انتقد المعارض القطري البارز الشيخ سلطان سحيم آل ثاني، ضعف تغطية الإعلام القطري للتظاهرات الحاشدة التي تجتاح إيران منذ 3 أيام، ضد نظام الملالي، مقارنة بالمساحات المبالغ فيها التي خصصتها لتغطية الاحتجاجات في الدول العربية.وقال الشيخ سلطان، في تغريدة على حسابه ب«تويتر»: «عدم إيراد قناة الجزيرة أي خبر يتعلق بثورة إيران، يتعلق بالاتفاق القطري الإيراني بينهما، وينص على عدم ذكر أي أخبار مناهضة لحكومة إيران. هل تستحق هذه القناة المتملقة والمزيفة، أن تدعي بأنها مع الشعوب». وأضاف: «عجيب أمر النظام القطري يفي بتعهداته مع الشريفة، وينقضها مع أهلنا»، في إشارة إلى إيران التي سبق أن وصفها وزير قطر للشؤون الخارجية، سلطان بن سعد المريخي، في اجتماع شهير للجامعة العربية ب«الدولة الشريفة»!.وفضح مغرّدون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تجاهل الإعلام القطري وقناة «الجزيرة» التام للاحتجاجات التي اندلعت في العديد من المدن الإيرانية، مؤكدين أن غياب فضائية قطر عن مشهد «الربيع الإيراني»، يثير الشكوك، ويفضح تواطؤ «نظام الحمدين» مع نظام «الملالي» الذي يحكم طهران. وطرح العديد من المغرّدين العرب، تساؤلات حول غياب الإعلام القطري وخاصة قناة «الجزيرة»، عن تغطية أخبار تظاهرات إيران، وهي التي دأبت على اختلاق الأحداث وتصويرها في العديد من الدول التي من بينها مصر والبحرين وغيرها.وتذكر المغردون كيف كانت «الجزيرة» تركز على إظهار أحداث الربيع العربي في الدول العربية، والتركيز على تظاهرات صغيرة وإعادة تصويرها من أكثر من زاوية، للإيحاء بأنها تظاهرات شعبية، في الوقت الذي تغاضت فيه عن آلاف المتظاهرين في مدن إيران، والقمع الذي تمارسه السلطات هناك ضد المحتجين على غلاء الأسعار والفساد، وتدخل سلطات بلادهم في سوريا والعراق واليمن ولبنان، ودعمها للميليشيات المسلحة في هذه الدول، عسكرياً ومالياً على حساب الشعب الإيراني.وربط المغردون بين غياب «الجزيرة» عن التظاهرات الإيرانية، والدور القطري المشبوه في دعم التنظيمات الإرهابية، وفتح أبواب الدوحة لقادة وأعضاء الجماعات الإرهابية المحظورة، والتواطؤ بين الدوحة وطهران، لدعم الميليشيات الانقلابية في اليمن.وكانت الجزيرة خصصت معظم برامجها وموادها الإعلامية، لتغذية وتشجيع الاحتجاجات التي ثارت ضد أنظمة الحكم العربية بداية عام 2011، خاصة في مصر والبحرين وليبيا، بل وصل بها الأمر لتخصيص قنوات منفردة لها، منها «الجزيرة مباشر مصر»، معتبرة أن هذه الاحتجاجات دليل على «رغبة الشعوب في التحرر من الحكام الظالمين».في المقابل تتجاهل أحياناً، وتغطي أحياناً بمساحات باهتة التظاهرات التي تجري في الدول الحليفة ضد أنظمة الحكم، مثل إيران وتركيا، وتعطي مساحة واسعة في التغطية لآراء المعارضين لتلك التظاهرات.في الأثناء، تواصل قناة «الجزيرة» محاولاتها لتشويه الدولة المصرية؛ إذ تستعد القناة لتصوير فيلم تسجيلي محرض ضد الدولة المصرية، قبيل الانتخابات الرئاسية لتشويه القيادة السياسية بعد فشل جماعة «الإخوان» في إيجاد مرشح لانتخابات الرئاسة 2018.«المشارك في هذا الفيلم متآمر»، هكذا وصف برلمانيون وسياسيون الشخصيات المشاركة في الفيلم، قائلين: «من يشارك في تصوير هذا الفيلم من المصريين، يتآمر على الوطن. فقناة الجزيرة أداة إعلامية لتنفيذ المشروع القطري لضرب المنطقة العربية، واستهداف استقرار مصر».في البداية، قال الدكتور وائل النحاس، أستاذ الاقتصاد، إنه تلقى اتصالاً من جانب أحد العاملين بقناة «الجزيرة» الإخبارية، يعرض عليه المشاركة في فيلم تسجيلي، يتناول الأوضاع داخل مصر في شتى المجالات؛ سياسياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، إضافة إلى حقوق الإنسان، مشيراً إلى أن الفيلم يهدف إلى تشويه القيادة السياسية، ممثلة في الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بزعم أنه سبب التدهور في كل هذه المجالات.وأضاف النحاس في تصريح ل«اليوم السابع»، أن هذه المرة لم تكن الأولى، حيث عرض عليه في وقت سابق وقوبل أيضاً بالرفض، مشيراً إلى أن المتصل أخبره بأسماء عدد من الشخصيات المصرية البارزة، المشاركة في الفيلم رافضاً الإفصاح عنها.وتابع الخبير الاقتصادي، قائلاً: «من الواضح أن الجزيرة القطرية تجهز حملة ضخمة وبالفعل سافر عدد من الشخصيات المصرية لقطر، وتم التسجيل باستوديوهات الجزيرة، وآخرين تم التسجيل معهم هنا في مصر»، مؤكداً أن قناة الجزيرة تستعد لهجوم شرس، بهدف زعزعة ثقة الشعب المصري في قيادته السياسية، بعد عجزهم عن إيجاد مرشح لهم.من جانبه، قال النائب مصطفى بكري، عضو لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، إنه من المتوقع أن تطلق الجزيرة القطرية، حملات شرسة بالتزامن مع انتخابات الرئاسة المصرية، بهدف التشكيك في كل إنجاز وإصابة المواطنين بالإحباط، حتى يمتنعوا عن المشاركة في التصويت في الانتخابات الرئاسية.وأضاف بكري، أنه يترتب على المثقفين المصريين عدم المشاركة في مثل هذه الأفلام؛ لأنها تهدف بالأساس إلى تشويه الحقيقة، والتشكيك في كل إنجاز يتحقق، قائلاً: «من يتعاملون مع هذه القنوات، حتى ولو تحت شعار المهنية يسيئون للوطن ويتآمرون عليه».
مشاركة :