الروائي عبدالله خليفة يعود بمجموعة من الإصدارات الجديدة!

  • 1/6/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اثنا عشر إصدارًا هي مجموع الإصدارات التي صدرت للمفكر والأديب البحريني عبدالله خليفة، بعد مضي ثلاث سنوات على رحيله، منذ الشهر العاشر من العام (2014)، فبعد مسيرة حافلة، أغنى بها الراحل المكتبة البحرينية والعربية بالمؤلفات الأدبية والفكرية، وبالمقالات الصحفية التي نشرت في الصحف المحلية والعربية، عمدت مجموعة من دور النشر، على إصدار عدد من المخطوطات الروائية التي تنشر للمرة الأولى بعد رحيله، طوال الأعوام الثلاث التالية (2015)، (2016)، (2017).فقد أصدرت «دار نينوى للدراسات والنشر»، بدمشق، ثمانية إصدارات، هي «بورتريه قصاب»، «الأرض تحت الأنقاض»، «ضوء المعتزلة»، «الكسيح ينهض»، «حورية البحر»، بالإضافة لـ «طريق اللؤلؤ»، «أنطولوجيا الحمير»، «إنهم يهزون الأرض»، فيما أصدرت «دائرة الثقافة»، بالشارقة، كتاب «عن الإبداع»، كما صدرت للراحل رواية «رسائل جمال عبدالناصر السرية»، «ألماس والأبنوس.. الأسود والأبيض»، بالإضافة لـ «ابن السيد»، «ثمن الروح»، عن كل من «منشورات ضفاف» و«منشورات الاختلاف»، و«كلمة».وفي روايته «رسائل جمال عبدالناصر السرية»، يكتب خليفة «هو الأسطورة الحية، له أسرة واسعة من الطمي والتاريخ والرموز، مازال يرقب الثورة المغدورة، يمشي بين الجمهور، يرسل رسائله عبر الزمن... هو هنا يمضي، على عرشِ النيل الخالد، قلوبِ الجماهير». فيما يتناول في روايته «ألماس والأبنوس»، حكاية جوهر صاحب الحكايا المذهلة، الذي عرف البحر، واصطاد الحيتان، وسبح مع جنيات الماء، وأحضر أكداساً من اللآلئ، ورغم ذلك يعيش (جوهر) «في عريش بسيط، ويتكدس أهله فيه، ويتصاعد الدخان من الحطبِ المتجمع تحت القِدر، وجدُه مرجان ينفخ في اللهبِ الصعبِ المتراقص قربَ شفتيه الضخمتين ويحوله إلى حكايات».أما في رواية «ابن السيد»، فيأخذنا الراحل خليفة، إلى حيث قصة شخص، عاد إلى وطنه بعد الغربة، وقد فقد أوراقه خلال الرحلة، حيث يتذكر هذا الشخص «حياته اليومية في بلد الغربة، وتبدأ معاناته في بلده بدون أوراق ومع غياب الأصدقاء ومع الضياع، والكوابيس التي تلاحقه، لكنه يبدأ رحلته لاستعادة نفسه، لفهم مصيره، للعودة إلى أبيه وميراثه بدون تخلٍّ عن مبادئه ثم يتردد ويضطرب ويتراجع ويتوجه للصدام مع ورثة الأب اللصوص».وتتطرق رواية «ثمن الروح»، للعلاقات الاجتماعية والعائلية، والفساد، إذ «تكشف الفساد المستور واتضح إن بناء أدهم العامر كان خرباً من الداخل.وهو الذي قام يعريه بين ابنائه ويكتشفه ضدهم وهم يحاولون وقفه، وذهب للمصلحين من أبنائه فوجدهم على غرار السيئين، وذهبَ للضحايا فوجدهم مشغولين بالعيش، وبدأت المحاكمات والدعاوى وصارت القضية الكبيرة اتهامه باختلال العقل، وبدأت المحاكمة وشهد الابناء بجنون الأب، فيما كان الأب يوزع الحكمة والمال على المحتاجين».وفي رواية «الأرض تحت الأنقاض»، التي دشَّن صدورها في «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، في العام الماضي (2017)، فيسرد خليفة، مشاهد من الغزو، مستعرضاً قصة (قيس)، المثقف الكويتي المنظر للوحدة العربية، الذي يخرج من بين الانقاض ليجد بلده محتلاً، ولا يعرف السبب، «يسمعُ صوتَ فتاة، إنها سلمى الفلسطينية التي كانت تحادثه، يتذكر معها أحداث الليلة السابقة، الاحتفال، والحديث عن الغزو المذهل، يرى الأنقاضَ تقتحمه من كل جهة، على الأرض والذاكرة معاً، يأخذه الغزاة من أجل عملٍ هام، لكن المناضل الوحدوي تشتعل ذاكرته بأخطائه». ولأن الحرب على الكويت من قبل النظام العراقي البائد ليست سوى انفجار مروع في التاريخ، كما يقول خليفة فقد جاءت هذه الرواية «انفجاراً في اللغة والمشاهد والشخوص والمواقف».«الكسيح ينهض»، هي مجموعة قصصية، تنفتح نصوصها الحكائية «على عوالم وحيوات كثيرة تتعدد طبقات القص فيها»، ففي هذه المجموعة، يفاجئ خليفة القارئ «بمهارة لا نجدها إلا لدى قلة من قصاصي الأجيال السابقة لجيله والتالية له من الكتاب العرب المعروفين، تميزوا بهذا الفن النثري الرفيع»، متابعاً من خلال هذه الأقاصيص «نقد المثقف المرتد على أفكاره، وثقافته المسحوقة، بمتطلبات الحياة المرفهة».