الأسبوع الماضي وتحديدًا ليلة عَرفات شاهدته على قارعة الطريق بجوار (كوبري ستَانْلِي) الشهير على شاطئ الإسكندرية!! كان ينام هناك مُفْتَرِشًا الأرض ومُلْتَحِفًا السماء، (يَاه) اتّسَاخ وسواد ملابسه لم تخفِ أبدًا بَياض قلبه!! اقتربت منه، كان ينام ملء عينيه، استأذنته دون أن يسمعني أن أُطِيْلَ النّظر في ملامحه البريئة، فَعَلْتُهَا لبضع دقائق كانت كافية لأَنْ أُحلّق في تفكيري بعيدًا، متسائلاً: كيف يَرقد هذا الإنسان بعمق في ذاك المكان ووسط ذلك الضّجيج الذي تصرخ به المركبات وأصوات المَارّة؟! هل ذلك الرجل الطيب محظوظ بِـ(عَقْلِه البريء) الذي لا يشغله التّفكير بصَرَاعات العرب حول خريفهم أو ربيعهم؟! وهل هو سعيد في نومه؛ لأنه لا يهتم إلاّ بلقمة واحدة يَسُدّ بها جوعه أيًّا كان مصدرها؟! فلا علاقة له بـ(الفَسَاد والإرهاب، وداعِش والحوثيين والصّفويين)!! هل ذاك البسيط حُرّ؟! لأنه طليق في فضاءٍ رَحِب لا حِقْد فيه ولا حسد، ولا صراع على سلطة أو مال، ولذا فهو ينام بِعُمق دون مُقْلِقَات أو منغِّصَات؛ بينما نحن أُسَارَى للرّكض هنا وهناك بحثًا عن المزيد من المال، ومسجونون بالقَلَق الذي يزرعه حولنا ما يجري في هذا العَالَم من قَتل وتدمير وتشريد، وما تبثه علينا وسائل الإعلام ومواقع التواصل الحديثة من كوارث وشائعات!! (ربّاه) هل أصبح (العَقْل) في زمننا نقمة على صاحبه يَجْلِب له التعاسة؟! وهل حَان وقت غِبْطَة مَن فقدوه؟! هل الرّاحة في اعتزال هذا الكون بما فيه، والعَيْش في خيمة تَسْكُن الصحراء (ربما)!! وأخيرًا أولئك المساكين الذين يجوبون الطرقات والميادين أليسوا بشرًا؟! أين المجتمع وجهاته المعنية ومؤسساته المدنية عن رعايتهم؟! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :