المسرح الصامت يكسر النمطية بنجاح منذ قرنين في بريطانيا

  • 12/31/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - روايات مقدمة بقالب جديد وتلميحات إلى المستجدات وجمهور لا يتوانى عن التدخل في مجرى الأحداث... هذه باختصار وصفة النجاح لعروض المسرح الإيمائي البريطاني أو ما يعرف بالبانتوميم الذي يحقق كما في نهاية كل عام منذ العصر الفيكتوري رواجا كبيرا في البلاد. وتشكل فترة الأعياد مناسبة مميزة للمشاركة في هذه العروض المعروفة اختصارا باسم "بانتو" والتي تستقطب الكبار والصغار على السواء. ويعود أصل هذا الفن إلى عروض مسرح الكوميديا الإيطالي (كوميديا ديل ارته). وخلافا للمسرحيات العادية، يؤدي الجمهور دورا حاسما إذ يوصل صوته طوال فترة العرض. وتقول سوزي ماكينا التي تؤدي دور المرأة الشريرة في قصة سندريلا خلال عرض في مسرح هاكني امباير في شرق لندن "أميركيون كثر ممن يأتون لرؤيتنا يقفون مشدوهين". وتضيف "لكنهم يعتادون سريعا وفي النهاية ينخرطون في العرض ويسمعون صوتهم على غرار باقي الجمهور". وتتولى هذه الممثلة أيضا الاخراج المسرحي للعرض الذي عمدت إلى تكييفه كما يقتضي التقليد السائد. فمنذ عشرين عاما، تعمل سوزي على تحديث العرض الخاص بعيد الميلاد من خلال إضافة إشارات إلى مواضيع الساعة. وهي تقول "هذه السنة، في ظل الحيز الكبير من الاهتمام لموضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، أضفنا إلى القصة شخصية ايطالية تتعرض للطرد". كذلك ثمة إشارات في هذه النسخة المعدلة من سندريلا إلى الملاذات الضريبية والأخبار المزيفة وحتى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يظهر في الحفل الملكي الراقص. وتضيف "أخبرني متفرجون كثر أن إتاحة الفرصة لإطلاق صيحات الغضب شكّلت عنصر تنفيس لهم"، متحدثة عن المتعة التي يظهرها الجمهور في رؤية شخصية الرئيس الأميركي ترغم على مغادرة خشبة المسرح. تبادل للأدوار وللحفاظ على عنصر الجذب، لا تتوانى مسارح كثيرة تقدم عروضا ايمائية عن الابتكار عبر اقتراح مقاربات جديدة بينها عرض "كارافانتوميم" المقدم في لندن في داخل مقطورة للسفر. وفي نسخة مقتبسة من رواية "الأميرة النائمة"، تتحالف الأميرة مع سندريلا لتغيير مصيرهما وفي النهاية الأمير هو الذي يقضم الفاكهة المسمومة. وتقول مؤلفة هذا العرض البالغة مدته 20 دقيقة روبن ستيغمان "مع قليل من الفكاهة، نطرح تساؤلات بشأن مجريات بعض قصص الخيال التقليدية بالاستعانة بمراجع متصلة بالأحداث الآنية". وفي عرضها المسرحي، تعطي روبن لبطلاتها قدرات يفتقدنها في القصص التقليدية، وتأتي على سبيل المثال على ذكر المنتج النافذ في هوليوود هارفي واينستين المتهم بارتكاب اعتداءات جنسية كثيرة. وتضيف روبن "أظن أن التطرق إلى التحرش الجنسي فكرة سديدة، خصوصا في الإطار الحالي، من خلال إظهار إمكان حصوله في كل الأوضاع". لكن مع تغييرها نهاية القصة، تلتزم مسرحية روبن ستيغمان بشكل المسرح الايمائي البريطاني مع مراجع ثقافية ومشاركة الجمهور وإسناد دوري البطولة النسائية والرجالية إلى ممثلين من الجنس الآخر. وعلى غرار شخصية الحصان التي يؤديها ممثلان يختبئان تحت زي ضخم، يؤدي رجل دور السيدة أبرز الأدوار النسائية في مسرحيات البانتوميم البريطانية. ويرى دارن هارت أحد الممثلين الرئيسيين في مسرحية سندريلا أن هذا النوع من القواعد يتيح للأطفال "تخطي الحواجز التي يمكن أن تعترضهم في فترات لاحقة من حياتهم". ويضيف "أظن أن البانتوميم قادر على مرافقة بعض مواضع التطور التي نلاحظها حاليا في المجتمع".

مشاركة :