تقرير: السلاح الكيميائي من المحرمات المرتبطة بمعاناة الحرب العالمية الأولى

  • 8/30/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ان كان استخدام الاسلحة الكيميائية من المحرمات، فذلك يعود الى ارتباط هذا السلاح بمعاناة تفوق التصور تسبب بها منذ استخدامه بشكل مكثف خلال الحرب العالمية الاولى، برأي خبراء. ففي حين اوقع النزاع في سوريا اكثر من 100 الف قتيل منذ اكثر من عامين من دون اي تدخل عسكري خارجي، يستعد الغرب للتحرك بعد مقتل مئات الاشخاص في هجوم بالغازات السامة في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق. وقال اوليفييه لوبيك الباحث في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية ان "هذه المسألة تظهر المكانة الخاصة للاسلحة الكيميائية بين مجمل انواع الاسلحة". واوضح "هناك ابعاد نفسية كبيرة جدا. الناس يربطون الاسلحة الكيميائية بموت مؤلم وبالاختناق والعجز عن التنفس". وتابع ان هذا السلاح يعتبر ايضا "غير تمييزي" لانه يطال المدنيين والعسكريين سواء. وقال "ان قذيفة تستهدف مبدئيا موقعا بينما لا يشكل القاء مئات اللترات من الغاز ضربة محددة الاهداف". وقال امانويل غوفي الضابط في سلاح الجو والاستاذ في القانون الدولي ان السلاح الكيميائي "يسبب معاناة كبيرة غير ضرورية بالنسبة الى المنافع المتوقعة" تحقيقها. وفي حرب اذا كان سيسقط ضحايا "فالهدف هو ان يقتل هؤلاء الاشخاص من دون معاناة غير ضرورية". واضاف "عندما يحتضر الفرد ببطء يسبب ذلك حالة من الرعب وهذا يعني عدم احترام فكرة محددة تتعلق بقتل انسان". وتابع ان "الاسلحة المحظورة هي اسلحة تسبب معاناة غير ضرورية مثل الالغام المضادة للافراد او القنابل الانشطارية". وحظر الاسلحة الكيميائية لم يتقرر بالامس. وقال ليبك "كان القانون الروماني ينص على عدم شن حرب باسلحة مسممة". ومنذ القرن ال19 حظرت معاهدتا بروكسل (1874) ولاهاي (1899) استخدام الاسلحة المسممة والقذائف المحملة بالغازات السامة. وذكر الباحث بان الحرب العالمية الاولى كانت "اول حرب كيميائية في العصر الحديث" وتبقى "اصل كل الحروب الكيميائية". وفي نيسان/ابريل 1915 نشر الجيش الالماني فوق خطوط العدو سحابة من غاز الكلور ما تسبب بمقتل 15 الف جندي. وقالت المؤرخة انيت بيكر الاخصائية في الحرب العالمية "اول استخدام من قبل الالمان على الجبهة ترجم على الفور بانه جريمة حرب خصوصا وان الغاز لا يسبب مثل القذائف او الرصاص بجروح في الجسم". والاستنكار لم يمنع الحلفاء من استخدام هذه الاسلحة بدورهم. وترك غاز الخردل آثارا عميقة في المخيلة الجماعية. وقال ليبك "الكثير من الفرنسيين سمعوا في اسرهم عن مقتل جد بالغاز في معركة فردان او عن حمله لآثار الغاز". واوضحت بيكر "ان الغازات اعتبرت احد الاسلحة الاكثر فتكا خلال الحرب العالمية الاولى رغم انها قتلت عشرات الاف الاشخاص مقابل ملايين الجنود لقوا مصرعهم بالقذائف او الرصاص". وتابعت "بعد الحرب العالمية الاولى بذل القانون الانساني جهودا للقضاء على الغازات السامة". وافضى ذلك الى بروتوكول جنيف في 1925 الذي حظر استخدام الاسلحة الكيميائية والبيولوجية ولكن ليس انتاجها. وكان استخدام العراق للاسلحة الكيميائية ضد ايران في ثمانينات القرن الماضي، الدافع للتوصل الى توقيع معاهدة باريس في 1993 للحظر التام لانتاج الاسلحة الكيميائية وتخزينها واستخدامها. وسوريا كما كوريا الشمالية من الدول النادرة التي لم توقع هذه المعاهدة. لكن اكثر من القانون الدولي، تتذرع الولايات المتحدة اليوم بالحجة الاخلاقية وخشية تكرار الهجمات بالاسلحة الكيميائية. وقال مسؤول اميركي كبير الاربعاء "ما هي الرسالة التي نبعثها الى العالم اذا كانت حكومة قادرة على استخدام ضد شعبها اكثر الاسلحة فظاعة الاسلحة الكيميائية من دون عقاب؟". وقال ليبك ان "الخط الاحمر" الذي رسمه الرئيس الاميركي باراك اوباما "يمكن ان يترجم بانه يمكنكم ان تقتلوا دون خوف بالاسلحة التقليدية. من الناحيتين الاخلاقية والدبلوماسية انه موقف لا يمكن قراءته".

مشاركة :