فتاح المحرمي (عدن) شهدت الأسابيع الأخيرة تزايداً كبيراً في حجم الدعم المالي المقدم من قطر لميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، رغم أن هذا الدعم ليس وليد الصدفة، بل إن له امتداد يصل إلى عام 2004م، وهي الفترة التي تمردت فيها ميلشيات الحوثي، ودخلت في مواجهة عسكرية مع الجيش اليمني. وقد عملت الدوحة ومنذ ذلك الوقت على توفير الرعاية للاتفاق الذي تم بين الميليشيات والحكومة، حيث قدمت للميليشيات ملايين الدولارات تحت مسمى تقديم التعويضات، وإعادة الإعمار، لتصبح هذه الأموال مصدراً لدعمهم وتمويل أنشطتهم، وتقوية نفوذهم حتى وصل بهم الأمر إلى دخول صنعاء والسيطرة على معظم مناطق اليمن، قبل أن يتم دحرهم بإسناد التحالف العربي من العديد من المحافظات، وعلى وجه الخصوص محافظات الجنوب. وأكد سياسيون وصحافيون يمنيون حقيقة وجود دعم مالي كبير تقدمه قطر للميليشيات الحوثية، والذي تزايد في الفترة الأخيرة، وهو ليس وليد اللحظة أو أنه أتى منذ ما بعد إعفاء قطر من التحالف العربي، بل إن جذور الدعم تمتد إلى فترة بداية تمرد الحوثيين، وأشاروا إلى أن هذا الدعم المالي ليس مجرد تهمة تقال جزافاً، بل هو حقيقة يعرفها من في الداخل والخارج. وقالوا لـ «الاتحاد»، إن الدوحة قد زادت من حجم دعمها المالي للحوثيين في الأسابيع الأخيرة على أمل أن ينجح ذلك في مواجهة التقدم الذي يحققه الجيش اليمني بدعم من التحالف العربي في مختلف جبهات القتال، موضحين أن الميليشيات تسعى لاستغلال هذه الزيادة في الأموال على جبهات عدة، منها دعم جبهات القتال ومحاولة شراء ولاءات بعض القبائل والقيادات المؤتمرية، سيما بعد قتلهم الرئيس المغدور علي عبد الله صالح، وعدد من قادة المؤتمر، بالإضافة إلى أن جزء منه يذهب للجانب الإعلامي الداعم لمليشيات الحوثي. وأشاروا إلى أن أموال قطر تستهدف أيضاً محاولات استنساخ لحزب المؤتمر وبصيغة تتفق مع توجهات الحوثيين على أمل السيطرة على اليمن. وفي هذا الإطار أوضح المحلل السياسي منصور صالح أن الدعم المالي القطري لمليشيات الحوثي بات واضحاً في الآونة الأخيرة وبشكل كبير، مشيراً إلى أن الدعم كان حتى في ظل وجود قطر ضمن التحالف، وكانت هناك شكوك حول الدور القطري، وقال منصور «غير خاف الجهد القطري المبذول لإفشال مهمة دول التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن منذ أن كانت قطر في إطار هذا التحالف، حيث كانت هناك شكوك تحوم حول الدور القطري الذي اكتفى بدعم وإسناد الحوثيين، وتعطيل جهود التحالف وتحويل بعض الجبهات إلى جبهات استنزاف مالي وعسكري للتحالف استمر لسنوات». وأضاف: «واليوم وبعد أن تبين بوضوح طبيعة الدور القطري، فإن قطر باتت تقدم بوضوح دعما ماليا مساندا للانقلاب، إضافة إلى دعم إعلامي يستهدف النيل من جهود التحالف، والعمل على تشويهه، وهو دور يترافق مع تقارب قطري إيراني لا تخطئه العين ولا تتحرج الدوحة في المجاهرة به عبر وسائلها الإعلامية، وفي مقدمتها الجزيرة». وقال منصور: «مما لا شك فيه أن قطر وبواسطة أموالها الضخمة قد حققت اختراقاً في مناطق شمال اليمن، وهناك عناصر يمنية تقيم في الدوحة، وبإيعاز قطري إيراني تلعب دوراً في استمالة وشراء مواقف القبائل لصالحها، وهو ما ظهر جلياً خلال الأيام الأولى من مطلع ديسمبر الماضي». ... المزيد
مشاركة :