إيران تتطهر من فكر الولي الفقيه والإرهاب ودماء الأبرياء

  • 1/2/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اكدت مصادر مطلعة ارتفاع عدد ضحايا المظاهرات ضد نظام الملالي إلى 22 قتيلاً بينهم 11 شخصاً بأصفهان فقط، فيما هدد قائد بالحرس الثوري المحتجين بالقمع والتنكيل بهم. يأتي ذلك فيما تتواصل انتفاضة الشعب الإيراني في جميع المدن والمحافظات تنديداً بسياسة ملالي إيران المؤدلجة التي أدخلت البلاد في نفق مظلم من القتل والإرهاب بهدف تصدير الثورة التي يقوم عليها فكر الولي الفقيه، والتي تسببت في تدمير بلدان عدة ومقتل الأبرياء. نظرة على فكر الولي الفقيه برزت نظرية ولاية الفقيه وثار الجدل حولها بشكل حقيقي مع بروز الثورة الإيرانية 1979، ونجاح الملالي بقيادة الخميني في الإطاحة بالشاة، مع الخميني الذي كان منفياً في فرنسا، لفترة بسيطة، وقبل ذلك مقيماً في النجف زهاء أكثر من عقد منذ 1965 للتحصيل الديني الحوزوي المعتاد، كان يبشر بهذه النظرية الثورية التي تعني إشراف رجل الدين “الفقيه” بشكل مباشر على ضمان الشرعية في المجتمع والدولة، لأن الخطاب الشيعي التقليدي يقوم على عدم منح الشرعية الكاملة إلا للمعصوم وهو المؤهل الوحيد لتحقيق الشرعية التي يعيش المجتمع في كنفها دون حرج، أما دول القهر والواقع فكان الفقه الشيعي طيلة قرون وقرون يتعامل معها بالحد الأدنى من الضروريات دون منحها الاعتراف الشرعي الذي لا يكون إلا للمعصوم الغائب. قلق وخوف دائمان من ثورة الجماهير ولذلك، كما يلاحظ الباحث المتخصص في الفقه السياسي الشيعي الدكتور توفيق السيف، ظلت الدول المتعاقبة في إيران منذ غلبة المكون الشيعي عليها في القرن السادس عشر، في حالة قلق وخوف دائم من ثوران الجماهير عليهم، وكانت الوسيلة الدائمة للسيطرة هي القوة العارية، أو الاعتماد على الفقيه لمواجهة الجماهير. وأوضح السيف في بحثه بمجلة الكلمة المتخصصة في عددها الخمسين 2006 أن الخميني نظر لولاية الفقيه في كتابه الشهير “الحكومة الإسلامية” الذي صدر 1970، وكانت هذه النظرية: “تمثل صيغة النظرية التي تطورت على يد الخميني تحولاً حاداً في الخطاب السياسي الشيعي ما كان ليتم لولا التعديل الذي أجراه على الإطار الكلامي والفقهي الذي تقوم فيه النظرية”. نفق مظلم من القمع والاضطهاد وتسببت تلك الأفكار المتطرفة في دخول إيران إلى نفق من القمع والاضطهاد باسم الولي الفقيه لم تخرج منى إلى الآن. بدوره أشار المتخصص المصري الدكتور مصطفى اللباد في كتابه عن إيران (حدائق الأحزان) إلى أن إرهاصات النظرية ظهرت في جبل عامل بلبنان على يد محمد بن مكي الجزيني العاملي (ت 1472م)، فوسع نطاق عمل الفقهاء الشيعة، واستند إلى ما أسماه “نيابة الفقهاء العامة” عن الإمام المهدي المنتظر، وتشمل القضاء والحدود وإقامة صلاة الجمعة. وصاغ الجزيني تعبير “نائب الإمام” الذي أطلق على الخميني لدى عودته من المنفى. وبعد أربعة قرون قام الشيخ النراقي الجزيني بتوسيع صلاحيات الفقهاء، واستخدم مصطلح “ولاية الفقيه” لأول مرة. الخلاصة أن نظرية ولاية الفقيه نقلت أطروحات الملالي إلى موقع الحكم بدولة وسلاح وصواريخ وطموح في امتلاك السلاح النووي المدمر، انطلاقاً لتدمير وتصدير الثورات وبث الفتن والمؤامرات. ارحل خامنئي ارحل روحاني وبعد عقود من صياغة رموز الدين في إيران لنظرية الولي الفقيه خرجت اليوم جموع المتظاهرين المنددة بتلك الأفكار المتطرفة والتي تسببت في تدمير اقتصاد البلاد وتصدير الفتن والإرهاب للجوار وخارج الحدود فيما الشباب يَئنّ من البطالة والقهر والظلم. سقط العشرات من المتظاهرين قتلى في طهران وأصفهان وغيرها من البلدان، رافعين لافتات تنادي برحيل مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني، رافضين العودة إلى بيوتهم إلا بعد تحقيق مطالبهم وسحب الميلشيات وعناصر الحرس الثوري من سوريا التي أحالوها أثراً بعد عين.

مشاركة :