حذرت السلطات الايرانية امس، من ان المتظاهرين «سيدفعون الثمن»، وذلك مع استمرار تظاهرات لليوم الرابع على التوالي ضد السلطة في البلاد قتل خلالها شخصان وتم توقيف العشرات، بينما تعرضت مبان حكومية لهجمات. وقتل متظاهران خلال صدامات في مدينة دورود (غرب)، بحسب ما أعلن نائب حاكم محافظة لورستان حبيب الله خوجاستهبور للتلفزيون الرسمي متهما «مجموعات معادية واجهزة استخبارات اجنبية بالوقوف وراء الاضطرابات»، لكنه أكد ان قوات الامن لم تطلق النار على المتظاهرين قائلا «هدفنا كان وضع حد سلمي للتظاهرات، لكن وجود بعض الاشخاص والمجموعات ادى الى وقوع الحادث ومقتل شخصين». وأظهرت لقطات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي من مدينة دورود شابين ممددين على الأرض بلا حراك والدماء تغطيهما، وسُمع تعليق صوتي يقول إن شرطة مكافحة الشغب قتلتهما بالرصاص. وردد محتجون آخرون في الفيديو «سأقتل أيا من قتل أخي!». وفي لقطات مصورة سابقة ردد متظاهرون في دورود «الموت للدكتاتور» في إشارة إلى الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي. وأظهر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي من مشهد محتجين يقلبون سيارة لشرطة مكافحة الشغب ودراجات نارية مشتعلة. وكتب الحرس الثوري على تطبيق «تليغرام» ان «اشخاصا يحملون أسلحة صيد واخرى حربية انتشروا بين المتظاهرين واطلقوا النار عشوائيا على الاشخاص وضد المديرية». صدامات و عنف تداول نشطاء عبر موقع «تويتر»، امس مقاطع فيديو تظهر محتجين في مدينة «بانة» بإقليم كردستان غرب إيران، يقومون برمي الحجارة تجاه مبانٍ حكومية وإشعال إطارات السيارات وإطلاق شعارات ضد النظام. كما أفادت أنباء عن خروج تظاهرة في مدينة كرمانشاه التي اشتهرت منذ اليومين الثاني والثالث من الانتفاضة بخروج محتجين بتظاهرات عارمة، مرددين شعارات ضد المرشد علي خامنئي ونظام ولاية الفقيه. وأوردت وكالة «ايلنا» القريبة من الاصلاحيين أن «80 شخصا أوقفوا في اراك (وسط) بينما أصيب ثلاثة او أربعة اشخاص بجروح» في الصدامات التي شهدتها المدينة مساء السبت. وقال مسؤول محلي رفض الكشف عن هويته لـ«ايلنا» إن «أشخاصا حاولوا مهاجمة مبان حكومية لكنهم لم يتمكنوا من ذلك… الوضع تحت السيطرة في المدينة». ووقعت صدامات مساء السبت بين مئات المتظاهرين وقوات الامن في حي جامعة طهران قبل ان تفرقهم الشرطة. وأعلن رئيس بلدية طهران محمد علي نجفي «لقد تعرضت منشآت تابعة للبلدية لاضرار طفيفة نتيجة هذه الاحداث. البعض يدمرون املاك الشعب باعمال عمياء»، بحسب ما نقلت عنه وكالة ايسنا. وبثت وكالة انباء مهر القريبة من المحافظين على تطبيق تليغرام الذي يتابعه نحو 25 مليون ايراني، اشرطة مصورة تظهر متظاهرين يهاجمون مقر بلدية الدائرة الثانية في طهران ويقلبون سيارة للشرطة. وتحدثت وسائل اعلام اخرى عن اعمال تدمير في العاصمة منددة بـ «مثيري الاضطرابات». وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية أيضا بوقوع احتجاجات في مدن كاشان وأراك والأهواز وزنجان وبندر عباس وكرمان. السلطات تهدد وهدد الحرس الثوري الإيراني المتظاهرين المناهضين للحكومة بالرد بقبضة من حديد إذا استمرت الاحتجاجات السياسية. وقال البريجادير جنرال إسماعيل كوساري نائب قائد الأمن بالحرس الثوري في طهران إن الوضع في العاصمة تحت السيطرة وحذر المتظاهرين من أنهم سيواجهون «القبضة الحديدية للأمة» إذا استمرت الاضطرابات. ونقلت وكالة الطلبة للأنباء عن كوساري قوله «إذا خرج الناس للشوارع بسبب ارتفاع الأسعار فما كان ينبغي أن يرددوا تلك الشعارات (المناهضة للحكومة) وأن يحرقوا الممتلكات العامة والسيارات». من جانبه، قال وزير الداخلية الإيراني رحماني فضلي صباح امس، إن السلطات ستتعامل بكل حزم مع أي أعمال عنف وشغب. وأكد أن كل من يعمل على تخريب الممتلكات العامة ولا يحترم القانون عليه أن يتحمل مسؤولية ذلك. كما دعا المواطنين إلى التحلي بالحيطة والحذر لمواجهة ما سماها مؤامرة الأعداء وإفشالها، مشددا على أن السلطات الثلاث في البلاد مصممة على متابعة مطالب الشعب وحل مشاكله. وفرضت السلطات امس قيودا جديدة على شبكات التواصل الاجتماعي عبر الهواتف النقالة. وتحدثت وكالات اخبارية ايرانية عن تعذر الدخول بعد ظهر امس الى تطبيقي انستغرام وتليغرام. وأفادت وكالة الانباء الطلابية (إسنا) شبه الرسمية ووكالات اخرى عن انقطاع خدمة تليغرام بعيد الظهر، بعدما اتهمتها السلطات الإيرانية بأنها أداة للتحريض على العنف اثناء التظاهرات. واتهم وزير الاتصالات محمد