توقع المسؤول الليبي السابق، أحمد قذاف الدم، أن يكون سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الأوفر حظاً لقيادة ليبيا في حال إجراء انتخابات نزيهة، وشدد على أن هذا لن يكون معتمداً على قوة العائلة والتحالفات، وإنما لأن الليبيين سئموا فشل القيادات التي تناوبت على السلطة منذ سقوط القذافي.قذاف الدم أعرب عن تقديره للدور الذي لعبه المشير خليفة حفتر والإنجازات التي حققها على الأرض. وعلى الرغم من إعرابه، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، عن تقديره للدور الذي لعبه المشير خليفة حفتر، المعين من قبل مجلس النواب قائداً عاماً للجيش الوطني، والإنجازات التي حققها على الأرض، فقد أكد قذاف الدم على أن حظوظ سيف الإسلام ستكون الأعلى إذا ما كانت هناك انتخابات عادلة. وقال «نفوذ حفتر قاصر على المنطقة الشرقية، أما في المنطقتين الغربية والجنوبية فنعتقد أنه لا يملك هناك الكثير، والحديث عن تعويل على دعم خارجي لا يجدي، لأن الليبيين يعدون هذا تدخلاً في شؤونهم». واستبعد ما يتردد عن حدوث صفقة ما بين الأمم المتحدة وحفتر، جرى بمقتضاها دفع الأخير للموافقة على إجراء الانتخابات، مقابل استبعاد أي شخصية لا يرضى عنها من الترشح للرئاسة، كما استبعد أيضاً أن يحسم حفتر الأمر بطريقة عسكرية، إذا ما فشل الخيار السياسي، وقال إنه يعتقد أن حفتر «لا يملك القوة العسكرية الكافية لذلك». وأبدى قذاف الدم انتقاداً واعتراضاً كبيرين لتصريحات المبعوث الأممي لليبيا، غسان سلامة، الأخيرة، بشأن رفض الحوار مع سيف الإسلام، لكونه مطلوباً دولياً، واعتبر أن هذا «نوع من الإخلال بالعدالة». واعتبر أن الاتهامات التي وجهت إلى سيف الإسلام «غير مدعومة بأي دليل مادي، ومعظمها جاء في إطار الانتقام وتصفية الحسابات». وأضاف: «الليبيون هم من طرحوا احتمالية ترشح سيف الإسلام، لشعورهم بأنه قد يكون الحل للنجاة من الفوضى، أما هو فلم يتحدث بنفسه، باعتقادي إذا رأى أن المناخ ملائم سيترشح، وحينها لن يحصل فقط على أصوات من مؤيدي نظام القذافي، وإنما أيضاً على أصوات قطاع كبير من الليبيين، ممن سئموا كل الوجوه السياسية التي مرت على البلاد منذ 2011، وأسهمت في تدهور أوضاعها، ونحن وهؤلاء نشكل 70% تقريباً من الشعب: أي أغلبية». إلى ذلك، أكد قذاف الدم أنه يتم يومياً نقل المئات من عناصر تنظيم «داعش»، ممن فروا من سورية والعراق، بعد تآكل تنظيمهم هناك إلى ليبيا، وتحديداً بالمناطق الحدودية مع تونس. وتساءل «ما الهدف من ذلك؟ هل يهدفون بذلك إلى استقرار ليبيا، أم وصمها بالتطرف، ثم إعلان تحالف عسكري دولي لتحريرها من قبضة الدواعش، وما يبتع ذلك من استمرار استنزاف الثروات، وإعادة خريطة تقاسم النفوذ والقواعد العسكرية». وأضاف «يريدون قاعدة بالساحل لتأمين جنوب المتوسط ضد الهجرة غير الشرعية، وأخرى بالجنوب لمراقبة دول جنوب الصحراء، وثالثة لاستهداف ومعاقبة أي دولة جوار ليبي ترفض السير في فلك سياسات تلك القوى الدولية، كمصر وتونس أو الجزائر بعمليات إرهابية ينفذها الدواعش».
مشاركة :