نشر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني مقالاً تحليلياً لرئيس تحريره الكاتب البريطاني ديفيد هيرست حول ما شهده الشرق الأوسط من أحداث في عام 2017. يقول الكاتب إن زيارة ترمب للمنطقة أدت أولاً إلى حصار قطر، ثم الإطاحة بمحمد بن نايف، ابن عم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ثم عملية تطهير الأمراء، ثم توجيه أمر إلى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بالاستقالة، ثم تعليمات إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتخلي عن القدس الشرقية وحق العودة.ويرى هيرست أن مجال نفوذ المملكة العربية السعودية قد تقلص، فقد بدأت المملكة 2017 وهي على رأس ست دول خليجية، واستدعت 55 من قادة الدول ذات الأغلبية المسلمة للاستماع إلى ترمب وهو يلقي محاضرات لهم حول التطرف، لكن انتهى العام بنزيف من هذا الدعم، حيث فقد السعوديون لبنان تماماً. ونقل الكاتب عن سياسي سني قوله: «لو أنفقت إيران مليارات الدولارات للتأثير على الرأي العام في لبنان ضد السعودية، لم يكن بإمكانها أن تقوم بعمل أفضل مما فعله السعوديون أنفسهم، من خلال محاولة إجبار الحريري على الاستقالة». ويقول هيرست إن محمد بن سلمان يعتقد أنه ما دام يحظى بدعم ترمب وإسرائيل فلا يهم أي شيء آخر، لكن هناك 3 عيوب في هذا الاعتقاد: الأول: هو الافتراض بأن ترمب سوف يستمر كرئيس للولايات المتحدة، والثاني هو إسرائيل، القارئ الأكثر براعة لسياسة واشنطن من السعوديين الجدد. والعيب الثالث في خطة بن سلمان هي القدس، فبين عشية وضحاها، جعل إعلان ترمب الصراع الفلسطيني مرة أخرى القضية الأساسية في الشرق الأوسط، ولن يكون أمام الفلسطينيين خيار آخر سوى بدء انتفاضة ثالثة. وذهب الكاتب للقول: «إن ظهور طاغية جديد -هو بن سلمان، الذي لديه طموحات بامتلاك الهيمنة الإقليمية- أدى إلى إعادة تنشيط المخيم القطري، الذي يحظى الآن بدعم عسكري من تركيا والسودان، والدعم اللوجستي من إيران. كما أشار هيرست إلى أن القضية الفلسطينية أصبحت الآن في مركز الصدارة، وعاد الإسلام السياسي كلاعب قوي، وبعد أن نفدت بطاقات محمد بن سلمان ومحمد بن زايد في اليمن، راحا يغازلان الآن قادة الإصلاح». واختتم الكاتب مقاله بالقول: «بعد عام من الدراما التي تحبس الأنفاس، أولئك الذين اعتقدوا أنهم يستطيعون إعادة ترتيب الشرق الأوسط لمصلحتهم.. استيقظوا على الصداع الذي سببوه لأنفسهم».;
مشاركة :