لندن – «القبس» – خاص | تكشف الوثائق الحكومية البريطانية التي رُفعت عنها السرية بتاريخ (الجمعة 29 ديسمبر) في الأرشيف الوطني البريطاني، جانباً من الاتصالات التي سبقت تحرير الكويت من الغزو العراقي في بداية عام 1991، والمرحلة التي تلت ذلك بما في ذلك مشاكل إعادة الإعمار والترتيبات الأمنية في منطقة الخليج، وقضية المحتجزين والأسرى الكويتيين لدى النظام العراقي. وتغطي الوثائق حقبتَي حكم مارغريت ثاتشر وخليفتها جون ميجور بين عامي 1990 و1991. وتتناول الحلقة الرابعة من سلسلة الوثائق البريطانية التي أفرج عنها في الأرشيف الوطني محاضر لقاءات جرت بين رئيس الوزراء جون ميجور وأمير الكويت الراحل الشيخ جابر في خريف عام 1991. وتسلط الوثائق الضوء على شكاوى الأمير من أداء الشركات البريطانية في مرحلة إعادة إعمار الكويت بعد التحرير. بتاريخ 4 اكتوبر 1991، كتب السكرتير الخاص لرئيس الوزراء المحضر الآتي الموجه إلى كريستوفر برينتيس السكرتير الخاص لوزير الخارجية: زيارة إلى رئيس الوزراء من قبل أمير الكويت: شكراً لك على الإيجاز الذي قدّمته تحضيراً للزيارة إلى رئيس الوزراء من قبل أمير الكويت، والتي تمت هذا الصباح. السيد (دوغلاس) هوغ وديفيد غور – بوث كانا حاضرين. قال الأمير إن الأمور في الكويت بدأت تدريجياً تعود إلى طبيعتها. التكيّف النفسي (للكويتيين بعد التحرير) سيحتاج إلى وقت أطول من الوقت الذي ستستغرقه إعادة البناء المادية. لقد تم إطفاء 540 بئراً نفطية، وإذا ما سارت الأمور على خير فإن كل الآبار ستكون موضوعة تحت السيطرة بحلول نهاية السنة. وجّه الأمير دعوة رسمية إلى رئيس الوزراء لزيارة الكويت. انتقل الأمير لإثارة قضيتين نافشهما بالأمس مع وزير الخارجية (دوغلاس هيرد): المجموعة البريطانية الكويتية لإطفاء الحرائق و«بي بي». تحدث بشكل شبيه بما سجّلته أنت في رسالتك في 3 أكتوبر. التعويضات والمحتجزون قال الأمير إن «المجموعة البريطانية لمدينة الكويت» قدمت عرض عطاء (مناقصة) في مجال تعويضات خسائر الأعمال بقيمة 60 مليون دولار. خفّضوا لاحقاً هذا العطاء إلى النصف ليصير 30 مليون دولار، لكن شركات أخرى تقدّمت (إلى المناقصات) بنصف هذا المبلغ. كان الأمير راغباً في أن تضمن شركات بريطانية هذه الأعمال لكن عروضها كانت أعلى بكثير من المعروض في السوق. أخيراً، أثار الأمير مسألة المحتجزين في العراق. إن مواصلة اعتقال مواطنين كويتيين تترك تأثيراً نفسياً سلبياً وكبيراً. أعرب عن أمله في أن تواصل بريطانيا ضغطها من أجل الافراج عنهم. قال رئيس الوزراء إننا نفعل كل ما في وسعنا في خصوص المحتجزين، وسنواصل القيام بذلك. ليس لدينا نيّة بترك هذه المسألة تتراجع، سواء في الأمم المتحدة أو في شكل مباشر. يريد (رئيس الوزراء) أن يرى هؤلاء المعنيين (المحتجزين الكويتيين) يعودون إلى وطنهم. لقد قام العراق بالمخادعة، والكذب، والعرقلة لعمل الأمم المتحدة في كل مناسبة، خصوصاً في شأن المؤسسة النووية. هذا الأمر غير مقبول لنا: أ- لأن أمن المنطقة كلها على المحك. ب- لأنه لو تمكّن العراق من النفاذ بهذا الأمر، فإن آخرين سيحذون حذوه. ولهذا فإننا سنواصل أخذ خط بالغ التشدد. إننا مصممون على أن العراق يجب أن يلتزم بالحرف بقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مهما احتاج لتحقيق ذلك. لا يجب أن يشكك العراق في أننا يمكن أن نلين. حتى الآن، وفي هذه المناسبة، هم تراجعوا. وسنضمن أنهم سيواصلون ذلك. حيرة وأسف قال رئيس الوزراء إنه آسف لسماع ما قاله الأمير عن مجموعة الحرائق البريطانية الكويتية وعن «بي بي». مجموعة الحرائق البريطانية الكويتية مصممة على أن تقوم بعمل جيد، وستفعل ذلك. الفريق الأول (من المجموعة) من المقرر أن يصل إلى الكويت الأسبوع المقبل والثاني بعد ذلك بأسبوع. قال رئيس الوزراء إنه يشعر بالحيرة في شأن ما قاله الأمير عن «بي بي». «بي بي» تقبل بأن هذا الأمر مسألة في غاية الحساسية. إنهم يعيدون صياغة اقتراحاتهم. فريقهم المفاوض سيعود إلى الكويت قريباً ليناقش مع شركة النفط الكويتية اقتراحات ستكون، بقدر ما أمكن، ضمن إطار اتفاق الخدمات التقنية المعتمد لديهم منذ أمد. لن تكون هناك مشاكل في الجوهر أو السلوك من قبل «بي بي» ورئيس الوزراء يأمل بأنه يمكن حل الصعوبات بسرعة وبالرضا المتبادل. يعي كل من رئيس الوزراء و«بي بي» الأهمية الفائقة للوصول إلى اتفاق والحاجة إلى أخذ الأمور بحساسية وضمن منظور حديث. يتوقع رئيس الوزراء أن هذا الموقف السلوكي (من «بي بي») سيتم التعبير عنه. لا يمكننا السماح بأن تتعرض العلاقة بين بلدينا للاضطراب. انتخاب مجلس الأمة قال رئيس الوزراء إنه مسرور بسماعه ما يقول الأمير عن القاعدة البحرية، ويأمل بالوصول إلى نهاية مرضية. لقد كان آسفاً لسماع ما قاله الأمير عن (مناقصة) مجموعة مدينة الكويت. السيد غور-بوث قال إنه كان هناك في الواقع فارق كبير في المناقصات، لكن الشركات البريطانية تبقى مهتمة (بالمنافسة في المناقصات المطروحة في السوق الكويتية). قال رئيس الوزراء إنه قرأ خطاب الأمير في الأمم المتحدة. جاء توقيته في وقته وكان محور ترحيب. نرحب بالتزام الأمير إجراء انتخابات لمجلس الأمة في أكتوبر المقبل. الأحداث الاستثنائية في العام الماضي وضعت الكويت أمام أعين العالم، ولذلك فإن الناس سيكونون مسرورين لرؤية الاتجاه الذي ستسير فيه الأمور سياسياً (بعد التحرير). هناك عنصر آخر في هذه الحالة وهو أن أي صعوبات تتم ملاحظتها ويتم تكبيرها، ولذلك فإن من المهم أن تقوم (الكويت) بمعاينتها بعناية. أن يأخذ الأمير، حقاً، اهتماماً مباشراً وايجابياً سيشجع الناس على أن يكون لهم ثقة بأن التغييرات الصحيحة ستحصل في الكويت. وبما أننا أحد أقدم اصدقاء الكويت، فإننا نرحّب بمثل هذه التطورات. أخيرا، شكر رئيس الوزراء الأمير على دعوته له لزيارة الكويت. يأمل بأن يتمكن من تلبيتها في وقت ملائم لكل من الجانبين. سأل رئيس الوزراء السيد هوغ إذا كان يريد أن يضيف شيئاً، فأثار السيد هوغ قضية معاملة الفلسطينيين في الكويت. لقد أقاموا فيها لفترة طويلة وليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه. إن وضعهم مسألة تهم المجتمع الدولي، وسلوك مسار ينم عن الكرم ازاءهم سيكون موضع تقدير في كل العالم. الشعور بالمرارة قال الأمير إن هذه مسألة بالغة الحساسية. في ما