها على مسيرتك الفنية؟ - أغلب مرحلة المراهقة عشتها في بريطانيا، وكانت دراستي للفنون في تلك المرحلة.. في تلك الأثناء تعودت أنا وزميلة لي من كندا على الاطلاع على جدول المعارض المتاحة لزيارتها وحظيت بزيارة افتتاح معرض للفنان الإسباني «سلفادور دالي» بمتحف «تيت» بالعاصمة البريطانية، ولقائي به دار حول ما يعرض وكان من ضمنها مجسمات تمثل الفنانة الراحلة «مارلين مونرو» ولم تكن شخصية دالي على أرض الواقع تختلف كثيراً عن لوحاته، فقد يلاحظ الجميع بريقاً غير طبيعي في عينيه تحتار في طريقة نظرته إليك بين الخوف منها أو تقديرها. * عندما حظيت أعمالك بإعجاب الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله- تشجعت لمخاطبة الرئاسة العامة لرعاية الشباب بضرورة وجود افتتاحات نسائية إسوة بالرجال، ولاقت الفكرة الاستحسان، حدثينا عن تلك القصة؟ - بداية الفنون للمرأة السعودية كانت على نطاق ضيق حينذاك وقد كانت تستعين الرئاسة العامة لرعاية الشباب بامرأة تعد فقط حارساً للوحات المعروضة. وقد اقتصر العرض على أيام معدودة للنساء بينما كان الفن يحظى بنصيب الأسد وافتتاحات براقة للرجال فقط!، وعند زيارتي ومشاركتي في هذه المعارض وجدت أن الحضور من الجمهور يحتاج إلى توضيح أو قراءة للأعمال المعروضة إضافة إلى أنني وجدت أنه من حق المشاركات الوجود ومشاركة الحضور بإيضاح محتوى ما يُعرَض من أعمالهن، وعند مراسلتي للرئاسة رحبت بمقترحي ودعمته وكلفتني برئاسة وتشكيل لجنة نسائية فنية متخصصة لهذا الغرض. * باعتبارك واحدة من العشر الرائدات للحركة التشكيلية النسائية عام 2003م، كيف تقيمن وضع ومكانة الفنانة السعودية اليوم؟، برأيك ما أهم المعوقات التى تواجهها؟ - ليس بتقييمي أنا، فأنا أمثل فرداً من عائلة الفن النسائي السعودي ولكن من تقييم من قابلتهم من زوار عالميين وهم عدة، أطلعوا على الفن السعودي بصفة عامة والنسائي بصفة خاصة، وجدت انبهارهم بفننا المحلي وقمة إعجابهم به واستغرابهم في ذات الوقت من قلة المعرفة به عالمياً، وهنا تكون الإجابة عن سؤالك.. فنحن في أشد الحاجة للانتشار العالمي الذي يقتصر الآن على جهود شخصية. * تكتبين في مختلف الصحف والمجلات المحلية، لعل من بينها كانت جريدة الرياض، ألا تؤثر الكتابة الصحفية على إبداعك الفني؟ - إذا كان النشاط يخص الثقافة والنقد الفني فهو بلا شك إضافة اطلاع، إذ يضيف لمسيرتك ويثقل من مداركك ويسهم في جذب مختلف فئات المجتمع وتقربهم لمجالك وتقدير أهميته. * مشاركاتك المحلية تتجاوز 90 معرضاً، أهمها: معرض المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، وأكثر من 40 مشاركة دولية، منها: معرض إسبانيا 1996م، والشارقة 1997م، والقاهرة 1998م، وباريس 2002م، فما الذي جنته «هدى العمر» من كل هذه المشاركات؟ - بحمد الله جنيت رضاء الجمهور، لكنني آخر من يرضى عن أعماله، لأن النجاح يجعلك تخشى من القادم، فالفنان دائماً ينظر لما هو أفضل مما قدمه. * حصلت على جوائز عديدة، منها: المركز الأول عام 2001م في معرض الفنانات السعوديات، والجائزة الأولى للمنطقة الوسطى بالمملكة في معرض الفن للحياة 2008م، إضافة إلى أكثر من 27 درعاً، أي انطباع تتركه الجوائز على إبداعك وحياتك؟ - النجاح سلاح ذو حدين، يجعلك تفرح هذه حقيقة، ولكن ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع، فلا أعتقد أن النجاح يقتصر على فرحتي بإنجاز ما بقدر تخوفي فيما سأقدم مستقبلاً، الذي يجب أن يكون أفضل مما قدمت سابقاً، لأنه إذا اعتبرت هذا النجاح هو القمة.. سأتوقف عن تقديم ما هو أفضل. بكلمات مختصرة، ما إجابتك: * مهما تعددت الألوان، أي الألوان هو الأقرب إلى قلبك؟ - اللون الأزرق « التركواز». * الفنان السعودي الراحل «محمد السليم»؟ مبدع.. يستحق إنشاء مدرسة فنية عالمية لأعماله. * الفنانة «سيما محبوب»؟ - إحدى الذين درست معهم الفن ووجدت جمال وقدرة العطاء الصادق فيما قدمته لي. * مرسمك الشخصي هو.....؟ - هو الحياة. * لو لم تكن «هدى العمر» فنانة تشكيلية، لتمنت أن تكون.....؟ - لتمنت أن تكون فنانة تشكيلية! * ما مشاريعك المستقبلية؟ - لم أرسم لها خريطة، فهي أفكار يختزنها عقلي الذي يقود ريشتي إلى دروب عديدة.. قد أنجح في الوصول إلى نهايتها أو العكس.
مشاركة :