عواصم - وكالات: كشف موقع «ميدل إيست آي» البريطاني عن رد فعل الأمير طلال بن عبد العزيز، الأخ غير الشقيق للملك سلمان، على حملة اعتقالات وإجراءات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التي طالت عددًا من أبنائه، وعلى رأسهم الملياردير الأمير الوليد بن طلال. وكشف الموقع، في تقرير ترجمته «عربي21» للكاتب ديفيد هيرست، أمس أن الأمير طلال مضرب عن الطعام منذ العاشر من نوفمبر، بعد فترة قصيرة من اعتقال نجله الوليد وباقي أبنائه. وقال التقرير إن الأمير طلال بن عبد العزيز، الأخ غير الشقيق للملك سلمان وأول إصلاحي تقدمي في آل سعود، شرع في إضراب عن الطعام؛ احتجاجا على حملة التطهير التي يقوم بها ابن أخيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي اشتملت على اعتقال ثلاثة من أبنائه. وتوقف الأمير، البالغ من العمر ستة وثمانين عاماً، عن تناول الطعام يوم العاشر من نوفمبر ، بعد فترة قصيرة من إلقاء القبض على ابنه الأول الوليد، في الرابع من نوفمبر، وفقد حتى الآن عشرة كيلوغرامات من وزنه. وفي الأسبوع الماضي، أدخل في جوفه أنبوب تغذية، إلا أن حالته غير جيدة، بحسب ما رواه عدة أشخاص عادوه، حيث يرقد في مستشفى الملك فيصل في الرياض. ولقد عاد الأمير المنهك كثير من الأمراء ورجال الأعمال، الذين جاءوا ليطمئنوا على صحته، وافق أحدهم على الحديث حول وضع الأمير وما اتخذه من إجراء، وذلك في تصريح حصري لموقع ميدل إيست آي، شريطة عدم الإفصاح عن هويته. قال هذا الشخص إن الأمير لم يعلن عن قراره رفض تناول الطعام، وإن أخاه غير الشقيق الملك سلمان زاره في أواخر شهر نوفمبر؛ ليقدم له التعازي بوفاة شقيقتهما مضاوي، وقد التقطت أثناء اللقاء صورة للملك وهو يقبل يد الأمير طلال، الذي كان حينها يجلس في كرسي متحرك. وقال الزائر إن الأمير لم يثر في تلك المناسبة مع الملك قضية اعتقال أبنائه الثلاثة؛ لأن الأمير طلال لم يرد استغلال علاقته بالملك؛ لكي يطالب بإطلاق سراح أبنائه، بينما يبقى الآخرون في السجن. ولكنه قال إنه لا يوجد شك بشأن لماذا توقف طلال عن تناول الطعام، «نحن نعرفه جيدا، ونعرف لماذا يفعل ذلك. لا يوجد سبب طبي لفقدانه الشهية». وكان الأمير طلال قبل شهر من بدء إضرابه عن الطعام قد أخبر أصدقاء له بأنه من الصواب الاحتجاج «مدنيا»؛ للفت الانتباه إلى الطغيان والقمع الذي أسس له ابن أخيه الأمير محمد بن سلمان بحجة مكافحة الفساد. ولقد تحول وجود الأمير طلال في المستشفى إلى نقطة اجتماع للكثيرين من أعضاء عائلة آل سعود، وسبيلاً للاطلاع على ما يجري من أحداث، بحسب ما قاله الزائر. ثلاثة أبناء رهن الاعتقال ألقي القبض على ثلاثة من أبناء الأمير طلال، أولهم كان الأمير الوليد بن طلال، رئيس شركة المملكة القابضة، وأحد أغنى الرجال في العالم،حيث قدرت مجلة بلومبيرغ ثروته بما يقرب من تسعة عشر مليار دولار، ولا يزال يقبع في السجن منذ اليوم الأول لبدء حملة التطهير. وبحسب مصادر مطلعة، يطالب الأمير محمد بن سلمان الأميرالوليد بن طلال بالتنازل بالكامل عن ملكيته لشركة المملكة القابضة، لكنه رفض الانصياع لذلك.