يتعلق بتلك الحقوق والتعويضات التي تقع ضمن سلطة الحكومة الكويتية، فإن ما هو ضروري القيام به قد تم القيام به، وإذا لم يتم فسيتم القيام به بالتأكيد. ولكن الناس (أي المواطنين الكويتيين) يشعرون بمرارة شديدة بالنسبة إلى ما جرى، وهو (الأمير) لا يستطيع أن يجبر المواطنين على منح الفلسطينيين عملاً. لقد أنفقت الكويت مليوناً ونصف المليون دولار للتعويض على الفلسطينين وغيرهم، لكنه كرر أن رد الفعل ضد الفلسطينيين عميق جداً. إنهاؤه شديد الصعوبة. قال رئيس الوزراء إنه يتفهم ذلك، ولكنه يأمل بأنه سيكون من الممكن التعامل مع هذه المشكلة (حلها). قال الأمير إنه، من جهته، أثار عدداً من المشاكل رغبة منه في المحافظة على علاقة وثيقة وصريحة مع بريطانيا. قال رئيس الوزراء إنه يتفهم ذلك ويقدّره. اتفق الأمير مع تقييم رئيس الوزراء في خصوص العراق. النظام الحالي (في بغداد) سيتحرك من أجل كسب الوقت لاعتقاده بأن الموقف السلوكي للمجتمع الدولي سيتغيّر. يأمل صدام حسين بأن الأمور ستسير في مصلحته. اتفق رئيس الوزراء مع ذلك. قال: لهذا نحن غير مستعدين للتنازل قيد أنملة في الأمم المتحدة. نريد أن تُزال المنشآت النووية العراقية في أقرب وقت ممكن. أبلغ رئيس الوزراء الرئيس (جورج) بوش، (رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل) غورباتشوف، (الرئيس الروسي بوريس) يلتسين وقادة السوق الأوروبية أن العراق لا يمكن أن يعود إلى الحظيرة الدولية ما بقي نظامه الحالي. قال الأمير إن المنطقة بأكملها ستشعر بعدم الأمان ما بقي نظام صدام حسين في السلطة. متابعة من رئيس الوزراء طلب رئيس الوزراء من السيد غور-بوث أن يتحدث إلى «بي بي» في ضوء اجتماعه مع الأمير. لقد تواصلت مع وزارة التجارة والصناعة في خصوص مجموعة الحرائق البريطانية الكويتية. يود رئيس الوزراء أن يتم وضع قنبلة تحتهم (تعبير مجازي يعني حثهم على الإسراع في العمل). يود رئيس الوزراء أيضاً أن يكون واثقاً من أننا سنتابع الفرص التي تُمنح لنا للمنافسة على إعادة بناء القاعدة البحرية. يعتقد أنه من المهم أن تقدّم شركات بريطانية عطاءات بطريقة معقولة. يعتقد أن أداء مجموعة مدينة الكويت ينعكس عليهم بطريقة سلبية جداً. طلب من السيد ليلي (بيتر ليلي، وزير التجارة والصناعة) أن يواصل إبداء اهتمام شخصي عن قرب بهذه المسألة. يود رئيس الوزراء أن يكتب للأمير الأسبوع المقبل ليحدد أين نقف من هذه الأمور – «بي بي» و«بي كي إف كي» (المجموعة البريطانية لإطفاء الحرائق). اذا أمكنه أن يقول أي شيء عن اهتمام الشركات البريطانية بالقاعدة البحرية، فإن رئيس الوزراء يود أن يفعل ذلك. سأكون ممتناً اذا أمكن لوزارة التجارة والصناعة، بالتشاور مع وزارة الخارجية، أن تعطيني مسودة (رسالة لأمير الكويت من رئيس الوزراء). التوقيع: جي. إس. وول (السكرتير الخاص لرئيس الوزراء) موجهة إلى: كريستوفر برينتيس، وزارة الخارجية والكومنولث تحضير للاجتماع مع الأمير وفي الإطار ذاته، تضمنت الوثائق محضراً عبارة عن تقرير سري من وزارة الخارجية إلى رئاسة الوزراء بتاريخ 3 أكتوبر، وجاء فيه: «زيارة لرئيس الوزراء من قبل أمير الكويت: 4 اكتوبر رئيس