استطلاع «البيان»: نهاية «داعش» بداية نشاط الخلايا النائمة

  • 12/31/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا يثير إنهاء سيطرة «داعش» على العراق ومعظم مناطق سوريا مخاوف من هروب فلول مقاتليه إلى مناطق صحراوية نائية غربي العراق وشرقي سوريا، وأن انتهاء الحرب على «داعش» يفرض واقعاً جديداً معقداً في المنطقة لا يؤذن بأي حال من الأحوال بانحسار ظاهرة الإرهاب عما قريب، بما أن الأسباب والأزمات التي مهّدت لوجوده لا تزال هي نفسها، ولعل المتوقع هو أن يأخذ أشكالاً جديدة لتظهر تنظيمات أخرى قد تكون أكثر دموية منه. وفي استطلاع أجرته «البيان» على موقعها الإلكتروني وحسابها في «تويتر» و«فيسبوك»، رأت نسبة بين 68 و74 في المئة أن تنظيم داعش انتهى ميدانياً في العراق وسوريا، إلا أنه لا يزال قادراً على إلهام أنصاره لارتكاب أعمال إرهابية بعد تكرار استخدام التنظيم شاحنات وسيلة لتنفيذ هجمات، باعتبارها وسائل رخيصة، إضافة إلى اعتماده على الخلايا النائمة في سوريا والعراق لاستعادة الزخم الإعلامي. وفي استطلاع «البيان» على الموقع الإلكتروني: «هل انتهى داعش في سوريا والعراق»، اعتبر 68 في المئة من المستطلع آراؤهم أن الخطر سيظل قائماً، إذ ثمة مخاوف أيضاً من إعادة تجميع مقاتلي تنظيم داعش لأنفسهم، وأنهم سيحاولون بناء شبكة خفية سرية لمواصلة القتال، في حين أشار 32 في المئة من المستطلع آراؤهم إلى أن التنظيم فقد توازنه، وسينتهي مثلما انتهى نسبياً تنظيم القاعدة، إذ فقد مساحات الأرض التي كان يستولي عليها، ما يعني فقدانه موارده المالية، فقد كان يعتمد على النفط والضرائب. نتائج متشابهة أما على حساب «البيان» على «تويتر»، فكانت النتائج مشابهة نوعاً ما للاستطلاع في الموقع، إذ اعتبرت نسبة 69 في المئة من المستطلع آراؤهم أن التنظيم سيبقى عبر تصعيد وتيرة التفجيرات، باستغلال بروز نزاعات مضمرة بين الكثير من القوى السياسية العراقية إلى الواجهة، بعد أن تخمد المسألة المشتركة المتمثلة بـ«داعش»، ويتوقع أن تنفجر النزاعات الخامدة على الأراضي شمالي العراق، وبسط نفوذ أوسع في مناطق حساسة ساخنة مثل كركوك وشمالي نينوى، والحدود العراقية –السورية، كما ستبقى الصراعات في سوريا بين قوات النظام والمعارضة واستغلال التنظيم الوضع لإبقاء وجوده النسبي في المنطقة، في حين أكد 31 في المئة من المستطلع آراؤهم أن التنظيم انتهى فعلياً، وأن الهجمات المرتقبة لا تعد إلا محاولات يائسة وراء كسب صخب إعلامي. وعلى حساب «فيسبوك»، كانت النتائج نفسها تقريباً، حيث أكد 76 في المئة من المستطلع آراؤهم أن انتهاء الحرب على «داعش» في العراق وسوريا لا يعني انتهاء الأعمال الإرهابية، وليس معروفاً بعد ما الذي ستقوم به دول العالم لوقف قدرة التنظيم على إلهام الأشخاص عبر الإنترنت، في حين أكد 24 في المئة من المستطلع آراؤهم أن التنظيم انحسر تدريجياً بعدما فقد مجمل قيادييه تحت ضربات قوات التحالف. رسائل سياسية ويعتقد الخبير الاستراتيجي والعسكري د. فايز الدويري أن التصريحات الروسية والأميركية والبريطانية وغيرها التي أكدت أن نهاية التنظيم في بداية عام 2018 غير دقيقة، وتحمل في فحواها رسائل سياسية وبعيدة عن الميدان القتالي، إذ وصل عدد هذا التنظيم في نهاية عام 2014- 2015 إلى ما يقارب 100 ألف مقاتل، وبحسب تحليلاته ومتابعته، اعتقد أن أعدادهم تقدّر الآن بـ20 مقاتلاً في كل من سوريا والعراق. يضيف الدويري: «وهم الآن منتشرون على شكل خلايا نائمة وذئاب منفردة، وما زالوا يقاتلوا في مناطق رئيسة، ولا أتوقع أن يكون عام 2018 خالياً من القتال معهم، فالهزيمة العسكرية تتطلب سنة إلى سنة ونصف تقريباً، أما القضاء على داعش فيحتاج إلى حزمة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية». خسارة المعاقل الرئيسة وأكد رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة الأردنية د. محمد الخريشة أن تنظيم داعش انتهى كتحدٍّ أمني رئيس، وتبقى هناك بعض التوابع مثل الذئاب المنفردة وغيرها من الأمور التي يسهل السيطرة عليها، ومن مؤشرات هذه النهاية إحكام السيطرة الأمنية، سواء من قوات النظام في سوريا و العراق. ويردف قائلاً: «داعش انكمش على الصعيد العسكري والجغرافي في كل من سوريا والعراق، وفقد معاقل مهمة بالنسبة إليه، كالموصل والرقة، وهو ما يؤشر بشكل جلي إلى الخسارات التي لحقت به وأصابت سياسيته في التمدد. وبالنسبة إلى الذئاب المنفردة، يجب السيطرة عليهم حتى لا يعيدوا تشكيل أنفسهم من جديد. عملية التطهير الأمني والعسكري على الأرض مستمرة في كلتا الدولتين، ولكن بالنسبة إليهم، فإن هامش الحركة في سوريا أكبر من العراق بسبب الظروف السياسية».

مشاركة :