ما لي وحدي -في العيد- إذ أبحث عن أجمل ضحكة امرأة في الدنيا لا أحظى من بعدك أمي بالضحكة، هل ماتت كل نساء الدنيا يوما فيه قد مت.؟ فمات بموتك حب والضحك هو الآخر زيف مصلوب فوق شفاه قد طليت بالروج وبالجور.. والولد الراكض يشقى إذ يتبع كل عباءات نساء الحي يحدق فيها يشْهق ..تنْفجر العبْرة: هل أنت أمي..؟؟! أمك -يا ولدي- ماتت.. هل تعرف معنى الموت هل تعرف كيف يكون الموت فراغا هل تعرف أين يكون الموتى..؟ الموت اسم لمعان يجمعها الموت فالموت هو الاسم كذاك هو المعنى. ما ذنبي إذ أسأل قلبي هل :ماتت أمي؟ فيجيب القلب بنبض: من قال بأن الأم تموت.. من قال بأن الروح تغادر..؟! أمي هنا.. يا ناس إن الأم ستبقى هنا.. هنا أمي هنا.. وحيثما كان عيد فأمنا عيدنا هي العيد ينبت من كفها حنا نخضب فيه أياديك يا عيد والذاكرة .. لكم كل أعيادكم كل أفراحكم ولي أنا عيدي الذي أناجي به أمي. أمي تسمعني تسمع همْسي تسمع وشوشتي.. أمي الآن تدرك أني.. أني الآن سأضحك أضحك أضحك ذلك أني سأسمعها أني أهنئها بعيد قد كانت أول من يبدأني ليل العيد بتهنئة: كل عام أنت- يا خالد- بخير.. صوتك يا أمي فردوسي عذب مكسي بالإستبرق يغشاني فأعرف حينا بأن الدنيا فيها :جنة فأنت يا أمي المأوى ..قد كنت :الجنة في دنياي وأنا اليوم من غير :الجنة في الدنيا.. وحينا -يا أمي- أعرف أن الدنيا بلا أم هاوية .. أحاط سرادقها بالناس لظى وسعيرا..تبا للدنيا من غيرك يا أمي. تبا للدنيا من غير الأم ومن غير الضحك ومن غير الحب! يا يمه أنا (بعازتك) يا يمه يا بعد روحي جلستي وإياك عيد بل القعدة ولو لحظة معك جنة..يمه أنا من بعدك عفتالحريم وعفت الحنة والرنة.. يمه يا يمه أنا للمقبرة بالعيد جيت و قدام القبر قعدت قباله وعانقته.. وأنا من داخلي ترى كل ادخلي يا يمه من عقبك شظايا مشاعر تتكسر.. أضم ترابك لعله للكسر يجبر وأداوي الفقد على قبرك ودموعي كلها تذرف ومسحت إيدي على قبرك مثل يوم مسحتي ايديك على رأسي وضحكتي.. ونثرت رمل القبر على رأسي ورفعت الصوت لك: يمه يا يمه وما رديتي.. أنا خالد إيه خالد يا بعد روحي هو أنت ما سمعت أو الميت يا يمه ما يسمعه ونين ابنه.. يااايمه وش سوى تراب اللحد فيك يا حيف ثرى غطاك يا حيف وحنا لثرى أقدامك نشمه نبي بقايا ريحتك يا الجنة.. يا يمه أنا حنيت وانتظر منك الجية عيد بعد عيد تقفي أيامه وأنا ما نسيت ومن ينسى روحه ولو بالقبر بيديني دفنته.. يا بعد روحي أنا صرت أخاف العيد وصار العيد يا يمه يبكيني وللناس أرسم البسمة وبداخلي صيحة وبعالي الصوت أحاول للبنات خواتي إني أضحك عشان هذا الذي يرضيك.. يا يمه عندي حكي ما ودي أقوله للناس وتشمت بي.. أقوله لك يا يمه يا بعد روحي يا يمه ولو أنت تحت التراب بقوله: أبي ضحكتك لو هي سراب.. أنا حنيت وضاقت بي الوسيعة حتى نهار العيد استاحش يعيد لي ذكراك ويعيدني تالي للقبر لو هو بلا عنوان..! نقلا عن مكة