الوزراء يجب أن يكون على دراية، قبل لقائه الأمير الساعة 8:30 صباحاً في 4 اكتوبر، بأن الأمير اشتكى لوزير الخارجية عندما التقاه بعد ظهر هذا اليوم: أ- من أداء مجموعة الإطفاء البريطانية الكويتية (بي كي أف جي) الذي وصفه بأنه مبطئ (أي مؤخر لعمليات الإطفاء). ب- من أسلوب تعاطي «بي بي» في شأن عقد مع شركة النفط الكويتية الذي وصفه بأنه يعيد ذكريات ماضي الخمسينات وغير مقبول. أرفق طيه نسخة من المحضر الكامل للقاء. سيكون من المفيد لو أن رئيس الوزراء رد على هذه النقاط كالآتي: أولاً، مجموعة الإطفاء البريطانية الكويتية مصممة على القيام بعمل جيد: الفريق الأول من المقرر أن يصل إلى الكويت في 7 اكتوبر، والثاني بعد ذلك بأسبوع. ثانياً، يمكن أن يؤكد له (للأمير) أن «بي بي» ليست بأي حال من الأحوال تحاول العودة إلى الوراء إلى (حقبة) الخمسينات: إنهم يقبلون بأن هذا الأمر لديه حساسية كبيرة في الكويت، وهم في طور عملية إعادة صياغة اقتراحاتهم: فريقهم المفاوض سيعود إلى الكويت قريباً من أجل أن يناقش مع شركة النفط الكويتية اقتراحات ستكون، إلى أقصى حد ممكن، ضمن إطار اتفاق الخدمات التقنية الذي يعملون وفقه منذ زمن طويل. أسباب الشكوى وخلفيتها أ- في الحقيقة «بي كي اف جي» (مجموعة الإطفاء) كانت بطيئة، وأسلوب تعاطيها غير منسّق، وتمثيلها منخفض: هناك إمكانية للشعور ببعض الخجل (من أدائها وتصرفها)، لكن سفيرنا في الكويت تلقى تأكيدات بأن «بي كي اف جي» تعمل بأقصى سرعة ممكنة. ب- تتعرض «بي بي» للهجوم من قبل معارضيها في الكويت: لقد أدلى وزير النفط الكويتي بخطاب متحيّز (أو مُغرض) الأسبوع الماضي متهماً «بي بي» بنيّات استعمارية: لقد شكّل ذلك صدمة لـ«بي بي» بقدر ما شكل صدمة لغيرها. التوقيع: كريستوفر برينتيس السكرتير الخاص (لوزير الخارجية) (الخطاب موجه إلى: جي. أس. وول – 10 داونينغ ستريت) نقاط مشتركة للبحث وفي اليوم ذاته، 3 اكتوبر 1991، وجّه برينتيس رسالة سرية موقعة من الوزير دوغلاس هيرد إلى عدد من البعثات الدبلوماسية البريطانية جاء فيها: «من السكرتير الخاص لقاء وزير الخارجية بأمير الكويت: 3 اكتوبر أولاً: – خلال زيارة مجاملة دامت 30 دقيقة للشيخ جابر، غطّى وزير الخارجية (المواضيع) الآتية: – المحتجزين الكويتيين في العراق: قال الشيخ جابر إن هذا على رأس أولوياته. قال وزير الخارجية إن الحلفاء يبقون ملتزمين بأن يفي العراق بما يتوجب عليه. – العراق: قال الشيخ جابر إن ليس هناك أي دولة في المنطقة يمكن أن تشعر بأنها آمنة ما بقي صدام حسين في السلطة. – الأردن: أظهر الشيخ جابر استمراراً للخصومة تجاه الملك حسين لتأييده صدام حسين. – تمويل قرار مجلس الأمن رقم 687 (يأمر العراق بتدمير ترسانته من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية): وافق الشيخ جابر على درس التقدم إلى الأمم المتحدة لتأمين مزيد من الأموال (لتمويل تنفيذ القرار). – على الصعيد الداخلي الكويتي: أكد الأمير أن الانتخابات ستجرى في موعدها المحدد في اكتوبر 1992. – الأمن الإقليمي: قال الشيخ جابر إن مناقشات مجلس التعاون الخليجي تسير في الاتجاه الصحيح، على رغم بطئها. حق