جواد جهرومي بعض القنوات على تطبيق تليغرام في الخارج بانها «معادية للثورة» وتحض على «استخدام قنابل مولوتوف والانتفاضة المسلحة والعنف الشعبي». وصرح الوزير للتلفزيون الرسمي «ان كان المعادون للثورة يريدون استغلال الاجواء لاثارة الشغب فمن الطبيعي ان يتخذ المجلس الأعلى للأمن القومي إجراءات». وأكد رئيس مجلس ادارة شركة تليغرام بافيل دوروف المعلومات بشأن الحجب، وقال في تغريدة ان «السلطات الايرانية تمنع الدخول الى تليغرام بعد رفضنا علنا إغلاق قناة «صداى مردم» وغيرها من القنوات التي تحتج سلميا». وحلت «صداى مردم» محل قناة «آمد نيوز» التي تشكل إحدى اضخم قنوات المعارضة الايرانية على تليغرام، وأزيلت بطلب من جهرومي السبت.(ا ف ب، رويترز، العربية نت، الجزيرة نت) مسؤول كبير: لا ترفضوا مطالب الشعب بالتظاهر دعا علي مطهري نائب رئيس البرلمان الإيراني، امس، وزارة الداخلية، إلى عدم وضع صعوبات في وجه مطالب الشعب بتنظيم تظاهرات احتجاجية، حسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية. واعتبر مطهري، أنّ ثقافة التظاهرات لم تترسخ بعد في إيران، وأنّ التظاهرات التي بدأت قبل 4 أيام انحرفت عن مسارها الأصلي سريعاً، بفعل رفض الداخلية ترخيصها، وإعلان كل التجمعات بأنها غير قانونية. وأشار إلى أنّ الدساتير الإيرانية تسمح بالتظاهرات، شرط أن تكون سلمية ومتوافقة مع القوانين الإسلامية، مطالباً مسؤولي بلاده بـإعداد الأجواء المناسبة لممارسة الشعب هذا الحق. (الأناضول) دور «قيادي» للنساء في الاحتجاجات تلعب النساء الإيرانيات دورا مهما في طليعة الاحتجاجات المستمرة في عدة مدن إيرانية بسبب الفساد ومستويات المعيشة، رغم تحولها إلى أعمال عنف في غضون 3 أيام. ففي مدينة قم الدينية، التي تعرف بأنها أهم مركز ديني في إيران، لم تكتف النساء بالمشاركة فحسب، بل دعت المارة للانضمام إلى الاحتجاجات. وذكر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن طالبات جامعة طهران شجعن الطلاب الآخرين على المشاركة في الاحتجاجات وعدم الخوف، وضرورة الحفاظ على وحدتهم. وفي محافظة كرمان، جنوب شرقي البلاد، قادت النساء الاحتجاجات وهتفن «الموت للدكتاتور». وفي محافظة أصفهان، وسط إيران، واجهت شابات قوات الأمن، وأخذن يهتفن في الحشود. ودعت المتظاهرات إلى الإطاحة بالنظام، وهتفن مباشرة ضد مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي والرئيس حسن روحاني. كما تنشط النساء في نشر صور فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر التظاهرات في المدن الإيرانية. وفي المقابل، اعتقلت الشرطة النساء في طهران، وبرزت صورة لمتظاهرة إيرانية وهي محاطة بدخان قنبلة مسيلة للدموع ألقت بها قوات مكافحة الشغب. أما في رشت بشمال البلاد فقد اعتدت قوات الأمن عليهن. (سكاي نيوز عربية) دعوة لإعدام مرددي بعض الشعارات قال رجل الدين المحافظ أحمد خاتمي الذي يؤم صلاة الجمعة في العاصمة طهران، إن الاحتجاجات مشابهة لتلك التي تم تنظيمها عام 2009 بعد اتهامات بالتلاعب في نتيجة الانتخابات. ودعا إلى إعدام من يرددون شعارات تتنافى مع قيم الجمهورية الإسلامية. وردد المحتجون هتافات وشعارات ضد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والمؤسسة الدينية التي تتولى السلطة منذ ثورة 1979. (رويترز) عبادي: التظاهرات«بداية حركة كبيرة» رأت المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام أن التظاهرات في إيران ليست سوى «بداية حركة كبيرة» قد يفوق مداها احتجاجات 2009. وقالت عبادي في مقابلة أجرتها معها امس صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية «أعتقد أن التظاهرات لن تنتهي في وقت قريب. يبدو لي أننا نشهد بداية حركة احتجاجية كبيرة قد تتخطى بكثير الموجة الخضراء عام 2009. ولن أتفاجأ إن تحولت إلى شيء أكبر». وأوضحت عبادي المقيمة في المنفى في لندن «هذا ليس جديدا في إيران، هناك أزمة اقتصادية في غاية الخطورة. والفساد في جميع أنحاء البلاد بلغ مستويات مروعة. ورفع بعض العقوبات على ارتباط بالاتفاق حول الملف النووي مع اوروبا والولايات المتحدة عام 2015 لم يأت بفوائد فعلية للشعب، خلافا لما كان العديدون ينتظرون». وشددت المحامية الحائزة جائزة نوبل للسلام على أن «الوضع الاقتصادي والفارق المروع بين الأغنياء والفقراء، بين الذين ينعمون بالرفاه والذين لا يحصلون عليه، هو أساس الاحتجاجات. الفوارق الاجتماعية تزايدت بصورة متواصلة في السنوات الأخيرة وهذا من العناصر الجوهرية لفهم ما يجري».(روما-أ ف ب)
مشاركة :