طه حسين ورسالة التنوير العربي

  • 12/30/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الواقع العربي المتردي يفرض اليوم تنويرا جديدا بل ثورة فكرية تغير واقعنا وتتجاوز المحاولات التأسيسية للرواد بمن فيهم طه حسين نفسه. إن هذه الطفرة التنويرية هي من قبل الثورة التي دعا إليها الدكتور حسن حنفي في "قراءة عربية للنهضة الأوروبية": أما عصر النهضة العربية فقد آثر قراءة انتقائية للنهضة الأوروبية تتفق مع الموروث القديم دون أن تتخلص منه واكتفى بالتلميع للقديم نفضا للتراب والصدأ عنه، وكان أقصى طموح للإصلاح الملكية المقيدة بالدستور دون تقويض جذري للنظم الثيوقراطية والإقطاعية والملكية بالرغم من ثورات العرب الحديثة وكتاباتهم في طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، ظل الإيمان بالقديم قائما وكل من شك فيه تم تكفيره حتى ولو كان في الشعر العربي وقضية الانتحال أو في الحوامل الزمانية والمكانية واللغوية والإنسانية للوحي في فهم النص الديني استدراكا على أسباب النزول والناسخ والمنسوخ. فما أحوج أمتنا إلى ثورة ثانية تغسل ما بها من درن وركود وتقليد تحت غطاء العلم وخنوع تحت ستار الطاعة، وعزوف عن الحياة بحجة الزهد في الدار الفانية، وجبن عن اقتحام المجاهل حتى الموت حتف الأنف لنشرف على الحياة فنشبع من هوائها ومائها وسمائها ووحلها، فقد طال بنا الأمد في مغارات التاريخ وكأننا ما بقي متحجرا من كائناتها البائدة.

مشاركة :