أكد د. عادل شجاع أن المؤتمر الشعبي العام يبقى رأس الحربة في جهود حشد قوى الشعب اليمني الوطنية لدحر ميليشيات الحوثي واستعادة الشرعية، وأشار إلى جهود تشكيل قيادة جماعية للحزب ودعا في حوار خاص لليمامة لفتح كل الجبهات ضد الحوثيين في وقت واحد.. * ما الذي سيفعله حزب المؤتمر الشعبي في الفترة المقبلة؟ - حزب المؤتمر يجهز الآن لقيادة جماعية تسد الفراغ الذي تركه رئيس الحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهي بصدد ترتيب هيكلة المؤتمر الشعبي العام لأنه حزب كبير يمتدد بامتداد اليمن ويصل أعضاؤه نحو 5 ملايين عضو، وهذا ما يجري في الوقت الراهن لكي يستمر الحزب في المواجهة لإعداد البلد لأن تستعيد الدولة وتستعيد مؤسساتها. * هل يتجه حزب المؤتمر الشعبي العام لانقسام؟ - لا أعتقد ذلك؛ لأن حزب المؤتمر الشعبي العام كان خطه واضحاً منذ بداية الحرب، حاول أن يكون همزة وصل بين الأطراف المتحاربة وظلم كثيراً من قبل الإعلام، حيث حسبه كل طرف على الطرف الآخر، لكن المؤتمر الشعبي العام له خط واضح ورؤية واضحة يلتقي بها مع كثير من القوى السياسية، تتعلق هذه الرؤية بمواجهة الجماعة الإنقلابية وإعادتها إلى الشرعية الدستورية، كذلك الحفاظ على الجمهورية والوحدة والديموقراطية والحريات داخل البلد، هذا التوجه لا أعتقد أنه سيتغير في الوقت الراهن، وكما قلت هو يتقاطع مع اتجاهات أخرى. * وما تداعيات حدوث الانقسام داخل المؤتمر الشعبي العام؟ - في اعتقادي ستذهب البلد لجماعة العنف، وتحديداً جماعة الحوثيين، وهذه الجماعة إذا ما استولت على اليمن بشكل نهائي دون أن تكون هناك مقاومة من المجتمع المدني الحامل لمشروع الدولة والمؤتمر الشعبي العام جزء من هذا المجتمع المدني، بالتأكيد لن تكون الخطورة على اليمن فحسب وإنما ستكون الخطورة على الإقليم ودول الجوار بالتحديد، لأن هذه الجماعة تمثل امتداداً لإيران وبالتالي إذا حاولت بعض الأطراف أن تعمل على تفكيك هذا الحزب سيصب ذلك في مصلحة هذه الجماعات الإرهابية المتمثلة بالحوثيين، وكما نعلم أن هذه الجماعة ليس لها مشروع دولة بقدر ما هي مرتبطة بنظام الملالي في طهران وهي امتداد للقرار الإيراني. وأعتقد أنه من الحكمة بمكان والأشقاء يدركون ذلك، أن المؤتمر الشعبي العام هو الحامل الحقيقي لمشروع الدولة وهو الضامن الحقيقي أيضاً لأن يشكل صمام أمان لليمن واليمنيين وكذلك لدول الجوار. * كيف ترى ملاحقة الحوثيين لقيادات حزب المؤتمر؟ - المشروع الحوثي هو مشروع يقوم في الأساس على المشروع الإيراني، لا يمكن لهذا المشروع أن ينجح، صحيح استمرار الجماعة الحوثية إلى اليوم ليس ناتج عن قوتها بقدر ما هو ناتج عن أخطاء من جميع الأطراف سواء المحلية أو الإقليمية، لم توجد رؤية موحدة لمواجهة هذا العدو وبالتالي استفادت هذه الجماعة من هذه الأخطاء، كما أنها استفادت من شبكة المصالح الضيقة التي تشكلت والتي لم تكن من أجل مصلحة اليمن وأيضاً لم تكن من أجل مصلحة الأمن الإقليمي والدولي. المجتمع الدولي لم يختبر قوات الحوثي بعد، الحوثي كالفقاعة يمكن أن تنفجر في أي لحظة من اللحظات خاصة إذا ما تحولت المعركة الحقيقية إلى صعدة وليس في أي مكان آخر، سيضطر الحوثيون إلى سحب جميع ميليشياتهم من مختلف الجبهات للدفاع عن صعدة، وبالتالي ستسقط المدن والمحافظات تلقائياً، ونتمنى أن يكون هناك إعادة نظر في التعاطي مع المعركة في الوقت الراهن ونقلها إلى صعدة وفتح جبهات متعددة باتجاه صعدة، فحينما تفتح جبهة من الجبهات نرى أن الجبهات الأخرى تتوقف وهذا يساعد الحوثيين على نقل ميليشياتهم من الجبهات الأخرى وتركيزها في جبهة واحدة، كما هو حاصل اليوم في جبهة الساحل في الخوخة تحديداً، توقفت جميع الجبهات وساعدت الحوثيين على الزج بجميع ميليشياتهم الوجودة في الجبهات الأخرى باتجاه الخوخة ما جعلهم يدافعون باستماتة عن الخوخة رغم الخسائر الفادحة التي تلقوها، ولو أن الجبهات الأخرى تشتغل بالتوازي مع جبهة الخوخة وأقصد هنا جبهة نهم، مأرب، صرواح، وكذلك جبهة حرض وجبهة البقع، في اعتقادي أن فتح الجبهات في وقت واحد سيجعل الحوثيين يعانون الأمرين ولن يستطيعوا أن يصمدوا وبالتالي ستكون هزيمتهم وهزيمة مشروعهم. * من الأقرب لتزعم المؤتمر الشعبي بعد صالح؟ - هناك قيادة جماعية ستكون، لن يكون هناك اسم معين، وسيكون أحمد علي عبد الله صالح ضمن هذه القيادة الجماعية، وستعمل هذه القيادة على إعداد مشروع مرحلي إلى أن يتم استعادة الدولة ومؤسساتها، وأيضاً الترتيب لعقد مؤتمر عام للحزب وهو الذي سيختار بعد ذلك رئيس الحزب والأمين العام، وفي الوقت الراهن القيادة الجماعية متمثلة باللجنة العامة بصفتها هي أعلى سلطة سياسية داخل الحزب، واللجنة العامة موجودة في الداخل والخارج، وستقوم بإدارة العمل الحزبي السياسي وكذلك النشاط التنظيمي. * هل يمكن التسامح مع الحوثيين أو الجلوس معهم من جديد على طاولة الحوار؟ - في حقيقة الأمر، جميع الأطراف تدعو الحوثيين للجلوس على طاولة الحوار، الحوثيون لا يريدون الحوار ولا يريدون السلام، ولا يمكن لهذه الجماعة أن تجلس على طاولة الحوار ما لم يتم هزيمتها عسكرياً ثم بعد ذلك ستأتي إلى الحوار وإلى التفاوض، بالتأكيد المؤتمر الشعبي العام هو مع السلام والتنمية والاستقرار لليمن ودول الجوار وكذلك الأمن الدولي، لكن الحوثيين لا يمكن أن يذهبوا للسلام لأن قرارهم ليس بأيديهم هم قرارهم بيد إيران، وإيران تعتبرهم ملفاً من الملفات التي تساوم بها في كل أزماتها ومآزقها، وبالتالي لا يمكن لإيران أن تجعل القرار بيد جماعة الحوثي، وهنا أقول من أجل الذهاب إلى السلام أو التفاوض فلابد من هزيمة هذه الجماعة عسكرياً حتى ترضخ للسلام وتصبح جزءاً من النسيج السياسي والاجتماعي في اليمن.
مشاركة :