الكويت في إبرام ترتيبات ثنائية مقبول من بقية شركائها في مجلس التعاون الخليجي. رد الكويت سيأتي قريباً على مسودة الاتفاق الثنائي الدفاعي بين المملكة المتحدة والكويت. – ثنائياً: كان للشيخ جابر شكويان: بطء عمل مجموعة الإطفاء البريطانية – الكويتية، والأسلوب غير المقبول الذي يعود إلى حقبة الخمسينات من قبل «بي بي» في مفاوضاتهم من أجل عقد نفطي مع الكويت. ثانياً: زار وزير الخارجية الأمير في فندق كونراد، في ميناء تشلسي، لمدة 30 دقيقة في 3 اكتوبر، وبرفقته ديفيد غور-بوث. الشيخ صباح الأحمد وعبدالرحمن العتيقي كانا حاضرين من الجانب الكويتي. بدا الشيخ جابر بصحة جيدة وفي شكل متوهج. المحتجزون الكويتيون ثالثاً: بعد تهنئة الأمير على التقدم الذي حققته الكويت منذ انتهاء الأعمال العدائية، سأل وزير الخارجية ما هي أولوياته الآن؟ شرح الشيخ جابر مطولاً مكامن قلقه شخصياً، والتي يتشارك فيها كثير من الكويتيين، في شأن مصير الكويتيين الذين ما زالوا محتجزين في العراق. أكد أنه ليس لديهم معلومات واضحة عن مصيرهم ولكن يبدو أن اولئك الذين ما زالوا أحياء (كُتبت كلمة أحياء ولكن تم وضع خط عليها وشطبها) ومحتجزين فإنهم يُنقلون باستمرار (من مكان إلى آخر) من قبل العراقيين. لا أمان بوجود صدام رابعاً: قال وزير الخارجية إن عودة الكويتيين إلى الكويت هي جزء من الواجبات التي فرضها المجتمع الدولي على العراق. كلنا وضع على عاتقه المساعدة من أجل أن ارجاعهم. نظام العقوبات ضد العراق تم مؤخراً تأكيده من جديد. لقد تحدث في نيويورك إلى ايكوس (رولف ايكوس، مدير مفوضية الأمم المتحدة لنزع أسلحة الدمار العراقية). أعضاء فريق ايكوس سيواصلون عملهم ضد أسلحة الدمار الشامل لصدام حسين. لا أحد، لا في المنطقة ولا خارجها، سيشعر بالأمان ما دام صدام حسين يحتفظ بقدرات في مجال اسلحة الدمار الشامل. وافق الشيخ جابر على ذلك. (قال إن) لا أحد يمكنه أن يشعر بالأمان في المنطقة ما دام صدام حسين باقياً في السلطة. موقف الملك حسين خامساً: رداً على سؤال من وزير الخارجية في شأن مواقف دول عربية أخرى من صدام حسين، كشف الشيخ جابر (كُتبت الجملة الآتية ثم تم حذفها بشطبها من المحضر بخط اليد) انه يحتفظ بخصومة كبيرة تجاه الملك حسين بسبب الموقف الذي أخذه خلال نزاع الخليج. (بعد حذف هذه الجملة يكتفي محضر الرسالة بما جاء بعدها). قال الشيخ جابر إن الدول التي وقفت إلى جانب الكويت تبقى صامدة في موقفها المعارض لصدام حسين. آخرون من الذين أيدوا صدام يحاولون الآن إصلاح جسورالعلاقات، لكنه يشكك في أن يكون المواطنون الكويتيون مستعدين نفسيا لقبول مثل هذه المبادرات (ممن أيدوا صدام خلال النزاع). قال وزير الخارجية إنه يفترض أن الأمير يشير (بكلامه هذا) إلى الملك حسين. الملك (كما أضاف الوزير البريطاني) غيّر موقفه لكنه يجد أن الإقرار بذلك علناً صعب. هو يعتمد على تفهّم إخوانه العرب لوضعه الحرج، على رغم أن بعض ما كتبه وقاله لا يساعد على تحقيق ذلك. قال الشيخ جابر بحزم إن الأمر ليس بهذه السهولة: لا يمكن أن يفهم الإنسان كيف أن رجلاً يكون عدائياً في العلن لكنه يكون حلواً إلى هذا الحد (ال