كذلك في «ضوء المتزلة»، يذهب خليفة في بحثه، متعمقاً في النفس البشرية، «هذا الربان العجوز كأنه حيةٌ تجدد شبابَها في كل سنة، يعرس، يسكن أكواخاً وبيوتاً جديدة، ينجب قبائل من الأولاد والبنات، يختفي، يظهر في أمكنةٍ أخرى، كأن البناتَ تغير جلدَه، والعيالُ يسلخونه، يهرب للألق، للمغامرات الغريبة، يلتقي بالسحرة والعلماء والربابنة».ويستمر خليفة في عوالم البحر، وعجائبه، عبر إصداره «حورية البحر»، التي تذهب نحو كشف الألم والاضطهاد الذي تعيشه فئة من المجتمع، فهذه الحورية «تهيم في سواحل الخليج تدخل أرياف الداخل التي تضج بالثورة، والحرب، تشارك فيهما بينما يستنكف ضاري عن ذلك، وتتبدل هي الفتاة الغضة إلى جندي صلد، ويواصل سرحان حياته التحولية في بلده، وتعيش هي مع غسان أحد قادة الثورة ليدور بها في بعض أقطار العالم الكبيرة. في البلد ما زال جابر يحفر في الصخور ويتعرف على شخصية غريبة هي شهاب، وتصيبه تحولات جمة. وتلاقي الهزيمة العسكرية بذهول».أما في «طريق اللؤلؤ»، فيسرد خليفة قصة (عبدالحسين)، الذي «يتجمد عند التلفزيون، يطالع الشاشات العربية منبهراً، هذه أرياف تونس التي يعرفها، ساحاتٌ واسعةٌ لأشجارِ الزيتون، بيوتٌ صغيرةٌ حالها كحالِنا، لكنها أجمل بهذه الأشجار التي تبدو مثل نساءٍ أسطوريات، فنحن لم تبقَ لدينا أشجارٌ كثيرةٌ مثل هذه، عندنا نخيلٌ باقياتٌ وأشجارٌ خاليةٌ من الثمر.في تونس الأمر مختلف، أراض لا تُحدُ من الزيتون، الشجرات النسائية ذات الجدائل الخضراء والسوداء».وفي المجموعة القصصية «أنطولوجيا الحمير»، فهي كما جاء بقلم الراحل «ليس هذا دفاعاً أو مرافعةً بقدرِ ما هو بحثٌ تاريخي. تقص دقيق لكائنٍ كان في الأسطورة ذو مقامٍ عال رفيع. في بابل، في مملكةِ القداسةِ الساذجةِ الأولى، احتلَّ هذا الكائنُ المرهفُ الحسِّ قمةً عالية. لكن قسوةَ خلفاءِ حمورابي، الذين حولوا المدنَ إلى قلاعٍ صماءَ شاهقةٍ عالية ثم إحترقوا فيها وهي صلصال، كتبوا بعضَ خيوطِ هذه المأساة المروعة».وقد تميزت المجموعة القصصية «إنهم يهزون الأرض»، بعناصر الامتاع، كما يقول الدكتور محمد زيدان، فيما يبين الناقد المغربي محمد معتصم بأن «للقصة معنى عند عبدالله خليفة. فهي ليست ترفاً أدبياً بل كتابة هادفة ملتزمة. والتزامها ذاك يعطيها طابعاً فجائعياً. تتولَّد الفجائعية من الصراع بين الأجيال والتصادم بين القيم الأخلاقية والأفكار وأنماط العيش واختلاف السلوك. القصة عند عبدالله خليفة في مجموعة (دهشة الساحر) ذات لغة شاعرية.جمل بسيطة غير متكلفة. وتكتسب شاعريتها من عالمين: الأول طبيعي حافل بالزهور والورود والمخلفات الأثرية العمرانية. ومن امتداد الصحراء تكتسب القصة شاعريتها وتشيد ميثاقها مع القارئ. والثاني المرارة والحزن على ما يضيع الآن تحت أقدام الزمان، والغيرة على الجذور والثوابت الأصيلة للإنسان العربي».وفي «بورتريه صحاب»، يسرد خليفة تجربة السجن، التي أفهمته البشر، «تجربة السجن مريرة، انقطاع عن الأهل والناس، وعن الحرية، وعن النشاط، وعن الأكل اللذيذ، وعن النساء، فهي أما أن تصلبك أكثر أو تحطمك، وقد استفدت من كل تجربة مريرة، وبدلاً من أن أضيع وقتي، كنت أتعلم أي شيء ممكن، أقرأ أي كتاب موجود، أي ورقة عن الأدوية أو السحر أو العلوم أو الدين، استمع للقصص والدروس والتجارب، أتعلم من أصدقائي وأعلم، أكتب بشكل مستمر، تجارب كثيرة كتبتها، وضاع الكثير منها، لكنها صقلت قدراتي في هذا المجال». إلى جانب ذلك، صدر للراحل نهاية العام الماضي (2017)، كتاب «عن الإبداع»، الذي سلف وبينَّا صدوره عن «دائرة الثقافة بالشارقة»، والذي جاء في (450) صفحة. وتوجد أغلب هذه الروايات والمجموعات القصصية، في «مكتبة كشكول الأيام»، وستوجد في الأيام المقبلة كافة الإصدارات في مختلف مكتبات المملكة.

مشاركة :