قال المحلل السياسي والعسكري، اللواء ركن متقاعد حسين معلوي، في تصريح خاص لـ"سبق": "إن المتابع لما يجري في إيران من مظاهرات، التي تعتبر امتدادًا لمظاهرات عام (2009 م) وما قبلها، يدرك أنه قد طفح الكيل بالشعب الإيراني، وبلغ السيل الزبى؛ فانتفض الإيرانيون ضد حكم الملالي العرقي والطائفي الظلامي؛ إذ انكشف المستور، وسقطت الشعارات التي تغنى بها النظام منذ عقود". وأضاف اللواء معلوي: "لقد سمعنا جميعًا أصواتًا، وقرأنا لافتات في المظاهرات، تدعو إلى عودة الحكم الملكي إلى إيران. وهنا يتساءل المراقبون: ما الذي جعل الشعب الإيراني يصل إلى هذه النتائج بعد أربعين عامًا من الثورة الخمينية؟ فإن هذا لم ولن يكون لولا وصول الشعب الإيراني إلى قناعة تقول إنه سئم من قيادته الدينية المذهبية العرقية المتاجرة بقضاياه المصيرية". وتابع اللواء معلوي حديثه بأن هناك أسبابًا كثيرة أدت إلى هذه القناعات لدى الشعب الإيراني، من أهمها - على سبيل المثال - رفض الإيرانيين تصرفات قيادتهم السياسية؛ لأنها تخفي تحت عمائمها السوداء انحرافًا سياسيًّا ودينيًّا وعرقيًّا وجغرافيًّا وتاريخيًّا.. لا يؤهلها لأن تحصل على ثقة الشعوب الإيرانية لمعظم المخاطر التي تنتظرها بسبب هذه السياسة المنحرفة.كذلك إن من الأسباب التي أدت إلى انتفاضة الشعب الإيراني انتشار ظاهرة الفساد، وفقدان الشفافية التي عانت منها الشعوب الإيرانية، واستئثار العنصر الفارسي بالحكم والثروة، واضطهاد الأقليات العرقية الأخرى، وعلى رأسها عرب الأحواز والآذريون والبلوش وغيرهم، إضافة إلى العامل الأكثر تأثيرًا وهو السياسة التوسعية الإيرانية خارج الحدود، ومناطحتها الدول الإقليمية والدول الكبرى، ومحاولتها ابتلاع الدول الضعيفة التي قدمتها لها أمريكا على طبق من ذهب كما قال الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - فلقد تعالت الأصوات في المظاهرات التي اشتعلت في المدن الإيرانية، تطالب نظام الملالي بالكف عنسياسة إهدار ثروة الشعب الإيراني لتحقيق أحلام الملالي التوسعية في البلدان العربية؛ إذ أججت إيران الصراعات في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتخطط لغيرها من البلدان العربية. وأضاف المحلل السياسي بأن انحرافات النظام الإيراني منذ بداية الثورة الخمينية، وإصرار هذا النظام على تصدير الثورة الإيرانية المشوهة لتوسيع النفوذ الخارجي الفارسي سياسيًّا واقتصاديًّا وجغرافيًّا ومذهبيًّا واجتماعيًّا، قد أفقدا الأمةالإيرانية آمالها في تحقيق التنمية المستدامة؛ ما أدى إلى انتشار ظواهر الفقر والمرض والبطالة؛ إذ تشير التقارير الرسمية الإيرانية إلى أن مستوى البطالة وصل إلى (١٢٪) في طهران، وهذا الرقم يوجد في دول كثيرة، ولكن المشكلة أن هناك تقاريرتقول إن نسبة البطالة في المدن والأمصار خارج طهران بلغ أكثرمن ( ٦٠٪)، وهذا يعني أن أغلب الشعب الإيراني عاطل عن العمل؛ فكيف يعيش هذا الشعب إذا كانت ثروته منهوبة، وطاقاته مهدرة؟ واستطرد اللواء معلوي بأن المظاهرات التي اشتعلت في المدن الإيرانية تدل على رفض الشعب الإيراني لسياسة المعممين التوسعية التي أفقرته وأمرضته وجوعته.. إنها سياسة الإصرار على التوسع الإيراني خارج الحدود في كل المجالات على حساب توفير الحياة الكريمة للشعب الإيراني. فلقد سقط حتى كتابة هذا المقال أكثر من (١٥) مواطنًا إيرانيًّا؛ وهذا يعني إصرار الشعب الإيراني على نيل حقوقه، وأنه أولى بثروته من حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن ومليشيات إيران في سوريا والعراق وغيرها (إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلا بد للقيد أن ينكسر..).
مشاركة :