اختتمت مؤخراً مشاركة منتخبات المملكة في أولمبياد (أنشون) بكوريا الجنوبية، وقد اهتمت اللجنة الأولمبية السعودية بمشاركة أغلب المنتخبات الوطنية التي أعلنت عن رغبتها المشاركة وتحقيق نتائج إيجابية والوصول إلى نتائج مشرفة في الدورة، وظهر من خلال المشاركة واقع الرياضة السعودية الذي تعكسه النتائج في الدورة وقوائم الشرف للفائزين بميداليات أولمبية بها فيشير إلى غياب شبه دائم عن تحقيق مراكز مرموقة في هذه الدورة ما عدا فوز أبطالنا في ألعاب القوى والفروسية والكاراتيه فيما غابت بقية الاتحادات حتى في تقديم صورة مشرفة تنبئ بمستقبل مشرق للرياضة في المملكة على الرغم من امتلاك المملكة كافة الإمكانات المادية والبشرية التي تمكنها من تحقيق فوز مخطط ومستمر فى هذه الدورات، ولكن هذا لم يتحقق فنتائج دورة أنشون بكوريا التي أقيمت شهر سبتمبر الماضي 2014 شاهدا على إخفاقات رياضاتنا وبالتالي الاتحادات الرياضية.ومن واقع التجربة والمتابعة الحسية والوطنية لمشاركتنا في تقويم الوضع الحالي لحال رياضاتنا وللتعرف على جوانب القصور والقوة والعوامل المشتركة والمتفردة في أسباب القصور الذي يصيب الرياضة السعودية، ويحد من وصول الرياضيين السعوديين إلى مراكز أولمبية متقدمة بصفة دائمة، لم أستطع التوصل إلى معيار واحد أو محك واضح لتقويم هذا الواقع بطريقة علمية وموضوعية، فأساس التقويم هو وجود معيار محدد يمكن من خلاله التعرف على الجوانب الأساسية للوصول إلى الأولمبيات وتحقيق نتائج محددة وبين ما هو قائم لاكتشاف مواطن القوة والضعف فى الواقع الفعلى للرياضة السعودية، والتنبؤ بنتائج ألعابنا فى الدورات الأولمبية واستخدامها بناء المحك اللازم لعملية تقويم الواقع والحالة الراهنة.إن الوصول إلى منصات الشرف فى الدورات الأولمبية والبطولات الدولية أحد الأحلام الوطنية لنا كرياضيين وكمواطنين وشاهدنا كيف أبطالنا (مسرحي) والحبشي) والشربتلي) أسعدونا بإنجازهم للوطن، وكيف أسعدوا الملايين، ونتابع ما يصرف وما يقدم للرياضة بغض النظر عن طريقة توزيع الميزانيات على إعداد الأبطال، ولكن العمل على تحقيق هذا الحلم يحتاج إلى إمكانات وجهود فى إطار علمي يحقق ما نحلم به، والنتائج التي تحققت فى الدورة الأولمبية الأخيرة ستظل عالقة في أذهاننا لأنها تعبر عن حالة فشل بل تخلف في المستويات المهارية والرقمية في أغلب الألعاب إن لم تكن جميعها فيما عدا ميدالية هنا وأخرى هناك ومراكز شرفية في أغلب الأحيان، بينما من الجانب الآخر تقدم مذهل للعديد من الدول يجعلنا أمام عمل إعجازي ينتظرنا لانتشال رياضتنا لنرفع علم مملكتنا في هذه الدورات فوق منصات الشرف والفوز بطريقة مخططة ودائمة تتلاءم مع الإمكانات الاقتصادية والبشرية الهائلة للمملكة.