رغم غياب العديد من النجوم البارزين عن فعاليات النسخة الثالثة والعشرين من بطولة كأس الخليج (خليجي 23) لكرة القدم، والمقامة حاليًا في الكويت، كانت الإثارة حاضرة في هذه النسخة منذ ضربة البداية.وتترقب الجماهير العربية عامة والخليجية خاصة إسدال الستار غدًا الجمعة على فعاليات واحدة من أغرب النسخ في تاريخ البطولة الخليجية العريقة عندما يلتقي المنتخبان العماني والإماراتي في المباراة النهائية للبطولة.وتشير النتائج والأرقام إلى تراجع واضح في مستوى البطولة التي أقيمت في ظروف صعبة للغاية ومثيرة للجدل لكن المفاجآت التي شهدتها البطولة كانت كفيلة بتعويض متابعيها عن المستوى الحقيقي الذي جاءت عليه معظم المباريات.وكانت الإثارة حاضرة منذ اللحظة الأولى في البطولة حيث قدم المنظمون حفلاً جيدًا في افتتاح فعاليات البطولة نال إعجاب الجميع خاصة وأن الإعداد للبطولة والحفل اقتصر على بضعة أيام ما بين قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) برفع الحظر الدولي المفروض على الكرة الكويتية والاتفاق بين الجانبين القطري والكويتي على نقل البطولة من الدوحة إلى الكويت من جانب وبدء فعاليات البطولة رسميًا من جانب آخر.ورغم معاناة المنتخب الكويتي من تأثير الإيقاف الذي فرض على الرياضة الكويتية لأكثر من عامين وبالتحديد منذ أكتوبر 2015، قدم الأزرق عرضًا جيدًا وإن خسر المباراة الافتتاحية.واستحق المنتخبان العماني والإماراتي بطاقتي التأهل للمربع الذهبي بعدما قدم الأول أداء تصاعديًا بين المباريات الثلاث فيما قدم الأبيض الإماراتي أداءً ثابت المستوى على مدار المباريات الثلاث وحسم بخبرة لاعبيه بطاقة التأهل.وفي المجموعة الثانية، أكد المنتخبان العراقي والبحريني جدارتهما بالتأهل من هذه المجموعة بعدما قدما أداء متوازنا في المباريات الثلاث بفضل حماس لاعبي الفريقين.وفيما عانت معظم المنتخبات المشاركة من عملية الإحلال والتجديد في صفوفها سواء بسبب اعتزال بعض النجوم أو العزلة التي فرضت على الفريق الكويتي في العامين الماضيين أو المشاركة بالصف الثاني مثل الأخضر السعودي، كان المنتخب اليمني مجددا أبعد ما يكون عن دائرة المنافسة في هذه البطولة التي خاضها للمرة الثامنة في تاريخه.وكان المنتخب اليمني هو الأسوأ دفاعًا في النسخة الحالية حيث اهتزت شباكه ثماني مرات فيما لم يسجل الفريق أي هدف.وفي المقابل، كان منتخبا العراق وقطر هم الأفضل هجومًا في الدور الأول برصيد ستة أهداف لكل منهما.كما خلا المربع الذهبي في النسخة الحالية من المنتخب الكويتي صاحب الأرض.وعلى عكس معظم النسخ الماضية من بطولة كأس الخليج، قدمت هذه النسخة سجلا سيئا في عدد الأهداف قد يجعلها الأسوأ على الاطلاق من بين جميع نسخ البطولة حتى الآن من حيث متوسط عدد الأهداف.وخلال 14 مباراة أقيمت حتى الآن، سجلت جميع الفرق 22 هدفًا فقط بمتوسط 1.57 هدف للمباراة الواحدة وهو ما يقل عن أدنى متوسط تهديفي سابق في تاريخ البطولة وهو 1.62 هدف للمباراة الواحدة والذي تحقق في النسخة التاسعة بالسعودية عام 1988 عندما شهدت 34 هدفًا في 21 مباراة. ورغم غياب حارس المرمى العملاق علي الحبسي، اهتزت شباك عمان مرة واحدة فقط في المباريات الأربع التي خاضها بالبطولة حتى الآن فيما لم تهتز شباك الإمارات وهو ما يوحي بمباراة نهائية صعبة للغاية على هجوم الفريقين ونظرًا لقوة خط دفاع الفريقين.وفي نفس الوقت، ينذر هذا برقم قياسي سلبي للنسخة الحالية حيث ينتظر أن تنتهي بمتوسط تهديفي أقل مما كان في النسخة التاسعة إلى إذا شهدت المباراة النهائية ثلاثة أهداف على الأقل.كما قد تشهد رقمًا سلبيًا آخر يخص سجل الهدافين في البطولة حيث يقتسم أربعة لاعبين من البحرين وقطر والعراق صدارة الهدافين في النسخة الحالية برصيد هدفين لكل منهم علما بأن المنتخبات الثلاثة لم تصل إلى النهائي.ولهذا، سيكون على هدافي المنتخبين العماني والإماراتي في البطولة الحالية، والذين سجل كل منهم هدفا واحدا، تسجيل هدفين على الأقل لمعادلة أدنى رصيد لأي هداف في تاريخ النسخ السابقة للبطولة.ولم يسبق لأي لاعب في تاريخ البطولة أن فاز بلقب الهداف في أي نسخة برصيد أقل من ثلاثة أهداف.وإذا ظل رصيد متصدري قائمة الهدافين في لنسخة الحالية عند هدفين سيكون رقمًا سلبيًا آخر لهذه النسخة شحيحة الأهداف.وربما يكون السبب الرئيسي في قلة عدد الأهداف بالنسخة الحالية هو غياب العديد من الهدافين مثل الإماراتي أحمد خليل والسعودي محمد السهلاوي عن فعاليات هذه النسخة.
مشاركة :