قبل أيام تم تداول مقطع فيديو لمسؤول يشير فيه إلى أن القيمة التسويقية التي وصل لها هدف النجم سالم الدوسري بمرمى الأرجنتين في كأس العالم بالدوحة 2023 تُقدر بـ35 مليار دولار، رقم مُخيف طبعا وفيه مبالغة كبيرة، توقيتها غير سليم ونحن نعيش وهجا إعلاميا عالميا نتيجة للتطورات الكبيرة التي تشهدها السعودية ولله الحمد في جميع المجالات. خبراء التسويق يبالغون باستمرار بالأرقام التي يضعونها كتحليلات أكثرها ومن خبرة بسيطة في مثل الأحداث يتم عن طريق توقعات وقياسات عشوائية لا تخلو من بهارات المبالغة، والتي تعتمد على المسؤول الذي تُعرض عليها وبخبرة بسيطة يجعلونه يتغنى بها وهي بعيدة عن الواقع. نعلم أن الفوز على الأرجنتين في كأس العالم كان مهما وله وقعه الشعبي على المتابعين لمباريات كأس العالم آنذاك، كون الفوز كان مفاجأة، وصحيح أن صداه كان رائعا، ولكن نحن لسنا مع المبالغات إذا تحولت إلى أرقام مالية يمكن قياسها، لأن المبالغة فيها ضرر وتدليس، ونحن في الوضع الحالي ولله الحمد لسنا بحاجة لهذه الأمور الوهمية. نعيش منذ فترة في تسابق مع أنفسنا، أصبحنا وبدون مبالغة المستقبل الجديد للعالم، سياسيا وثقافيا ورياضيا وترفيهيا واقتصاديا نعيش بمشاركة العالم ولسنا وحدنا، الأنظار حولنا وعلينا، خطوات متواصلة ومدروسة للمستقبل بدأنا نجني ثمارها، فقط نحن لاستثمارها إعلاميا بصورة احترافية، نعلم أن الطموحات بهذا المجال لا توازي الإنجازات الكبيرة والضخمة، ولكن أن نعود ونعمل دراسات ومبالغات على أحداث تأثيرها وقتي ونباهي بذلك، فهنا لا بد أن نكون صريحين مع أنفسنا، فنحن الآن نحتفي بأهم نجوم العالم بكرة القدم ومفاوضاتنا لأشهر لاعبي العالم تتناقلها وكالات الأنباء العالمية، فنحن لا نحتاج لدراسات الوهمية والتي نعرف من يقومون بها ويستغلون خبرات البعض الضعيفة بهذا المجال. الدراسات الإعلامية والبحوث التسويقية مجال مهم لا بد من التركيز عليه بالمرحلة القادمة، لأنها مرحلة مهمة في توجه بلادنا، السنوات القليلة الماضية تجاوزنا بها عقود من الزمن، ووصلنا لمراحل متقدمة حضاريا وثقافيا، لا بد أن يواكبها دراسات تسويقية وإعلامية حقيقية، كون لغة الأرقام حاضرة بيننا ولا تحتاج لعشوائية دراسات (دكاكين) و(شقق) من وضعوا أكثر من 130 مليار ريال لهدف لاعب، وتناسوا المنجزات الكبيرة التي يتناقلها الإعلام الدولي بجميع المجالات.