كان من الطبيعي أن يشعر ركاب الطائرة بالجنون ويجتاحهم الرعب، إذا علموا أن الطيارين المؤتمنين على حياتهم جميعاً قد تركا قمرة القيادة وانشغلا بالتشاجر بينهما في وسط السماء. حصلت هذه الحادثة بالفعل مع إحدى خطوط الطيران الهندية، التي أوقفت اثنين من طاقم قيادة الطائرات عن العمل، بعدما زُعِم أنهما تشاجرا معاً في منتصف رحلة جوّية. وبحسب ما ذكرته صحيفة البريطانية، اليوم الجمعة 5 يناير/كانون الثاني 2018، فإن شركة "جيت" للخطوط الجوية تحقق في مزاعم تفيد أن طياراً قد صفع زميلته خلال مناقشة حادة عشية رأس السنة الميلادية، خلال رحلة جوية من لندن إلى مدينة مومباي الهندية. وأشارت الصحيفة إلى ما قيل بأن القائدة قد غادرت قمرة القيادة باكية، وسرعان ما لحق بها زميلها. ونتيجة لذلك، تُرِكت غرفة القيادة دون مراقبة في الرحلة التي كان على متنها 324 راكباً، 14 فرداً من أفراد الطاقم. ويُعد ذلك انتهاكاً لقواعد سلامة الطيران، التي تتطلّب وجود طيار واحد على الأقل في غرفة التحكم طوال الوقت أثناء الرحلة الجوية."لم يُصب أحد" وكانت القائدة تتولّى التحكم في الرحلة الجوية "بوينج 777"، وبحسب ما ذكرته "" فإن الواقعة حدثت بعد وقت قصير من إقلاع الطائرة في رحلتها الجوية التي امتدت 9 ساعات. ولحسن حظ مئات الركاب الذي كانوا على متن الطائرة، فإن الأخيرة هبطت لاحقاً بسلام دون أن يُصاب أحد. وعلّقت مديرية الملاحة الجوية المدنية الهندية (DGCA) رخصة الطيّار، وأمرت بالتحقيق في الحادث. وقال مصدر في حديث لصحيفة The Times of India إنه "بعدما صفع الطيار زميلته (...) حاول طاقم الطائرة تهدئتها وإعادتها لقمرة القيادة، ولكن دون جدوى، كما ظل الطيّار المساعد ينادي بجهاز النداء الصوتي الطاقم، ويطلب منهم إعادة القائدة إلى قمرة القيادة". وتابع أنه "على الرغم من أنهما تشاجرا للمرة الثانية بعدما عادت القائدة إلى مكانها، كان طاقم القيادة هادئاً هذه المرة خشية الشجار في قمرة القيادة، وطلبوا منها الذهاب إلى موقعها وقيادة الطائرة بأمان إلى وجهتها". متحدث باسم شركة الطيران قال في حديث للصحيفة إن "شركة الطيران أبلغت مديرية الملاحة الجوية الهندية بشأن الحادث، وتم إيقاف الأفراد المعنيين عن العمل في انتظار التحقيق الداخلي الذي بدأ منذ ذلك الحين". وتابع "في خطوط طيران جيت، تعد سلامة الضيوف والطاقم والأصول ذات أهمية قصوى، وشركة الطيران لا تتسامح مطلقاً مع أي فعل يضر بالسلامة من قِبل موظفيها".
مشاركة :