حصاد «2017».. كشف حساب أزمات العالم

  • 12/31/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شهد عام 2017 تفجر خلافات بين عدة دول، وأخرى بين أطراف محلية في دول أخرى، ما أثقل أجندة الأزمات الدولية، التي تعج بالفعل بالعديد من الملفات الملتهبة منذ سنوات. وفي العرض التالي، نتناول أبرز أزمات هذا العام، من خلال 5 تصنيفات ابتداءً بالجديد منها، مروراً بتلك المستمرة ومنها التي شهدت تفاقماً، وصولاً إلى الأزمات التي تم حلها أو بدأت بالانفراج، قبل أن نختم بالإشارة إلى أبرز الأزمات المتوقعة للعام المقبل.شهد عام 2017 أزمات حادة إثر سعي إقليمي شمال العراق وكاتالونيا الإسباني (شمال شرق) الانفصال عن البلدين، وتصاعدت عقب إجراء الأول استفتاءً، في 25 سبتمبر الماضي، وتبعه الثاني بخطوة مشابهة، في الأول من أكتوبر. ولقيت الخطوتان رفضاً واسعاً؛ محلياً وإقليمياً ودولياً، ففي العراق أكدت بغداد أن الاستفتاء غير دستوري، وأن إدارة الإقليم لم تكتف بذلك التجاوز، بل قامت أيضاً بالتعدي على أراضٍ خارج حدودها، من خلال إدراجها في الاستفتاء، الأمر الذي استدعى تحركاً عسكرياً للقوات الاتحادية، ما يزال جارياً. وانتهت الضغوط التي تعرضت لها إدارة الإقليم بإعلان رئيسها مسعود بارزاني الاستقالة، نهاية أكتوبر، وسط تبادل للاتهامات بين أطراف داخل الإقليم، تؤذن بدخوله في أزمة سياسية حادة. ولم يختلف الحال كثيراً في إسبانيا، فقد اضطر رئيس إقليم كاتالونيا، كارلس بيغديمونت، على وقع ضغوط الحكومة المركزية والمعارضين للانفصال من داخل الإقليم، لمغادرة البلاد إلى بلجيكا. الأزمة الخليجية بعد أيام قليلة على استضافة الرياض مؤتمراً إسلامياً-أميركياً، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وزعماء وممثلين عن 55 دولة عربية وإسلامية، أعلنت السعودية وإلى جانبها الإمارات والبحرين ومصر، قطع علاقاتها مع الدوحة، بشكل مفاجئ وحاد، شمل مختلف النواحي الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، وحتى الاجتماعية. حراك الريف نهاية أكتوبر 2016، لقي بائع سمك مغربي مصرعه بمدينة الحسيمة (شمال)، يدعى محسن فكري (31 عاماً)، طحناً في شاحنة نفايات، بعدما ألقى رجال الشرطة أسماكه فيها، بحجة أنها ممنوعة، ما دفع الشاب إلى إلقاء نفسه احتجاجاً، الأمر الذي شكّل شرارة لاحتجاجات شملت مدن وقرى ما يعرف بمنطقة الريف بالشمال المغربي، طالبت بتحقيق تنمية في المنطقة، ورفع الظلم الاجتماعي عنها. أزمات تفاقمت أطلق الجيش الميانماري، في 25 أغسطس الماضي، حملة غير مسبوقة، بالتعاون مع الشرطة وميليشيات بوذية، ضد أقلية الروهينجا المسلمة، بإقليم أراكان (راخين)، غربي البلاد، هي الأكبر في تاريخ الأزمة المستمرة منذ عقود. وأسفرت الحملة عن مقتل الآلاف من الروهينجا، بحسب مصادر وإفادات وتقارير محلية ودولية متطابقة، فيما تجاوز عدد المهجّرين واللاجئين إلى بنجلاديش المجاورة 820 ألفاً، وفق منظمة الهجرة الدولية. وتعود الأزمة لعام 1982، عندما نزعت الحكومة اعترافها بأبناء الأقلية كمواطنين ميانماريين. أزمة القدس في 7 ديسمبر، اندلعت هبّة شعبية فلسطينية عمّت أراضي الضفة الغربية (بما فيها القدس) وقطاع غزة، عقب اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قبل يوم واحد، أن القدس عاصمة لإسرائيل، وإعلانه نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. أزمة اليمن بالرغم من مرور أكثر من عامين على انطلاق الجهود العسكرية والسياسية لحل أزمة الشرعية في اليمن، إلا أن الأوضاع الإنسانية على الأرض شهدت تفاقماً كبيراً في البلد الذي يعاني بالأصل من الفقر وضعف التنمية، الأمر الذي ظهر في انتشار وباء الكوليرا بشكل غير مسبوق ليس في تاريخ اليمن وحده، بل وعلى مستوى العالم، علاوة على انتشار المجاعة، وتحذير المنظمات الدولية من تحولها إلى الأسوء في العالم، وتقديرات بانعدام الأمن الغذائي لأكثر من 17 مليون يمني، أي أكثر من 60 % من سكان البلاد. النووي الكوري شهد سبتمبر الماضي تصعيداً غير مسبوق في تاريخ ملف البرامج الصاروخية والنووية لكوريا الشمالية، فقد أجرت بيونغ يانغ تجربتين نوويتين خلال ذلك الشهر، وأطلقت العديد من الصواريخ البالستية، منذ مطلع العام الحالي، حلق عدد منها فوق الأراضي اليابانية. وأعقبت تلك الخطوات العديد من التصريحات المنددة، كان أبرزها التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وتضمنت تهديدات بـالتدمير الكامل لكوريا الشمالية. أزمات نحو الحل شهد العام 2017 توقيع اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين، وذلك في 12 أكتوبر برعاية من مصر، وفي عاصمتها القاهرة، بعد عشرة سنوات شهدت تعثر العديد من مساعي ومبادرات جسر الهوة بين الحركتين الأهم على الساحة الفلسطينية. وتمثّل الخلاف بين الحركتين في أحداث عامي 2006 و2007، عقب فوز «حماس» بالانتخابات التشريعية، واتهامها حركة فتح والسلطة بتقويض عمل حكومتها، الأمر الذي تفاقم وصولاً إلى إقدامها على حسم عسكري بقطاع غزة، سيطرت من خلاله على المؤسسات الأمنية، الأمر الذي فاقم الشرخ بين شقي الأراضي الفلسطينية، الضفة والقطاع، وزاد في عزلة الأخير، وإحكام إسرائيل حصارها عليه، متذرعة برفض التعامل مع «حماس»؛ التي باتت تسيطر على المعابر الحدودية. انحسار تنظيم الدولة عام 2014، تمكن تنظيم الدولة من السيطرة على نحو ثلث مساحة كل من سوريا والعراق، بشكل سريع وصادم، مستغلاً أزمات البلدين، الأمر الذي شهد انحساراً لا يقل سرعة، منذ مطلع العام الحالي. فقد تمكنت القوات العراقية، في يوليو الماضي، من تحرير الموصل (شمال)، أهم وأكبر المدن التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي، وذلك بعد حملة استمرت أكثر من 9 أشهر، لينتقل بعدها لتحرير تلعفر المجاورة، ثم مناطق في قضائي الحويجة والشرقاط، قبل الانتقال إلى غربي البلاد لاستعادة آخر معاقله في البلاد. أما في سوريا، فقد خسر التنظيم أهم معاقله في الشمال، مطلع العام الحالي، في عملية للمعارضة السورية مدعومة بالجيش التركي، أطلق عليها اسم درع الفرات، ولاحقاً خسر التنظيم أهم معقلين له في البلاد، الرقة في الشمال، لصالح قوات «ب.ي.