أبوظبي (الاتحاد) تمكن الأطباء في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» من توفير الرعاية الحرجة، وإجراء جراحة لاستئصال رئة ممرضة مقيمة وإنقاذ حياتها بعد إصابتها بعدوى بكتيرية مقاومة للعديد من الأدوية. وبعد تشخيص هذا النوع من العدوى البكتيرية لديها، وجدت الممرضة الشابة نفسها دون خيارات، وواجهت العديد من المضاعفات الخطيرة التي تطلبت جملة من الإجراءات والجراحات المتقدمة. فقد تطورت حالتها إلى فشل تنفسي، حيث تضيقت قصبتها الهوائية إلى 3 ميلليمترات رغم وجود دعامة لفتحها، ولذلك تم نقلها إلى مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» لكونه المستشفى الوحيد الذي تتوافر فيه الخبرة متعددة التخصصات اللازمة لإنقاذ حياتها. وهناك، قرر الأطباء أنها بحاجة ملحة للجراحة لإعادة فتح الممرات الهوائية واستئصال إحدى رئتيها التي تضررت بفعل العدوى البكتيرية، والتي أدت إلى حدوث المضاعفات لديها. ومن المعروف أن استئصال الرئة هي جراحة شديدة التعقيد تتطلب جراحين ماهرين وكوادر دعم ذات خبرات عالية لتقديم الرعاية خلال الأيام والأسابيع التي تلي الجراحة، ليستطيع المريض بعد فترة النقاهة الاستمرار بحياته العادية بوجود رئة واحدة فقط. تفصيلاً قال الدكتور علي وهلا، الطبيب الاختصاصي في معهد الجهاز التنفسي والرعاية الحرجة: «عندما وصلت المريضة إلينا، كانت تصارع للبقاء على قيد الحياة، وكان علينا التصرف بسرعة لإنقاذها، لذلك أخضعناها لعدد من الإجراءات المعقدة، بما في ذلك تنظير القصبات المتعدد الذي أجري على يد أعضاء فريقنا المتخصص بطب الرئة التدخلي مثل الدكتور متين أوزبيك، والدكتور زيد زعمط. لم تكن حالتها تتطلب الأطباء من ذوي المهارات العالية وحسب، بل احتاجت إلى أطباء تخدير متخصصين بالحالات التنفسية والرعاية المركزة للاعتناء بها قبل العلاج وبعده، ومن حسن الحظ أن لدينا أطباء تخدير قديرين مثل الدكتور أنطوني كارترايت، والدكتور جون دويل والدكتور أنطونيو راميريز. لقد كنا في سباق مع الزمن، فكل واحدة من المضاعفات لدى المريضة كانت كافية لتهدد حياتها بالخطر». وأضاف الدكتور وهلا: «عملنا أولاً على فتح ممر الهواء كأولوية قصوى باستخدام المنظار الرئوي الصلب. ليتضح بعدها ضرورة استئصال إحدى الرئتين، حيث اضطررنا لإزالة الدعامة الموجودة في قصبتها الهوائية أولاً، والتي كانت السبب الكامن وراء المضاعفات». وهكذا استأصل الجراحون في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، برئاسة الدكتور رضا سويلاماس رئة المريضة لمنع انتشار العدوى، واستمرت مراحل العلاج والمتابعة في المستشفى إلى أن تعافت المريضة بشكل جيد واستطاعت حتى العودة إلى العمل. وأكد الدكتور وهلا أن المريضة تتمتع بحالة صحية جيدة، وأضاف: «عندما جاءت إلينا كانت حالتها حرجة، ومن المؤكد أننا نشعر بسعادة وراحة، ونحن نراها تعود من جديد إلى حياتها الطبيعية وعملها». من جانبه، لفت الدكتور جيفري تشابمان، رئيس معهد الجهاز التنفسي والرعاية الحرجة في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، إلى أن نموذج الرعاية متعدد التخصصات الذي يطبقه المستشفى ساهم بشكل كبير في نجاح العلاج الذي تلقته المريضة، وقال: «أنا فخور جداً بالدور الذي لعبه المستشفى وكوادره المؤهلة لإنقاذ حياة هذه المريضة. لقد كانت حالة معقدة احتاجت إلى تدخل عدد من أطبائنا لتوفير الرعاية الطارئة. كما أفتخر بكوادر التمريض والكوادر المساعدة التي قدمت كل الدعم ليتمكن أطباؤنا من إجراء العملية بهذا المستوى الرفيع من الجودة والكفاءة».
مشاركة :