تغريدات ترامب تغضب خصومه في الداخل والخارج

  • 1/5/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هل سيلين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواقفه في العام 2018 الجديد؟ وهل سيمتنع عن توبيخ قادة العالم في تغريدة وراء تغريدة؟ من يظن أن الإجابة بنعم فعليه أن يعيد التفكير في إجابته. فقد بدأ ترامب العام الجديد بشكل عاصف وبأسلوب عدواني استثنائي، واطلق معارك جديدة على تويتر وبسرعة حتى أن مساعديه والشركاء الدوليين والجمهور باتوا يجدون صعوبة في متابعته أو اللحاق به. فاذا كان قد ملأ المسرح العالمي بالجدل في عامه الأول في سدة الرئاسة الأمريكية، فقد أكدت الأيام الأولى من سنته الثانية أنه ما زال يمارس تمارين الإحماء.«باكستان؟ كاذبون متذبذبون مكنوا الإرهابيين». هكذا غرد ترامب بعد أن احتفل العالم بنهاية عام واستقبال عام جديد.«الفلسطينيون؟ لا مزيد من المساعدات الأمريكية حتى يعملوا معنا ويوافقوا على محادثات السلام مع إسرائيل».«ايران فاشلة على كل المستويات»،هكذا غرد ترامب وهو يعلن بملء فيه عن دعم الولايات المتحدة للمحتجين المتظاهرين في شوارع المدن الايرانية في مناهضة الحكومة.«كوريا الشمالية؟ قد يكون لدى زعيمها كيم اون جونغ «زر نووي» في مكتبه ولكن ترامب لديه زر نووي أكبر»، هكذا كان رده على تهديد الزعيم الشيوعي متوعداً بأول ضربة نووية في العالم بعد اكثر من 70 سنة على أول استخدام للسلاح الذري.بالنسبة لأنصار ترامب، وحتى بالنسبة لمنتقديه، يبدو الأمر أنه عمل كالمعتاد. ولكن على كل فإن ترامب في سنته الاولى دفع بلا كلل الحدود الرئاسية إلى سقف جديد من الإعلانات الاستفزازية والتي في الغالب لم تتحقق بالكامل.تحاول الدول الأخرى بقلق أن تترجم تصريحات الزعيم الأمريكي، فمثل هذه التصريحات التي تصدر منه يمكن ان تكون لها عواقب خطيرة على ارض الواقع. فقد استدعت باكستان الغاضبة السفير الأمريكي في اسلام اباد لتوضيح معنى الذم الذي وجهه ترامب إلى شريك أمني رئيسي للولايات المتحدة. ويعرب الخبراء في شأن كوريا الشمالية عن قلقهم من أن توبيخ ترامب لبيونج يانج يمكن أن يدفع البلدين إلى الحرب.قال نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ل«اسوشيتدبرس» اعتقد ان ترامب يجب أن يتوقف.هذا أمر خطر. هذا تبجح خطير». وخلال زيارته إلى مبنى الكابيتول هيل (الكونجرس) في واشنطن قال بايدن: «يجب أن يعلم ترامب أن هذه ليست لعبة..فالكلمات تصبح لها أهميتها عندما يتفوه بها القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية».لكن البيت الأبيض حاول التخفيف من حدة الغضب على تغريدات الرئيس. وقالت المتحدثة باسمه سارا ساندرز ان ترامب لا يوبخ أو يسخر من الزعيم الكوري الشمالي، ولكنه يتصدى له دفاعا عن الشعب الأمريكي. وأضافت «الخطر الاكبر هو ان يتغاضى ترامب عن التهديدات وان يلزم الصمت». وشددت بالقول:«هذا رئيس (ترامب) لا يجبن عن المواجهة ولن يكون ضعيفا». في اليوم الأول بعد عودته من إجازة الميلاد والاعياد، أطلق ترامب سلسلة من التغريدات كفيضان أو بركان تتضمن اعلانات حول السياسة الخارجية، ليؤكد فيها بوضوح ان السنة الثانية من ولايته الرئاسية لن تكون اقل صخبا عن السنة الاولى.قال اري فليتشر،السكريتر الصحفي للرئيس الاسبق جورج دبليو بوش، ان ترامب «بعد عام على رئاسته، ما زال ترامب يمارس عمله من الخارج،وليس من الداخل كزعيم يقود الحكومة، بل هو خارجها يغرد وينتقد ويدع الامور تفلت».تبجحات ترامب على تويتر تركت المسؤولين في البيت الابيض ومجلس الامن القومي ووزارة الخارجية والوكالات الأخرى، يضربون اخماسا في اسداس خلال الأيام القليلة الماضية وهم يحاولون ان بحددوا ما اذا كان ترامب يضع توجيهات جديدة او يضيف بعض التوابل الساخنة إلى سياسته الخارجية السابقة والجاري العمل بها.بالنسبة للغالبية العظمى من هؤلاء المسؤولين - الذين فضلوا حجب هوياتهم لأنهم غير مرخص لهم الحديث علنا عن الحوارات داخل الحكومة_ فهم يميلون إلى الرأي الثاني. وقالوا انهم وجهوا مرؤوسيهم إلى «اعتبار التغريدات مجرد تغريدات»،وان يفترضوا انه ليست هناك سياسات جديدة معلنة ما لم تصدر عبر القنوات الرسمية.(أ.ب)

مشاركة :