كل الوطن، أسامة الفيصل، بيروت: على أبواب عيد الأضحى المبارك، يعيش المواطنون في لبنان، أجواء متناقضة من الفرحة بقدوم العيد، والخوف من القادم المجهول، والأوضاع الاقتصادية الصعبة. عبّر كثير من المواطنين لصحيفة (كل الوطن)، عن فرحتهم العارمة بقدوم العيد، لكنهم أردفوا هي فرحة ناقصة وممزوجة بالخوف والأوضاع الصعبة التي تمر على لبنان والمنطقة بشكل عام. إجراءات مشددة وما زاد الطين بله، هو الإجراءات الأمنية المشددة على الحدود السورية وإقفال طريق ضهر البيدر من أهالي عسكريي الجيش اللبناني المخطوفين ما دفع بالمعنيين في القطاع السياحي إلى دق ناقوس الخطر المتواصل منذ 3 أعوام. ونقلت صحيفة (الديار) عن أوساط أمنية تخوفها من اعمال ستجري في عيد الاضحى المبارك قد تقوم بها خلايا تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة، اضافة الى محاولة انتفاضة سنية من قبل اللاجئين السوريين والفعاليات السنية في لبنان. واشارت هذه الأوساط، في حديث الى صحيفة الديار، الى ان ساعة الصفر قد اتت لمحاولة تغيير الاوضاع على الساحة اللبنانية، وقد تشمل البقاع الغربي والبقاع الاوسط وطرابلس وبيروت وصيدا اضافة الى مناطق اخرى، لكن الاجهزة الامنية من جيش وقوى امن داخلي تتخذ الاجراءات المناسبة لمنع حصول هذا الامر. ولفتت الى انه يبدو انه من خلال رفع اعلام داعش في عرسال وطرابلس، ان الشمال اللبناني قد اصبح بيئة حاضنة لـ داعش من قبل فئة قليلة لكنها فاعلة وقوية، اضافة الى عرسال والبقاع الاوسط والى مناطق عديدة في لبنان، مضيفة وعلى هذا الاساس، ستحصل مداهمات كبرى وسيكون الجيش وقوى الامن الداخلي في استنفار كبير عشية عيد الاضحى واثناء العيد خوفاً من هذا المخطط الذي حضرته داعش للساحة اللبنانية. الإنعكاس السلبي هذه الأجواء انعكست سلباً على الحركة الاقتصادية في لبنان، وكان أكثر المتضررين منها القطاع الفندقي، إذ وصلت الحجوزات في عيد الأضحى إلى ما بين الـ70 و80% من العراقيين والسوريين وبعض الدول الأخرى، علما أن الاسعار تراجعت 40% بغية تشجيع السياح على الاقامة الطويلة. وقال نقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر لصحيفة النهار إن الفنادق تفتقد السياح الخليجيين للسنة الثالثة على التوالي، وذلك بعدما فضلوا دولا اخرى مثل فرنسا ولندن وتركيا واسبانيا على لبنان. فالإقامة الطويلة في لبنان كانت تطيب للخليجيين بحيث أن فترة اقامتهم كانت تمتد الى فترة لا تقل عن 15 يوما في فترة الاعياد، فيما الاقامة للسياح من العراقيين والسوريين الذين يعتمد عليهم القطاع السياحي حاليا لا تتعدى الثلاثة ايام. وقد أظهرت دراسة أجرتها شركة الإستشارات والتدقيق إرنست آند يونغ Ernst Young عن القطاع الفندقي في منطقة الشرق الأوسط ووردت في النشرة الأسبوعية لمجموعة بنك بيبلوسLebanon This Week، أن نسبة إشغال الفنادق في بيروت بلغت 49% في الأشهر الثمانية الأولى من 2014، مسجّلة بذلك إنخفاضاً عن نسبة %54 كانت قد بلغتها في الفترة عينها من 2013 ومقارنةً بنسبة %63,4 في 11 دولة عربية. في العموم، إن عيد الأضحى هذا العام في لبنان، ليس ككل عام، ولكن تبقى الفرحة فيه للأطفال ومن يرغب!!
مشاركة :