ريان بروستر: مسؤولو كرة القدم لا يواجهون الإهانات العنصرية بصرامة

  • 1/5/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

يعد النجم الإنجليزي الشاب ريان بروستر إحدى المواهب الواعدة في كرة القدم الإنجليزية، وقد أظهر قدرات وفنيات كبيرة في كأس العالم للشباب تحت 17 عاما التي قاد فيها منتخب بلاده للحصول على اللقب، كما حصل هو شخصيا على جائزة هداف البطولة. يتحدث بروستر في هذه المقابلة الحصرية عن التجارب التي مر بها خلال العام الماضي ويروي قصة الهتافات العنصرية التي حدثت له وهو في السابعة عشرة من عمره، والتي تجعل الناس تشعر بالإحباط. ويتحدث اللاعب الإنجليزي الشاب بشجاعة كبيرة تتعدى سنه الصغيرة ويأمل أن تصل كلماته إلى أكبر المسؤولين في عالم كرة القدم إذا كانوا يريدون حقا مواجهة العنصرية. وبصراحة، يمكن تفهم بعض الشكوك التي يشعر بها اللاعب. ويتعين على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بالتحديد أن يستمع جيدا لكلمات بروستر التي تبدو وكأنها نداء استغاثة من لاعب شاب ينتظر المشاركة لأول مرة مع الفريق الأول لناديه، لكنه رغم ذلك يتذكر سبع مناسبات تعرض خلالها هو شخصيا أو أحد زملائه لاعتداءات عنصرية. وقد وقعت خمس حالات من هذه الحالات السبع خلال الأشهر السبعة الأخيرة، في حين وقعت الحالتان الأخريان عندما كان يلعب مع المنتخب الإنجليزي، وواحدة منها في المباراة النهائية لكأس العالم. ومن بين كافة الذكريات الرائعة التي يتذكرها عن المباراة النهائية للبطولة والفوز على المنتخب الإسباني، يقول بروستر إنه ما زال يتذكر جيدا، كيف أن أحد زملائه قد وصف بأنه «قرد» من قبل أحد لاعبي الفريق المنافس. وفي الحقيقة، يتطلب الحديث في مثل هذه الأمور شجاعة كبيرة، لأنه ليس من السهل على أي لاعب، وخاصة في مثل هذه السن الصغيرة، أن يتحدث بالتفصيل عن تلك الأحداث المؤلمة. ومع ذلك، من الواضح أن بروستر قد فكر لبعض الوقت قبل الحديث على الملأ، لكن الشيء الأهم هو أنه يحظى بدعم كبير في هذا الأمر، فقد تلقى بروستر عدة مكالمات هاتفية من مايك غوردون، أحد ملاك نادي ليفربول، أخبره خلالها بأنه يحظى بدعم كامل من مسؤولي النادي. ويعلم المدير الفني للفريق الأول بنادي ليفربول، يورغن كلوب، بهذه المقابلة الصحافية وأعلن عن إعجابه الشديد بما يود هذا اللاعب الشاب أن يقوم به. وينطبق نفس الأمر على ستيفن جيرارد، المدير الفني لفريق الشباب بالنادي. ويتلقى بروستر اتصالات بشكل منتظم من تروي تاونسيند، مدير حملة «كيك إت أوت» المناهضة للعنصرية، كما كان أليكس إنغليثورب، مدير أكاديمية الناشئين في ليفربول، متواجدا لتقديم كل الدعم وكان يجلس بجوار بروستر وهو يوضح الأسباب التي جعلته يشعر بأنه يتعين عليه الحديث على الملأ. ولا يوجد أدنى شك في أن نادي ليفربول يشعر بالفخر بما يقوم به لاعبه الشاب. يقول بروستر: «لقد قلت لهم إنني أريد القيام بذلك. وأخبروني بأنه يتعين علي الحديث مع والدي ووالدتي قبل القيام بأي شيء وأن أعرف رأيهما في هذا الأمر. يشعر والدي ووالدتي بالتوتر، لأن هذه ليست هي المرة الأولى التي أتعرض فيها لهذا الأمر. إنهما يشعران بالغضب ولا يريدان أن يستمر ذلك، كما يشعران بالاستياء لأنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات لمواجهة ما يحدث». وخلف ابتسامته المهذبة وحديثه الهادئ يخفي بروستر غضبا شديدا لأسباب سرعان ما اتضحت عندما تحدث عن الدوافع التي جعلت ليفربول يتقدم بشكوى رسمية بعد مباراة فريق الشباب بالنادي أمام نادي سبارتاك موسكو الروسي في بطولة دوري أبطال أوروبا للشباب. يقول بروستر: «تعرضت لعرقلة وسقطت على الأرض ومسكت الكرة بيدي. وبدأ أحد لاعبي الفريق المنافس يتحدث باللغة الروسية إلى الحكم. وقلت: إنه خطأ، كيف تلعب يا رجل؟ وكنت لا أزال ساقطا على الأرض. انحنى أحد لاعبي الفريق المنافس نحو وجهي مباشرة، وقال: أنت زنجي، أنت زنجي». وأضاف: «لم أكن أريد أن أتقدم بشكوى بعد مباراة سبارتاك موسكو. كنت أسير نحو نفق خروج اللاعبين من الملعب وأنا أقول: تبا لهذا النظام، الذي لن يقوم بأي شيء تجاه هذه العنصرية. من الواضح أنه يجب على المرء أن يتقدم بشكوى في مثل هذه الحالات، لكن هل نجحت مثل هذه الشكاوى من قبل في إحداث أي شيء؟ هذه قصة أخرى». وتابع: «قفزت واقفا على قدمي وجاء حكم المباراة يركض بسرعة لأنه أدرك أن شيئا ما قد قيل لي. قال الحكم إنه لن يستطيع أن يقوم بأي شيء، لأنه لم يسمع ما قيل، وأن الشيء الوحيد الذي يمكن القيام به هو أن أخبره بما حدث لكي يكتبه في تقريره عن المباراة. وقلت له: هيا، دعنا نذهب ونكتب تقريرا. وبدأ الحكم يقوم بشيء آخر، لكني قلت له: لا، يجب أن نكتب التقرير الآن. وذهبنا إلى الحكم الرابع وأخبرناه بما حدث. أخبرت ستيفن جيرارد بما حدث، وتقدمنا بشكوى رسمية هناك». يقول بروستر إن هذه الإهانات العنصرية ليست سوى أحدث حلقة في سلسلة طويلة من الاعتداءات العنصرية التي تعرض لها خلال العام الجاري، والتي بدأت خلال مباراة المنتخب الإنجليزي أمام أوكرانيا في نهائيات كأس العالم تحت 17 عاما التي أقيمت في كرواتيا في مايو (أيار) الماضي. وفازت إنجلترا في هذه المباراة برباعية نظيفة، وسجل بروستر الهدف الثاني. لكن المهاجم الإنجليزي الشاب قد تسبب في غضب أحد لاعبي منتخب أوكرانيا عندما تابع كرة في منطقة الجزاء واصطدم بحارس المرمى. يقول بروستر: «لم أكن أقصد أن أتسبب في أي أذى لحارس المرمى، لقد اعتذرت، وذهبت بعيدا عن الكرة. لكن حدث موقف آخر مع نفس اللاعب في وقت لاحق من المباراة. لقد تدخل علي بقوة ودفعته بيدي وحدثت مشاحنة بيننا ووصفني بالزنجي». وتقدم الاتحاد الإنجليزي بشكوى رسمية إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي قال إنه لا يوجد دليل كاف على حدوث الواقعة، لأن لقطات البث التلفزيوني لم تظهر اللاعب الأوكراني وهي يتفوه بتلك الكلمة. ومع ذلك، لم يتلق بروستر أي رد بشأن هذه الواقعة، وقال إنه يشعر بأن هذه القضية قد «اختفت». ووقعت الحالة التالية في سبتمبر (أيلول) الماضي عندما شارك بروستر في مباراة ليفربول تحت 19 عاما، بقيادة المدير الفني للفريق ستيفن جيرارد، أمام نادي إشبيلية الإسباني في إطار مباريات دوري أبطال أوروبا للشباب. يقول بروستر: «كان اللعب متوقفا، وجاءت الكرة ناحية اليسار وركضت نحوها لكن أحد لاعبي الفريق المنافس بدأ يركض نحوي وحاول منعي من الوصول للكرة. قمت بجذبه وسقط على الأرض بطريقة مصطنعة. ثم نهض سريعا من على الأرض وقال لي شيئا باللغة الإسبانية، ودخلنا في مناوشات ثم وجه لي نفس الكلمة العنصرية». وأضاف: «لقد وصفني بالزنجي، وقررت أن أترك الملعب وأن أذهب مباشرة إلى غرفة خلع الملابس، لأنني كنت غاضبا للغاية، لكن جيرارد جذبني وقال لي: ماذا حدث؟ كان واضحا أنه أدرك أن شيئا ما قد حدث، ووضع ذراعه حول عنقي، وأخبرت الطاقم الفني لنادي ليفربول بما حدث وأخبر بدوره الحكم الرابع. وقال الحكم الرابع ما حدث لحكم المباراة، وذهب الحكم نحو اللاعب، الذي تظاهر بأنه لا يعرف ما حدث». أنكر لاعب إشبيلية الإسباني أنه ارتكب أي خطأ، وقال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في نهاية المطاف إنه لا توجد أدلة كافية لاتخاذ إجراءات تأديبية بحق اللاعب. ومع ذلك، فإن ليفربول لديه مخاوف مفهومة بشأن عدم فتح تحقيقات في الأمر بمجرد تقديم النادي لشكوى رسمية، حيث لم يتم استدعاء أي من مسؤولي النادي لتحديد ما إذا كان هناك شهود في هذا الواقعة أم لا. ولم يتلق بروستر أي اتصال لمتابعة آخر تطورات التحقيقات في الشكاوى التي قدمها، ويعتقد نادي ليفربول أن حتى حكام تلك اللقاءات لم يتلقوا اتصالا بعد ذلك لمتابعة ما حدث. وبعد أسبوعين من تلك الواقعة، كان ليفربول على موعد مع مباراة أخرى في نفس المسابقة، وكانت هذه المرة في روسيا للعب أمام سبارتاك موسكو، وكان بروستر في طريقه للخروج من الملعب عندما تعرض اللاعب الذي كان سيشارك بدلا منه، وهو من أصول نيجيرية بوبي أديكاني الذي لم يتعد الثامنة عشرة من عمره، لهتافات عنصرية من قبل الجمهور الذي كان يقلد أصوات القردة. يقول بروستر إن أول شيء تبادر إلى ذهنه هو تقديم كل الدعم لزميله في الفريق «لأنني أعرف الشعور الذي ينتابه في مثل هذه اللحظة ولم أكن أريد أن يعتقد أنه بمفرده في هذا الموقف». وفرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عقوبات على النادي الروسي تتضمن إغلاق جزء من مدرجاته (500 مقعد) ورفع لافتة تدعو للمساواة في هذا الجزء من الملعب. لكن هل كان هذا كافيا؟ يقول بروستر: «إنه ليس عقابا في حقيقة الأمر، أليس كذلك؟ إنه لم يكن أي شيء على الإطلاق! ولم يكن الفريق يستخدم هذه المقاعد من الأساس. كان الأمر يشبه أن تطلب منا أن نغلق 500 مقعد في برينتون بارك في مدرج ليس به جمهور من الأساس! كان يجب أن تفرض عقوبات رادعة - غلق الملعب بالكامل». أما بالنسبة لما حدث في المباراة النهائية لكأس العالم، فكان ذلك يتعلق بمورغان غيبس وايت، لاعب وولفرهامبتون واندررز الذي يبلغ من العمر 17 عاما، وربما يوضح ذلك أسباب حدوث عدد من المشاحنات في وقت لاحق من المباراة. يقول بروستر: «لقد حدث شيء ما في منطقة الجزاء، فبينما كان مورغان يركض، وصفه لاعب منتخب إسبانيا بأنه قرد. لقد كانت ضربة مرمى، وكنت قريبا من اللعبة، وقلت لمورغان: هل سمعت ذلك؟ وقال لي: نعم، اعتقدت أنني الوحيد الذي سمعت ذلك». وفي الدقائق الأخيرة من عمر هذه المباراة، التي انتهت بفوز المنتخب الإنجليزي بخمسة أهداف مقابل هدفين، دخل بروستر في مشاحنة مع أحد لاعبي المنتخب الإسباني. يقول بروستر: «لقد طلبوا منا أن نحقق الفوز بطريقة محترمة، وهنا بدأت أضحك وقلت لهم: كيف تطلبوا منا أن نفوز بطريقة محترمة بينما أحد لاعبيكم يتسم بالعنصرية؟ ماذا عن احترام زميلكم بالفريق لنا؟» وما حدث بعد ذلك هو أن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قد قدم شكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على أمل أن تُفرض عقوبات. وتابع الاتحاد الإنجليزي تلك القضية الشهر الماضي وأرسل دليلا آخر على ارتكاب هذا الاعتداء العنصري، لكنه لم يتلق حتى الآن أي إخطار بما إذا كانت ستُفرض عقوبات على لاعب المنتخب الإسباني أم لا. وفيما يتعلق بالاعتداء الأخير من جانب لاعب سبارتاك موسكو الروسي، يقول بروستر: «أتذكر أنها كانت ركلة مرمى وكانت الكرة تمر من فوق رأسي، وقفزت للعب الكرة بالقرب منه. حصل لاعب سبارتاك موسكو على خطأ وطلب مني الحكم أن أتحلى بالحذر بعد ذلك. وبعد المباراة، كان لاعبو فريقي يحاولون السيطرة علي وتهدئتي. لقد حاول أليكس وستيفن أن يوقفاني، لكنني كنت غاضبا للغاية». وأضاف: «لم أكن أريد حتى أن أتقدم بشكوى، لأنني أعلم أنه لن يحدث أي شيء. كنت أسير نحو النفق المؤدي لغرفة خلع الملابس بعد المباراة وأنا أقول: تبا لهذا النظام، الذي لن يفعل أي شيء». وكان رد فعل بروستر في تلك الليلة مثار حديث جميع الصحف، وتقدم ليفربول بالشكوى الثانية ضد النادي الروسي في غضون 10 أسابيع. وعلى الرغم من أنه يود أن يكون مخطئا، فإن بروستر يتساءل عما إذا كان رد فعله هو الذي جعل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لم يتعامل مع ما حدث بالجدية المطلوبة، قائلا: «هل كنت سأتعرض للإيقاف لو صفعته ردا على ما فعل؟ كنت سأتعرض للإيقاف بنسبة 100 في المائة. لم يحدث له أي شيء حتى الآن، وربما لن يحدث له أي شيء. أتمنى أن يحدث شيء وأن يتعرض للإيقاف، لكنني لست متأكدا ما إذا كان سيحدث أي شيء». وقد أحال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الشكوى إلى لجنة الانضباط والأخلاقيات التابعة له، لكنها لم تحدد حتى الآن موعدا للاستماع لما حدث. أما اللاعب الذي يزعم بروستر أنه متهم بالإهانة العنصرية فهو قائد فريق سبارتاك موسكو للشباب، ليونيد ميرونوف البالغ من العمر 19 عاما، والذي ينفي ارتكابه لأي خطأ. ووصف وكيل أعماله الشكوى المقدمة من جانب الاتحاد الإنجليزي بأنها «بنيت على تخمينات» و«سخيفة للغاية». يقول بروستر: «لقد تحدثت مع والدي وقال لي: إنهم يقومون بذلك لأنهم لم يتمكنوا من التغلب عليك - وليس لديهم طريقة أخرى. لقد حاولوا السيطرة عليك، لكنهم لم ينجحوا، لذا فإن الشيء الوحيد الذي يمكنهم القيام به هو تشتيت ذهنك». وتابع: «لقد أدركت أن الكراهية تملأ قلوبهم، وهم يفعلون ذلك لأنني أفضل منهم». إنها تجربة مروعة بالنسبة لبروستر رغم شخصيته القوية. يقول اللاعب الشاب: «في الليلة التي حدث فيها ذلك، كنت عاجزا عن التفكير في أي شيء، وكنت أريد فقط أن أكون بمفردي. كنت أريد أن أكون بعيدا عن الجميع لكي أفكر فيما حدث. وفي اليوم التالي، كنت لا أزال أفكر فيما حدث». وقد شهدت حالة واحدة فقط فرض عقوبات على لاعب الفريق المنافس بسبب إهانته العنصرية لبروستر، وكان ذلك خلال إحدى مباريات فريق ليفربول للشباب في جمهورية التشيك عام 2015 في إحدى المسابقات. يقول بروستر: «لقد اعترف اللاعب بأنه وجه لي إهانات عنصرية وتم إيقافه حتى نهاية البطولة. وبعد انتهاء المباراة، حاول هذا اللاعب الاعتذار لي، لكني رفضت مصافحته». كان بروستر في الخامسة عشرة من عمره عندما تعرض لهذه الإهانة العنصرية، لكن المرة الأولى التي تعرض فيها لذلك حدثت عندما كان يلعب في صفوف الناشئين بنادي تشيلسي وكان يشارك في إحدى البطولات في روسيا. يقول بروستر: «كنت أقوم بعمليات الإحماء مع اثنين من لاعبي فريقي. كنا جميعا من ذوي البشرة السمراء، وكان الجمهور يقلد أصوات القردة. كان نحو عشرة أشخاص من الجمهور هم من يقومون بذلك. لم أكن أعرف ما يتعين علي القيام به، لأنني لم أكن قد تعرضت لهذا الموقف من قبل. أخبرت المدير الفني لفريقي بما حدث وقد جن جنونه. كانت المباراة لا تزال تُلعب وذهب المدير الفني لمنظمي البطولة وأخبرهم بما حدث لإخراج ما قام بذلك من المدرجات، وكانوا 12 شخصا». يطالب الجميع بمكافحة العنصرية، ونرى اللافتات في مباريات دوري أبطال أوروبا تقول: «لا للعنصرية» بجميع اللغات. ويشارك أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة في هذه الحملة، لكن الاعتداءات العنصرية لا تزال مستمرة، وهو ما يعني أن هناك حاجة لفرض عقوبات رادعة لمن يقوم بذلك.

مشاركة :