كانت مباراة في التمرير وفي الصبر، مثل كثير من المباريات الفاصلة في كرة القدم، لاسيما حين تتقارب المستويات.. وكعادته بدأ «الأبيض» لقاء العراق بضغط وهجوم وسيطرة، حتى بدأ منافسه يعود للقاء.. وعلى مدى هذا الماراثون الطويل، لاحت الفرص هنا وهناك.. تصدى قائم العراق لكرة، وأنقذ المدافع مهند العنزي المرمى الإماراتي من هدف محقق، وأبعد برأسه من على خط المرمى ضربة رأس قوية من علاء عبدالزهرة.. ومضى الوقت الأصلي.. ثم مضى الوقت الإضافي.. وتوجه الفريقان للاحتكام إلى ركلات الجزاء، ومن حسن الحظ أنها لم تكن درامية كما هي دائماً.. وعلى العكس كانت ركلات الجزاء لطيفة مع جماهير «الأبيض» وأنصاره وعشاقه، حين أهدر علاء عبدالزهرة ضربته، وتصدى لها الحارس خالد عيسى، فيما سجل علي مبخوت، ثم أهدر همام طارق، ثم سجل عمر عبد الرحمن، وهنا انتهى الفيلم دون دراما.. لكن بقي السؤال حائراً، وهو لماذا لم يبدأ باسم قاسم الركلات بأفضل لاعبيه وأكثرهم خبرة، كما فعل زاكيروني؟ قبل تلك المباراة كان المنتخب العُماني قد تأهل إلى المباراة النهائية، على حساب شقيقه البحريني، بهدف سجله خطأ في مرماه اللاعب البحريني مهدي عبد الجبار.. هدف بعد مضي نصف الساعة من المباراة.. وخسر منتخب البحرين فرصة اللعب على اللقب، على الرغم من سيطرته في كثير من أوقات اللقاء.. لكنها طبيعة المباريات الحاسمة والفاصلة كما يعرف الجميع.. فكل فرصة تذهب لا تعود..! نصف توقعات الخبراء والنقاد تحقق حتى الآن، وهو ما تمثل بتأهل «الأبيض» إلى المباراة النهائية، وكان النصف الآخر يشير إلى «الأخضر» السعودي الذي خاض الدورة بفريق شاب، وأبلى بلاءً حسناً، وكانت البطولة مثل صالة عرض لمهارات جديدة في الكرة السعودية.. ولا شك أن تأهل «الأبيض» الإماراتي جاء بأداء واقعي ودفاعي، وبأسلوب هو من بنات أفكار وفلسفة مدربه الإيطالي زاكيروني، تأهل الفريق بحصيلة هدف واحد من ضربة جزاء.. وأربعة أهداف من ركلات ترجيح.. وعلى الرغم من ذلك لا يختلف اثنان على أن «الأبيض» يتميز بمجموعة من اللاعبين الذين يتمتعون بالمهارات الفردية الرائعة، التي يتم توظيفها واستغلالها لتقديم هذا الأداء الجماعي على المستويين الدفاعي والهجومي.. ويتقدم هؤلاء النجوم الموهوب عمر عبد الرحمن أستاذ التمرير في الفريق، وعلي مبخوت، وأحمد خليل وإسماعيل الحمادي، وأيضاً المنهالي ومهند العنزي.. وغيرهم من النجوم الذين يتطلعون إلى اللقب الخليجي الثالث. ** تظل فلسفة زاكيروني واضحة حتى لو أنكرها: «الدفاع الجيد يجلب الانتصارات قبل الهجوم الجيد».. والصبر مفتاح الفرج!
مشاركة :