بيروت: هناء توبي تشهد دورة البرامج الخريفية على الشاشات اللبنانية مجموعة من المسلسلات العربية واللبنانية، التي تبشر بثورة درامية واضحة خارج إطار السباق الرمضاني.أصحاب المحطات التلفزيونية كما في كل موسم، تنافسوا على رسم خطط التمويل للصناعة المشهدية، وتشاركوا مع أصحاب الشركات الإنتاجية في تقديم مجموعة من الأعمال، بعضها بدأ عرضه وبعضها الآخر يستكمل تصويره استعداداً للموسم الرمضاني المقبل. وبعيداً عن مناقشة واقعية الإنتاجات وملامستها لأرض الواقع أو اقتباس النصوص، وغير ذلك من الاتهامات التي تلحق بالإنتاج اللبناني، الكل يجمع على ضرورة الإنتاج بحد ذاته، خاصة أن رصد حركة المشاهدة يؤكد ارتفاع نسب مشاهدة الدراما على مدار العام، وثمة بحث عبر «السوشيال ميديا» عن الأعمال الدرامية لمشاهدتها.المنتجة المنفذة لمسلسل «الحب الحقيقي» مي أبي رعد أوضحت أن شاشة «lbci» اشترت حقوق تعريب هذا المسلسل المكسيكي، وقالت: صوّرنا حتى الآن 100 حلقة والمشاهد بدأ بمتابعته، وعملنا كمنتجين «lbc» و«أفكار برودكشن» على عدم زج الدراما في شهر رمضان، لأن المشاهد يبحث عن الأعمال الدرامية الجيدة على مدار العام باستثناء فصل الصيف، حيث يكون منشغلاً بالأسفار والنزهات البحرية والجبلية.وكشفت أبي رعد لـ«الخليج» أن نسب مشاهدة الأعمال الدرامية اللبنانية خارج دورة البرامج الرمضانية أعلى بكثير مما هي في شهر رمضان، وتمنت أن يكون النجاح حليف كل أعمالها، لأنها تعمل بصدق وشفافية وتهدف لتحقيق الن جاح، برغم التحديات الصعبة التي تواجه العاملين في الدراما اللبنانية وأبرزها التحديات المادية. فأجر العاملين في حلقة كاملة يعادل أجر ممثل واحد في مصر، إضافةً إلى أن الأبواب موصدة في وجه إنتاجاتنا ولا نعرف سبباً منطقياً لذلك، ومثالاً على ذلك شاشة «mbc» التي رفضت شراء «أمير الليل» لأنه لبناني، برغم أنه أفضل من مسلسلات تركية كثيرة تشتريها وتعرضها، والدليل أن المسلسل عندما عرض على «lbc» و«ldc» نجح وكسب الرهان. من هنا فإنني أعلق آمالاً كبيرة على المشاهدين، والحاضر والمستقبل يؤكدان أن الدراما اللبنانية بخير. عقبات كثيرة الممثل إلياس الزايك الذي يتشارك بطولة «الحب الحقيقي» مع باميلا الكيك ونهلا داوود وأسعد رشدان وغيرهم، يقول: «هذه صناعة قائمة بذاتها وهناك شركات إنتاجية وعاملون كثر في مجال الدراما، وإن كنّا نواجه عقبات كثيرة فهذا لا يعني أننا لا نجتهد لتحسين الوضع والانتقال من مرحلة إلى أخرى. الإنتاجات اللبنانية استمرت حتى خلال سنوات الحرب، وقد شهدت المسلسلات اللبنانية «الصافية» منذ «العاصفة تهب» و «من أحلى بيوت راس بيروت» لغاية «الحب الحقيقي» نجاحات ومشاهدات جيدة، هذا إلى جانب مشاركتنا في أعمال عربية مشتركة وتألقنا بها، وهذا كله يرجع إلى اجتهادنا على مدار السنة وانشغالنا بالإنتاجات الجيدة، وحرصنا على التكاتف للنهوض بالدراما». وقال الزايك: أنا شخصياً لا أهتم متى يعرض العمل الذي أُشارك به، بل أحرص على المشاركة في أعمال جيدة تجذب المشاهدين وتدعوهم للتسمّر أمام الشاشة خارج شهر الصوم. عروض سبّاقة على السياق نفسه وفي محاولة من محطة «mtv» اللبنانية للمشاركة في تمويل أعمال درامية لبنانية، وعرضها، باشرت المحطة مطلع البرمجة الخريفية عرض مسلسل «المحرومين» من إنتاج زياد شويري «online production» وكتابة غريتا غصيبة وإخراج وائل أبو شعر، وبمشاركة مجموعة من الممثلين أبرزهم طوني عيسى وجوي خوري وإيلي متري وآية طيبة وغيرهم.. والمعروف أن المنتج شويري كان يتوقع عرض عمله خلال شهر رمضان الماضي على شاشة «lbc»، لكنه لم يتوصل إلى اتفاق معها فلجأ إلى «mtv» التي احتضنت مشروعه ودعمته.