د» الإرهابية بدعم من الولايات المتحدة، ودير الزور في الشرق، لصالح قوات النظام وحلفائه. انفراجات تاريخية بعد خمسة عقود من الصراع الدامي، أعلن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، إنهاء أطول الحروب الأهلية في العالم، بعد تأكيد الأمم المتحدة، في يونيو الماضي، تسليم أهم الحركات المتمردة في البلاد؛ القوات المسلحة الثورية الكولومبية «فارك»، جميع أسلحتها، بناءً على اتفاق وقّع بين الجانبين، في نوفمبر 2016. رفع عقوبات السودان بالرغم من استمرار اعتبارها دولة راعية للإرهاب، قررت الولايات المتحدة، في 6 أكتوبر الماضي، رفع عقوباتها الاقتصادية المفروضة على السودان منذ عام 1997، ودخل القرار حيز التنفيذ في 12 من ذات الشهر، ما أنعش آمال السودانيين بالخروج من الأزمات الاقتصادية الخانقة وتباطؤ التنمية، بعد 3 عقود من الانتظار. أزمات مستمرة إلى جانب ما سبق ذكره من تحديثات شهدها عام 2017 على قائمة الأزمات، راوحت ملفات ملتهبة في الشرق الأوسط مكانها، وهي التي يتمحور أغلبها حول نتائج الثورات والثورات المضادة، التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية. ففي الأزمة السورية، استمر الدعم الأميركي -بالرغم من تعهد الرئيس الأميركي بوقفه- لمنظمة «ب.ي.د» الإرهابية، التي أخذت تتوسع في البلاد مهددة مستقبل سوريا ووحدتها، وذلك بالرغم من التقدم النسبي الذي حققه مسار أستانة للمفاوضات بين المعارضة والنظام، برعاية الدول الضامنة؛ تركيا وروسيا وإيران. أما اليمن فقد شهد موجات تصعيد عسكري خطيرة بين الحوثيين والقوات الحكومية المدعومة من التحالف العربية، الذي تقوده السعودية، مع استمرار تعثر مساعي الحل السلمية. وفي ليبيا، تستمر أيضاً تداعيات الانقسام الليبي على الأوضاع الإنسانية في البلاد، لتشمل الليبيين والمهاجرين غير الشرعيين الذين تحدثت تقارير عن تعرضهم للاستعباد، فيما تبقى الآمال معلقة على جهود المبعوث الأممي غسان سلامة، وخطته القاضية بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في 2018. وبالرغم من تراجع وتيرتها، إلا أن موجة الهجرة واللجوء نحو أوروبا من الشرق الأوسط وإفريقيا لم تتوقف، وشهد هذا العام سعياً من الدول الأوروبية إلى مواجهتها من خلال تعزيز قوة خفر السواحل في ليبيا، وإنشاء مراكز احتجاز هناك، ومنع المؤسسات غير الحكومية من النشاط في مياه البحر الأبيض المتوسط لمساعدة المهاجرين، الأمر الذي فتح صفحة جديدة لمعاناة الباحثين عن الحرية والحياة الأفضل. وفي الصومال، شهد النصف الثاني من 2017 تصاعداً لوتيرة أعمال العنف التي تتهم حركة الشباب الإرهابية بالوقوف وراءها، وذلك بعد هدوء نسبي شهدته الأشهر السابقة، في البلد الذي لم يتوقف نزيفه جراء الحروب المتلاحقة منذ عقود. أزمات متوقعة في 2018 من المتوقع أن يشهد العام المقبل 2018؛ تفجر أزمات جديدة حول العالم، أبرزها تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، على خلفية موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الرافض لتطبيع علاقات المجتمع الدولي مع طهران، وكذلك بين مصر وإثيوبيا، على خلفية مشروع سد النهضة الإثيوبي، الذي تخشى القاهرة من تأثيراته السلبية على مستوى تدفق نهر النيل إليها. وفي الولايات المتحدة أيضاً، يتوقع أن تساهم التحقيقات في تورط مقربين من ترمب بعلاقات مشبوهة، خصوصاً مع روسيا، وتجاوزات قانونية، إلى تضييق الخناق على الرئيس الأميركي، مع ظهور دعوات لعزله قبل إتمام ولايته الأولى.;

مشاركة :