الرياض يوسف الكهفي دفع ارتفاع أسعار الاستراحات خلال إجازة عيد الأضحى المبارك كثيراً من سكان وزائري العاصمة إلى الفرار لـ «بر الثمامة» الشاسع، خاصة أن الأجواء في تلك الأيام ليلاً تساعد على التنزه والاستمتاع بجلسات البر وشجونها. وأجمع عدد من هواة الرحلات البرية «الكشاتة» لـ «الشرق» أن أسعار الاستراحات لا تطاق، حيث تجاوز المبلغ المطلوب للمكوث ليلة واحدة في أقل الاستراحات ترفيهياً الـ 1500 ريال، بينما هناك استراحات تجاوزت أسعارها 2500 ريال. وقالوا إن الخروج إلى البر لا يقتصر فقط على المواعيد المحددة للتخييم، لكن يمكن القيام به في جزء من اليوم في أحد المتنزهات البرية القريبة من منطقة الرياض كنوع من تغيير الجو، والابتعاد ولو سويعات قليلة عن صخب وازدحام العاصمة، أما اختيار الموقع فإنه يُحدد حسب الإمكانات ومدة العطلة، لكنهم يحرصون على التوجه لمواقع مشهورة ومعروفة يقصدها المتنزهون من مختلف الأماكن. وأكدوا أن نصب خيمة الكشتات تستدعي بالنسبة لهم كل أسباب البهجة بعيداً عن أدخنة المصانع، وصخب المدينة، حيث يوجد لكل منطقة أو مدينة أو حتى قرية أماكن قريبة ومعروفة كمقاصد للرحلات وطلعات البر فيذهب مجموعة من الشباب أو العائلات ومعهم الطعام والشراب بما يكفي رحلة التنزه وتغيير الرتابة اليومية للحياة التي يفرحون بها وينتظرونها دوماً، حتى أن «الثمامة» تستقبل يومياً مئات السيارات القادمة من المدينة للقرى المحيطة ولا تكاد تقترب ساعات الغروب إلاّ وتصبح مملوءة بالبشر، الذين قد خرجوا لها وبدأوا الاستمتاع بنزهتهم بإنزال الأواني وبسط الفرش وإشعال النار وتوزيع المهام بين القهوة وإعداد الطعام، حيث يبرز بين هؤلاء مواهب في الطبخ وخبز الرمل. وأضاف «عندما تقترب إجازة عيد الأضحى المبارك، يبدأ هواة الكشتات البرية في التحضير وتجهيز ما يُسمى بالعزبة، التي تحوي عادة أدوات تصنيع الشاي والقهوة العربية، وكذلك معينات تستخدم للطبخ مثل الأرز والصلصة والبهارات وخلافها، بالإضافة إلى وسادات النوم وشمل الخيام». ويجد هواة هذه الكشتات المتعة بالخروج إلى المناطق البرية لتغيير الروتين اليومي، فيما يجمع آخرون بأنهم يمارسونها لتغيير الجو، وكشفوا أن يومهم البري عند استيقاظهم لصلاة الفجر، حيث يقومون بأداء الفريضة في جماعة ومن ثم يبدأون في تجهيز القهوة والشاي والتمر على نار الحطب، ودائماً ما يفضلون استخدام نار الحطب بدلاً من الغاز لوجود طعم آخر بحسب حديثهم، ومن ثم يقومون بتجهيز إفطارهم على النار ويتناولونه، ومن ثم يقومون بالتجول في المناطق البرية، وعند حلول الظهر، يقومون بالتجمع مجدداً والبدء في تجهيز غدائهم وذبح الخروف والشواء والطبخ منه على نار الحطب، الذي كانوا قد جمعوه عند وصولهم، وتناول طعام الغداء والاسترخاء للعصر، وبعده يتم تغيير موقعهم والنوم في مكان آخر، وفي اليوم التالي يقومون بالبرنامج نفسه حتى فترة الراحة، وتختلف عادات الكشتات بالنسبة للعائلات، ولكن بفوارق قليلة حيث يجتمع عدد من الجيران أو الأقارب ويخرجون مع أسرهم إلى أحد الأماكن التي تتوافر بها سبل التنزه البري، ويقوم بعضهم بنحر الأضاحي، فيما تتولى النساء عملية طبخ الأضحية.
مشاركة :