أكدت نتائج دراسة حديثة بمجلة مراجعات نقدية لعلوم الأطعمة والتغذية أن تناول السعرات الحرارية لا يقف وراءه الشعور بالجوع، ما ينفي الادعاء بفائدة بعض الوجبات المعبأة الجاهزة في أنها تقلل تناول السعرات الحرارية من خلال إعطاء الشعور بالشبع لفترة أطول. قام الباحثون من جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة، بمراجعة أكثر من 460 دراسة فوجدوا أن هنالك أدلة قليلة على الارتباط بين مدى الشعور بالجوع وبين كمية السعرات الحرارية التي يتم تناولها، ويقف تناول الكميات الزائدة من السعرات الحرارية وراء حالات البدانة التي أصبحت شائعة بدرجة كبيرة، وهي حالة تنتج عن خلل بتوازن الطاقة أي أن السعرات الحرارية التي يتم تناولها تكون زائدة عن حاجة الجسم أو زائدة عن الكمية المحروقة فتختزن في شكل شحوم بالجسم، ولكن إن التزم الشخص بالقدر اليومي الموصى به من السعرات الحرارية، فإن ذلك يعتبر العامل الرئيسي في خسارة الوزن الزائد والحفاظ على الوزن المثالي، والقدر الموصى به هو 1600-2400 سعرة حرارية للمرأة و2000-3000 سعرة حرارية للرجل، اعتماداً على النشاط البدني الذي يقوم به كل واحد منهما. تشير الدراسة الحديثة إلى أنه لا توجد علاقة بين الشهية للطعام وبين تناول السعرات الحرارية لذلك يجب على كثير من مصنعي المواد الغذائية إعادة النظر في منتجاتهم التي يدّعون أنها تعطي شعوراً بالشبع لكبح تناول السعرات الحرارية الزائدة والحفاظ على الوزن. وجد الباحثون أن هنالك 6 دراسات فقط من مجمل تلك الدراسات عنيت بالبحث في العلاقة المباشرة بين الجوع وتناول السعرات الحرارية منها 3 دراسات فقط تربط الشهية بتناول السعرات الحرارية، لذلك يقول الباحثون إن النتائج تدل على أن الجوع ليس هو من يجعلنا نتناول السعرات الحرارية الزائدة، فإن الشخص بعد أن يتناول تلك الأطعمة التي يقال عنها إنها تعطي الشعور بالشبع لفترة طويلة فإنه ربما يشعر بذلك بالفعل ولكن لا تمنعه تلك الأطعمة من تناول السعرات الحرارية لاحقاً وهو ما لا يعتبر عاملاً مساعداً في القضاء على البدانة ما يوجب إعادة النظر في تلك الأطعمة وطريقة تصنيعها كما يجب أن تتخذ تدابير أخرى للقضاء على البدانة.
مشاركة :