توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أن تناول السعرات الحرارية لا يحتاج إلى الشعور بالجوع، وهو ما يدحض الأفكار السابقة التي كانت تروج لتناول الوجبات الجاهزة في أنها تعمل على تقليل تناول السعرات الحرارية، عن طريق توفير الشعور بالشبع لفترات طويلة، وفي هذا الإطار قام الباحثون بتحليل أكثر من 480 دراسة، وتبين أنه يوجد أدلة قليلة على الارتباط بين الإحساس بالجوع وبين حجم السعرات الحرارية التي يتم تناولها، ومعروف أن تناول كميات زائدة من السعرات الحرارية يسبب حالات التخمة المنتشرة بدرجة كبيرة للغاية، ومشكلة البدانة ناتجة عن خلل في توازن الطاقة وزيادة السعرات الحرارية التي يتم تناولها عن حاجة الجسم، أو تكون هذه السعرات زائدة عن الكمية المستهلكة، فتحدث عملية التخزين على هيئة دهون في الجسم.يعتبر التزم الشخص بالكمية اليومية الموصى بها من السعرات الحرارية عاملاً أساسياً في انقاض الوزن الزائد ومن ثم الحفاظ على الوزن المثالي، والكمية المحددة عالمياً تتراوح بين 1500 إلى 2500 سعرة حرارية للمرأة و1900 إلى 3100 سعرة حرارية للرجل، وذلك التقدير يعتمد على حجم النشاط البدني الذي يقوم به كل من الرجل والمرأة، وتكشف الدراسة الحديثة أنه لا يوجد ارتباط بين الشهية للطعام وبين تناول السعرات الحرارية، وهذه النتيجة تجبر مصانع المواد الغذائية على إعادة الحسابات في المنتجات التي يسوقون على أنها تعطي الشعور بالشبع، من أجل تقليل تناول السعرات الحرارية الزائدة والحفاظ على وزن الجسم المثالي.توصل الباحثون إلى وجود 7 دراسات فقط من إجمالي هذه الدراسات السابقة التي اهتمت ببحث العلاقة المباشرة بين الجوع وتناول السعرات الحرارية، منها 4 دراسات تربط الشهية بتناول السعرات الحرارية، وهذا ما دعا الباحثون بالقول، إن النتائج تشير إلى أن الجوع ليس هو الذي يدفع الشخص لتناول السعرات الحرارية الزائدة، بمعنى أن الذي يتناول الأطعمة التي تعطي الإحساس بالشبع لمدة أطول، يكتسب هذا الشعور بالفعل ولكن هذه الأطعمة لا تمنعه من تناول السعرات الحرارية في وقت لاحق، وهو ما يفقد هذه الأطعمة ميزة المساعدة على التخلص من مشكلة البدانة، ويتطلب إعادة تقييم هذه الأغذية وطرق إعدادها واللجوء إلى طرق بديلة للتخلص من الوزن الزائد.