سويتنس) في السر. تمويل قرار مجلس الأمن رقم 687 سادساً: وصف وزير الخارجية صعوبات الأمم المتحدة في تمويل المفوضية الخاصة (لنزع أسلحة الدمار العراقية) وبعض الأوجه الأخرى المهمة في القرار 687، إلى حين أن تصبح الأموال العراقية متوافرة. حصول مبادرة جديدة من الأمم المتحدة نحو الكويت وآخرين للحصول على تمويل مؤقت أمر محتمل. سيكون ممتناً للأمير إذا درس شخصياً ما يمكن عمله لضمان ان هذا العمل الحيوي يمكنه الاستمرار. أشار الشيخ جابر إلى أن الأمين العام (للأمم المتحدة) لم يثر هذا الأمر معه في نيويورك، لكنه قال إنه مستعد أن يدرس الطلب إذا ما قُدّم. قال وزير الخارجية ان هذه المشكلة لم تظهر سوى قبل وقت قصير جداً. الوضع الداخلي في الكويت سابعاً: قال وزير الخارجية إنه سيكون هناك بلا شك اهتمام بالبرلمان عند افتتاح دورته الجديدة، في خصوص التقدم في الكويت نحو الانتخابات التي أعلن الأمير عن إجرائها في اكتوبر 1992. هو يتفهم أنه كانت هناك بعض الصعوبات في خصوص لوائح الناخبين وفي خصوص أجهزة الكمبيوتر، التي سرقها العراقيون. لكنه يأمل بأنه يمكنه أن يطمئن مجلس العموم إلى أن الانتخابات سائرة في طريقها الصحيح لتجرى في اكتوبر 1992. قال الشيخ جابر انهم اخذوا هذه الصعوبات المتوقعة في الاعتبار عندما حددوا التاريخ وقال إن الانتخابات ستجرى في موعدها (بالتأكيد). قال وزير الخارجية إن هذا الأمر يكون موضع ترحيب شديد من اصدقاء الكويت. مجلس التعاون والأمن الإقليمي ثامنا: في جواب على سؤال، قال الشيخ جابر إن نقاشات مجلس التعاون الخليجي في شأن ترتيبات أمنية جماعية تسير في الاتجاه الصحيح، وإن كانت ببطء. لكن هناك تقبلاً في مجلس التعاون الخليجي أن كل دولة من الدول الأعضاء مسموح لها أن تقوم بترتيبات ثنائية. هذه لا تكون على حساب أي ترتيبات جماعية في داخل مجلس التعاون الخليجي. تطوع الشيخ جابر للقول إن رداً كويتياً مع بعض الملاحظات على المسودة البريطانية للاتفاق الدفاعي الثنائي سيتم ارساله إلينا قريباً. رحّب وزير الخارجية بذلك وقال انهم سيدرسونها (الملاحظات الكويتية) بسرعة: نحن تواقون لتجديد هذا الوجه من علاقاتنا. إنتاج النفط تاسعاً: في جواب على سؤال عن انتاج الكويت من النفط، سجّل الشيخ جابر شكويين: 1 – مجموعة الإطفاء البريطانية الكويتية كانت بطيئة في بدء عملها. يأمل بأن يتم تسريع ذلك بما انه، في ضوء العلاقات التاريخية، يريد أن يرى الشعب الكويتي ان الشركات البريطانية جيدة بمقدار جودة الأميركية في هذا المجال. 2 – «بي بي»: طلبت الكويت من «بي بي» أن تتقدم بمناقصة لعقد إداري في قطاع النفط الكويتي. أرادوا أن تحصل «بي بي» على هذا العقد بسبب خبرتهم السابقة. لم يكونوا يتفاوضون مع أي طرف آخر (عندما قاموا بمسعاهم مع الشركة البريطانية). لكن «بي بي» تقدمت بعرض غير مقبول كلياً وأعاد تذكير الكويتيين بعقليات الخمسينات. يجب أن تفهم «بي بي» أن الزمن قد تغيّر. قال وزير الخارجية إنه يعرف ان «بي بي» توّاقة جداً لمساعدة الكويت في هذا العقد. أخذ على عاتقه الاتصال برئيس الشركة فوراً ورؤية ما يمكن عمله (ديفيد غور-بوث سيلاحق هذا الأمر).
مشاركة :