جمال سالم: «عوار القلب» كوميديا معقولة تخاصم المهرجانات

  • 1/3/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

«لا أنتظر عرضه مهرجانياً، والعمل موجّه إلى الجمهور، الذي أعتبره المقياس الحقيقي للنجاح أو الفشل السينمائي».. هكذا يؤكد الفنان الإماراتي جمال سالم، حتى قبل أن يبدأ غداً، عرض فيلمه الجديد «عوار القلب»، الذي تولى إخراجه وتأليفه وإنتاجه. ثنائي مبهر ثنائي مبهر.. هذا ما تؤكد عليه أحداث «عوار القلب»، الذي يدور حول بحث عبدالله زيد، بطل الفيلم الذي يحتفظ فيه جميع أبطاله بأسمائهم الحقيقية، عن عروس بمواصفات خاصة، تنفيذاً لوصية والده، من أجل تنفيذ الميراث، وصديقه في الفيلم كما في الواقع، الفنان جمعة علي. ويرى جمال سالم، الذي خاض تجارب تلفزيونية عدة تجمعهما، أن طاقة الفنانين وإمكاناتهما تتضاعف، حينما يكونان في عمل واحد: «الانسجام بينهما يصب لمصلحة العمل، فضلاً عن أن الجمهور بات يتوقع الكثير فيما يجمعهما». وكشف عن أن «جمعة علي يلعب دور المحرّض لصديقه على الزواج، نظراً لكونه الدائن الأكبر له، ولكن بين كل عروس وأخرى، قصة فشل، لا تخلو من المفارقات الكوميدية التي تعالج الواقع بالتزام، بعيداً عن الإسفاف». عبدالله زيد.. في «سكاي دايف» أحد المواقف الطريفة في كواليس «عوار القلب»، حسب مخرجه جمال سالم، ارتبطت بالفنان عبدالله زيد، الذي رفض في البداية تجربة القفز، في الهواء الطلق في «سكاي دايف»، مقترحاً استبعاد المشهد الذي أصر عليه سالم. وأوضح المخرج: «احتاج عبدالله زيد وقتاً طويلاً لرجوعه عن إصراره، وقال لي بالحرف الواحد: (خاف الله)، لكنه بعد أن قام بالتجربة، أثناء التصوير، كسر حاجز الرهبة، وفكر في تكرارها بعيداً عن كاميرات التصوير». وقال سالم في حواره مع «الإمارات اليوم» عن الفيلم، الذي صّور بين دبي وأبوظبي والفجيرة والرباط: «لا تُنصف المهرجانات غالباً الأعمال التي تحتفي بذائقة الجمهور، وهذا ما وعيته من تجربتي الأولى، لذلك، فإن (عوار القلب)، الذي يجمع الثنائي عبدالله زيد وجمعة علي، ونخبة من الممثلين، نضج بوعي يدفع صانعيه إلى مخاصمة مهرجانات بحاجة إلى كثير من العلاقات الاجتماعية، وخطب الود، أكثر من حاجتها إلى تجويد أدوات وتقنيات وخيارات سينمائية». وأضاف سالم: «يظل الجمهور أكثر إنصافاً من منصّات المهرجانات ولجان اختياراتها وتحكيمها، فضلاً عن النقد السينمائي المحايد، وردود أفعال وسائل إعلام واعية بدورها، ما أعول عليه حقيقة، عقب عرض الفيلم، الذي أطمح لأن يكون محطة حقيقية لتجربة ثالثة أكثر نضجاً». سقف التوقعات ولم يبالغ سالم في سقف التوقعات بشأن عرض الفيلم، مضيفاً: «(عوار القلب) تجربة سينمائية كوميدية معقولة، مسؤولة تسعى إلى معالجة ظاهرة اجتماعية مرتبطة باختيار العروس، لدى الرجال، وفق مواصفات، تبدو أقرب إلى (الكاتلوج) لدى البعض، متناسين أن للطرف الآخر أيضاً شروطه، واحتياجاته في الشراكة الوجية، في سياق يربو عن الابتذال، ويعتمد كوميديا الموقف». وطالب سالم بشكل مبدئي، الاستمتاع بالعمل وأيضاً قراءته نقدياً، وفق السياق الراهن للسينما المحلية التي تعتمد على مبادرات ذاتية. وأوضح: «مازلنا في أول الطريق، ولسنا في مجال صناعة سينما هوليوود، أو بوليوود، أو برساختها وعراقتها بمصر، لكننا نعيش حراكاً سينمائياً متصاعداً، منذ أن عرف الفيلم الإماراتي طريقه لدور العرض، كما أن العمل ليس مدعوماً من مؤسسات اعتادت توفير الدعم بسخاء لبعض صانعي الفيلم المحلي، رغم ذلك نعد الجمهور بتجربة تستحق المشاهدة». وكشف سالم أن جانباً من أسرة العمل، زهد كثيراً في أجره، وبعضهم تنازل عنه بالأساس. وقال: «عشق الفنان المحلي وتطلعه لتجارب سينمائية حقيقية، بلا حدود، تدفعه إلى تنازلات، فأجور الدراما التلفزيونية التي تساندها مؤسسات إعلامية تتبخر، حينما يكون المشروع سينمائياً، ويبدي الفنان مرونة كبيرة، من أجل أن يكون حاضراً في تجربة سينمائية يقتنع بها، وهذا سر نجاح التجارب السينمائية الإماراتية في السنوات الخمس الأخيرة». وتابع: «ميزانية العمل نحو مليون درهم، نصفها تماماً تكفلت به شركة الوادي الأخضر، في مسعى، إضافة إلى أنه يستحق التقدير كمبادرة من قطاع الأعمال الخاص، نأمل كصانعي أفلام إماراتيين، أن يجد صدى أبعد لدى مزيد من القطاعات، لدعم السينما المحلية الناشئة». وأكد أن «أجور الفنانين لم يتم استيفاؤها بعد، فأسرة (عوار القلب) حرصت على اتمام العمل على النحو اللائق أولاً، ولم تشكل الأجور أدنى مشكلة، بل إن البعض أبدى استعداده بالفعل للتنازل عن أجره، من أجل توفير مزيد من الخيارات الفنية التي يتطلب بعضها كلفة عالية، في ظل محدودية الموارد». كواليس وحول كواليس التصوير، قال سالم: «إن العمل تتنقل مشاهده بين دبي وأبوظبي والفجيرة والعين والرباط، على مدار نحو ثلاثة أسابيع»، مشيداً بالتسهيلات التي أسهمت في سرعة إنجازه، لاسيما في ما يتعلق بالموافقة الرقابية، التي أبقت نصه دون تغيير، باستثناء التوصية بأن يحدد فئة جمهوره بالشريحة العمرية 15 عاماً، فما فوق. ويضم العمل إلى جانب عبدالله زيد وجمعة علي، خمس ممثلات رئيسات: نيفين ماضي، مروة راتب، خديجة سليمان، سناء طاهر، وسلوى بخيت، ما جعل سالم، يراهن أيضاً على استعادة مفهوم الكوميديا النسائية، في ظل وجود أطراف ناعمة بمعادلات صناعة الكوميدية في «عوار القلب».

مشاركة :