وفي ظل النظرة المستقبلية للاستعداد للدورات القادمة والتي ستكون أولها دورة أولمبياد (لندن 2016) فحتى الآن لاتوجد أى بوادر أو إمكانية لتحقيق أي مراكز متقدمة في الألعاب الفردية وكذلك فى الألعاب الجماعية، ونحن نرى أن دولاً ذات عدد سكان صغير تحقق إنجازات مذهلة وهذا يعني أن حجم المجتمع وحدة لايكفى فالهند وإندونيسيا وبنجلاديش تمثل نسبة عالية من حجم المجتمع العالمي، ولو نظرنا بعد أن لانغض النظر عن تأثير الموهبة والعوامل الاقتصادية والمجتمعية فإن رياضتنا قد تنجح في حال وجود تخطيط سليم للرياضة السعودية فما نملكه من حجم مجتمعنا الذي النسبة العالية منه من الشباب ووجود اقتصاد ينافس أقوى دول العالم ودعم سياسي من القيادة العليا كفيل بأن نعيد أوراقنا من جديد مع مراعاة الآتي: ـ إصلاح وضع اللجنة الأولمبية العربية السعودية، فليس من المقبول أن من يدير الرياضة لدينا غير متفرغين بل متعاونين أو من المتعاقدين وليسوا متخصصين في المجال الأولمبي، والصرف على الأمور الإدارية والرواتب يفوق الصرف على الأمور الفنية. ـ تغيير عاجل في القيادات باللجنة الأولمبية السعودية ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب. ـ دراسة وفحص الخطط الإستراتيجية التي قدمت ورفعت للجنة الأولمبية من قبل الاتحادات الرياضية في مؤتمر معلن للجميع. ـ البحث عن دعم ثابت وواضح للرياضات السعودية (للاتحادات التي تستطيع تحقيق إنجازات وطنية معلنة ويتم توقيع اتفاقيات واضحة معها. ـ تحديد اتحادات يتم العمل عليها لتكون متميزة على المستوى العالمي وتحقق إنجازات أولمبية فيما باقي الاتحادات تعطى فرصة لتعيد استراتيجياتها من جديد وقد يستغرق عملها نحو ذلك سنوات على أن تكون تحت رعاية ونظر اللجنة الأولمبية السعودية. ـ استضافة دورات دولية وفرق عالمية للعب في لقاءات مماثلة للدورات الأولمبية وإتاحة الفرصة للاعبين السعوديين للاحتكاك مع لاعبين على مستوى عال داخل المملكة وخارجها. ـ الاستفادة من تجارب الدول المتخصصة في هذا المجال في إعداد الأبطال بحيث يتم تمكين المختصين من زيارة تلك الدول المتميزة مثل كرة الطاولة في الصين وكوريا وألعاب القوى أمريكا وهكذا. ـ دراسة العلاقة غير المنطقية والتداخل في إدارة الرياضة والاتحادات بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية السعودية. ـ وضع سياسات واضحة ومعلنة للرياضة السعودية من خلال استثمار توجيهات والدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين وحكومتنا الرشيدة بالاهتمام بالرياضة والشباب ووضع إستراتيجية جديدة تعيد للرياضة السعودية توهجها تعتمد وتدعم ماليا ومعنويا من القيادة. ـ إعادة النظر في ترشيح القيادات للعمل برئاسة أو عضوية مجالس الاتحادات الرياضية، فمازال هم الأكثرية كيف يستفيد من وجوده بالاتحاد من خلال انتداب داخلي أو خارجي أو سفرة على سبيل السياحة. ـ متابعة ابتعاد القيادات الفنية الجادة والمتميزة عن العمل بالاتحادات الرياضية ومجاربتها من قبل مجالس ولجان الاتحادات المعينة حديثاً. ـ تفعيل دور لجنة التضامن الأولمبي ودعمها للرياضيين البارزين وتبني لاعبين موهوبين بعيدا عن المجاملة في هذا المجال. ـ تفعيل دور معهد إعداد القادة بما يتناسب مع وضعه وما أنشء من أجله وتقوية الدورات لتكون في مستوى التطلعات. ـ تسليط الضوء على الألعاب المختلفة الفردية والجماعية بعيداً عن كرة القدم لأن لها من يهتم بها ويرعاها بعيداً عن الرئاسة، مع تكثيف العمل مع المنتخبات والاهتمام بالقيادات المشرفة الإدارية والفنية عليها. ـ وبالله التوفيق
مشاركة :