قال الشاعر ابن هانئ الأندلسي :وبالهمة العلياء يرقى إلى العلافمن كان أرقى همة كان أظهرايقول المثل الفرنسي (يصل المرء بعيدا جدا بعد أن ينال منه التعب) وزعيمة المقاومة الإيرانية رئيسة منظمة مجاهدي خلق مريم رجوي قد وصلت بعد نضال وكفاح إلى مرحلة متقدمة إن لم تكن نهاية مشوار عمل وجهد دؤوب لتغيير النظام الإيراني والإطاحة بنظام الولي الفقيه القمعي وقد استطاعت أن تحشد من خلال المؤتمر السنوي الذي يعقد في باريس التأييد العالمي من الدول والمنظمات الصديقة والمحبة للسلام للتحضير إلى حرب شرسة مع نظام لا يفهم إلا لغة القوة من خلال عصيان مدني ومظاهرات ومسيرات سلمية تكسب تعاطف العالم وتطيح بنظام ملالي طهران بثورة شعبية بدون إراقة المزيد من الدماء .الجدير بالذكر أن زعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي شاركت مع زوجها الراحل مسعود رجوي في الثورة الإيرانية سنة 1979 التي أطاحت بحكم شاه إيران محمد رضا بهلوي وكان زوجها هو مؤسس وزعيم حركة مجاهدي خلق ولكن بعد انتصار الثورة سرق رجال الدين أحلام الشعب الإيراني في دولة مدنية تحترم حقوق الشعب الإيراني وتوفر له حياة كريمة بل إن التيار الديني المتشدد قام بتصفية كل من ساند الثورة من تيارات وتنظيمات يسارية ترفض هيمنة الفكر الديني المتشدد وسيطرة رجال الدين وقد قام نظام الولي الفقيه بارتكاب أبشع مجزرة في سنة 1989 عندما زج عشرات الآلاف من منظمة مجاهدي خلق في السجون وأعدم تقريبا عشرات الآلاف من خلال محاكمات صورية مكشوفة .إن انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الملالي ترفع نفس شعارات ومطالب منظمة مجاهدي خلق ولكنها لاتمثل فقط هذه المنظمة ولكنها تمثل جميع شرائح المجتمع الإيراني وزعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي هي رمز من رموز الثورة يلتف حولها الشعب الإيراني ويستمد من مواقفها البطولية القدرة على التصدي لبطش النظام الإيراني .زعيمة المعارضة الإيرانية في الخارج مريم رجوي وجهت كلمة متلفزة للمنتفضين من الشعب الإيراني قالت فيها إن تحرير إيران من قبضة النظام الإيراني وتخليصها من نظام الولي الفقيه أمر ممكن وهو في متناول اليد .أيضا أضافت في رسالتها للمنتفضين إنكم جعلتم المدن الإيرانية مضاءة بنور طلب العدالة والحرية وبوركت أيديكم التي زلزلت الأرض من تحت أقدام نظام ولاية الفقيه البائد وإنكم قربتم الشعب الإيراني من تحقيق آماله وأثبتم أن إيران المحررة من نظام الولي الفقيه أمر ممكن وتحقيقه غير مستبعد.إن نزول الحرس الثوري الإيراني إلى الشارع في بعض المدن الإيرانية دليل إفلاس وليس قوة لأنه لا يملك الحجة والمنطق في إقناع الشعب الإيراني أنه جدير بالسلطة وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين فهو لايفكر في الشعب الإيراني ولكن يفكر في دعم الإرهاب والتنظيمات والميليشيات الإرهابية لتحقيق الأحلام المريضة في عقول رجال الدين والقيادة السياسية التي تسعى إلى إحياء الامبراطورية الفارسية والهيمنة على المنطقة.لاشك أن زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي تمثل إرثا وتاريخا نضاليا يؤهلها أن تقود ثورة وانتفاضة الشعب الإيراني إلي بر الأمان وهي تعتبر رئيسة الجمهورية الإيرانية في المنفى وتملك علاقات دولية تستطيع استثمارها في كسب التأييد العالمي لهذه الانتفاضة المباركة والإطاحة بنظام قمعي يحتاج إلى استمرارية ومثابرة وتقديم تضحيات كبيرة فطريق الثورة والانتفاضة ليس مزروعا بالورود بل بالشوك ولكن بالإرادة والتصميم تنتصر الثورة وتبزغ شمس الحرية والنصر .أحمد بودستور
مشاركة :