وينوي الوليد إذا لم يتم التوصل إلى التسوية المطالبة بتقديمه للمحاكمة. وأما خالد، أخوه الشقيق، فطالب بإطلاق سراح أخيه، وتقول المصادر إنه دخل في مجادلة مع مسؤول حكومي صدر على إثرها أمر باعتقاله هو أيضا.وأما شقيقهما الأصغر، فألقي القبض عليه بتهمة التشاجر. يقول الزائر الذي عاد الأمير طلال إنه لا يوجد أدنى شك بخصوص دافع محمد بن سلمان من شن حملة التطهير على أفراد العائلة الملكية الحاكمة وعلى رجال الأعمال. وأشار إلى أنه رغم ما يعرف من فساد بعض أفرع العائلة، إلا أن هؤلاء تركوا وشأنهم، ولم يمسسهم أحد بسوء، بينما توجهت الاعتقالات بشكل أساسي نحو أبناء عبد الله وأبناء طلال. وقال المصدر: «عُرفت فروع أخرى من العائلة على مدى عقود بفسادها، وهذا ما أقر به الأمير بندر نفسه في مقابلة تلفزيونية. فأين خالد بن سلطان؟ وأين محمد بن فهد؟ لماذا ليسا جزءا من هذا التحقيق؟هل من العدل الإمساك بالبعض وترك الآخرين ممن يعرفون بفسادهم؟» امتعاض وغضب إضافة إلى الأمير الوليد بن طلال وإخوانه، ما زال عدد آخر من الأمراء قيد الاعتقال. ومن بين المعتقلين تركي بن ناصر وتركي بن عبد الله وفهد بن عبد الله بن عبد الرحمن.لا يوجد خبر يقين بشأن مصير عبد العزيز بن فهد، فثمة تقارير تؤكد أنه قاوم من جاءوا ليقبضوا عليه، وأنه أثناء العراك الذي نشب جراء ذلك أصيب بسكتة قلبية، ويعتقد أنه ما زال حيا يرزق، ولكن في حالة موت سريري، بناء على ما أفادت به عدة مصادر.ويقال إنه تم إطلاق سراح كل من الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السابق الذي أطيح به في انقلاب القصر الذي وقع قبل حملة التطهير في نوفمبر الماضي، والأمير متعب بن عبد الله الذي ألقي القبض عليه كجزء من حملة التطهير. في ذلك الوقت، رتب المسؤولون المقربون من محمد بن سلمان بعض المشاهد التي يظهر فيها متعب، ومنها اللقاء الذي ظهر فيه الأمير محمد بن سلمان وهو يقبل يد الرجل، الذي ما لبث بعد برهة أن سجنه ونكل به بدنيًا. ثم ما لبثوا أن رتبوا مشهدا مسرحيا آخر في سباق الخيل السنوي في الجنادرية للخيول المحلية والمستوردة. كما سمح لمتعب بزيارة مستشفى الحرس الوطني في الرياض وتقديم هدايا لأعضاء القطاع العسكري الذي كان في يوم من الأيام مسؤولا عنه. والواقع أن نايف ومتعب كلاهما تحت السيطرة والإقامة الجبرية. ولا يملك أي منهما مغادرة قصره قبل الاستئذان بذلك، وإذا ما خرجا ترافقهما مجموعات من الحرس الملكي تحت إمرة الأمير محمد بن سلمان بشكل مباشر. وكلاهما ممنوع من السفر، بحسب ما أدلى به مصدر آخر اشترط عدم الإفصاح عن هويته. وقالت مصادر إن ثمة حالة من الامتعاض والغضب تسود أوساط كبار أفراد عائلة آل سعود؛ بسبب ما يفعله محمد بن سلمان، وبسبب السيطرة المطلقة التي يسعى لفرضها على البلاد.
مشاركة :