دبي: عايدة عبد الحميد نجحت طبيبة زائرة ألمانية، تبلغ من العمر 77 عاماً، في إتقان اللهجة الإماراتية المحلية «الرمسة» بطلاقة، بعد انتسابها ل«معهد الرمسة المتخصص في تعليم اللغة العربية واللهجة الإماراتية لغير الناطقين بها»، واجتيازها الفصول التعليمية بمستوياتها الثمانية بامتياز.يعد المعهد أحد مشاريع مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ويهدف إلى نشر الثقافة الإماراتية والعربية للمقيمين في دولة الإمارات، ويُدار من قبل صاحبي المشروع حنان الفردان، وعبدالله الكعبي، إضافة إلى نخبة من الكوادر الوطنية المتخصصة في تدريس اللغة العربية، وشهد المعهد تخريج 725 طالباً وطالبة من جنسيات مختلفة، يتحدثون اللهجة الإماراتية بطلاقة.وقالت حنان الفردان، مؤسسة معهد الرمسة في تصريح ل«الخليج»، إن قسم القبول والتسجيل تفاجأ بطلب غريب من الطبيبة الألمانية، التي تزور الدولة شهرياً لإجراء عمليات جراحية بأحد المستشفيات في مدينة دبي، وتطلب فيها تعلم اللهجة المحلية الإماراتية، ليسهل لها التواصل اللغوي والحديث مع مرضاها بمعرفة تامة، وعلى الرغم من تقدمها في العمر، إلا أن شغفها في تلقي المعرفة بدا واضحاً وجلياً، حيث كانت تأتي لتلقي الدروس ثلاثة أيام في كل شهر، مما دفعنا إلى تعليمها كل ما يتعلق باللهجة الإماراتية المحلية، عبر عدد من الأساتذة المشرفين على المعهد.وأشارت إلى أن المعهد هو الأول من نوعه في الدولة، ومتخصص في تعليم اللهجة الإماراتية، وتم افتتاحه رسمياً مطلع أغسطس 2017، ويعتمد على أبناء الوطن في تدريس الأجانب وتم إعداد مناهج وكتب تعليمية من قبل فريق إماراتي، لعكس الحياة اليومية المحلية، وهناك 12500 مشترك على قناة المعهد في اليوتيوب، و«نقدم خلالها دروساً مجانية، والمعهد بدأ مشواره واضعاً نصب عينيه مد جسور التعاون والتعارف بين مختلف الشعوب بثقافاتهم المتعددة، عن طريق تعليمهم اللغة العربية واللهجة المحلية، مما يساهم بشكل كبير في فتح أبواب التعارف والتقارب، ونؤمن بأن اللغة هي مفتاح للقلوب، ونحن في معهد الرمسة حينما نرسخ دعائم لغة الضاد، عند غير الناطقين باللغة العربية، فإننا نوفر لهم أرضية خصبة للاندماج مع المجتمعات العربية بشكل عام، ومجتمعنا الإماراتي بشكل خاص».وبيّنت أن الفئات المستهدفة تتمثل في الجنسية الأوروبية، والآسيوية، التي على رأسها الجالية الهندية والباكستانية، وطلباتهم تجاوزت 42%، وكان من بين الفئات المتخصصة على سبيل المثال لا الحصر، رجال الأعمال والأطباء والطيارون والأكاديميون، أما الجنسيات الآسيوية فتتمحور في موظفي خدمة العملاء والمبيعات، على سبيل المثال، وموظفي البنوك ومقدمي الخدمة في الفنادق الفخمة، ومن إفريقيا بلغت نسبة الطلاب 10% وكان معظمهم من رجال الأعمال، وهناك 20 % من مواطني دولة الإمارات غير الناطقين باللغة العربية، حيث يكون هؤلاء الطلبة من أمهات أو آباء أجانب، ولم يستطيعوا تعلم اللهجة الإماراتية واللغة العربية من خلال بيئتهم الأسرية، ويشعرون دائماً بالحرج لكونهم من أبناء الوطن ولا يعرفون كيف يتحدثون بلغة الضاد.وعللت الفردان، السبب الرئيسي للجوء الأجانب إلى تعلم اللهجة المحلية، بأن بعض الشباب وتحديداً أبناء البعثات الدبلوماسية أو رجال الأعمال من دول مثل فرنسا وبريطانيا وجنوب إفريقيا، يجدون صعوبة في التحدث باللغة العربية المقعرة مع أصدقائهم، مما يدفعهم لتعلم اللهجة المحلية بغرض التواصل، كما أن هناك بعض الشركات الكبرى تبتعث موظفيها إلى المعهد للدراسة فيه، للمزيد من التواصل مع شرائح المجتمع في الدولة.وذكرت أنه في المستوى الأول يعلم الأساتذة الطلبة التحيات والأرقام وصياغة الأسئلة، وتسمية الأماكن والمواقع، وفي المستوى الثاني يتعلم الطلاب مفاهيم أساسية، حول الطعام والأفعال والمحادثات التي تدور في الجهات والمؤسسات الحكومية والمطارات، أما المستوى الثالث فيركز على تعليم الطالب سيناريوهات التفاعل في العمل، والحوارات وطلب الخدمات والطعام، وفي الرابع يبدأ بالتفاعل مع الحياة الاجتماعية والأعراس، وأردفت أن المعهد لا تقتصر خدماته على تقديم المعرفة المتخصصة باللهجة المحلية؛ بل تمتد إلى تعليم بروتوكول الشاي والقهوة والملابس المحلية، وقواعد الزواج وآداب المجلس.
مشاركة :