هذا ما كشفته لارا لحد من محطة «mtv» بأن إدارة المحطة تحرص على دعم الدراما اللبنانية، وعرض المسلسلات العربية والمحلية لإرضاء ذوق المشاهد، وفي جعبتها مجموعة منوعة من الأعمال ستقدم تباعاً. حصة الأسد وبرغم اعتراف الممثل علي سعد بالجهد الذي تبذله شركات الإنتاج ومحطات التلفزة لتعزيز مكانة الدراما، وتمتين علاقة المشاهد بالتلفزيون من خلال المسلسلات، فإنه لم ينف أن شهر الصوم مازال يحتفظ بحصة الأسد «المحطات تشتري الإنتاجات قبل شهر رمضان حتى تنظم أجندة عروضها، وتكون السبّاقة في العروض الأولى، أما العروض الثانية فتكون من نصيب باقي أشهر السنة. وبرأيي هذا أمر خاطئ لأنه خلال هذا الشهر تحتشد الأعمال كلها ويضيع معها المشاهد، فلا تأخذ المسلسلات حقها ونصيبها من المشاهدة والتفاعل معها فيضيع التعب هباءً. من هنا أفضّل أن تعرض أعمالي خارج شهر رمضان وأشهر الصيف لأن ذروة المشاهدة تكون في أيام الخريف والشتاء.في جعبة القنوات اللبنانية للموسم الحالي مجموعة من الأعمال الدرامية. لا تقتصر المنافسة بين«lbc» التي تعرض 12 عملاً تلفزيونياً جديداً، من مسلسلات وبرامج بين الدراما والكوميديا والأعمال المحلية والعربية والتركية، وبين«mtv» التي تولي اهتماماً كبيراً للإنتاجات الخاصة والدراما المشتركة، بل تدخل على خط المنافسة أيضاً محطة «الجديد» التي تستعرض مجموعة من الأعمال الدرامية في عرض حصري، وأيضاً محطة «otv» التي قال مدير برامجها باتريك باسيل «إن المحطة باتت تولي اهتماماً بالدراما لأن الجمهور يطلبها ولا يمكن أ ن تنحصر الدراما في شهر رمضان وحده»، وماذا عن الأحد عشر شهراً المتبقية من السنة، هل نعتذر من الجمهور، بالتأكيد لا. محطة «otv» تعطي هذا العام الأولوية للدراما، إنما هناك حدود معينة لشراء المسلسلات، ونحن نوازن بين النوعية والكمية والقدرة الشرائية وأسعار المسلسلات في السوق.وعلى خطٍ موازٍ، للكتّاب وجهة نظر خاصة أيضاً، وهي أنهم يكتبون على مدار العام ويفضلون أن تعرض الأعمال على مدار العام، أما الأعمال الخاصة برمضان فيجب أن تكون لها علاقة بشهر الصوم، وإلاّ فإنها مسلسلات تعرض في رمضان لكنها ليست رمضانية. وعن ذلك قال الكاتب وليد جورج خاطر إنه «لكي يطلق على المسلسل صفة «رمضاني» فإنه يجب أن يكون له قيمة روحية بعيدة عن التجارية والمادية، أما أن نقول إنه مسلسل يُعرض خلال رمضان لينافس ويسوّق فالأمر يختلف، ويتم ذلك عبر الشركات الإنتاجية والتسويقية والمحطات التلفزيونية».واعتبر خاطر أن «لدينا على مدار العام أعمالاً درامية أنتجت في لبنان لكنها ليست لبنانية، بل إنها وُجدت وصنّعت وسوّقت في هذا البلد، أما ما نريده فهو أن تكون أعمالنا لبنانية تحكي شرقيتنا وتكون لسان حالنا، ويقسّم عرضها بحسب موضوعاتها إلى رمضانية أو غير رمضانية». رهن الجاذبية الممثلة باميلا الكيك اعتبرت أن نجاح المسلسل ليس رهناً بعرضه ضمن الشبكة الرمضانية،وقالت: نحن أمام منافسة كبيرة بين «السوشيال ميديا» والشاشات. والجمهور بات متحكماً إلى حد ما بأوقات المشاهدة؛ لذا فإن نجاح المسلسل رهن بجاذبيته، واحتراف الكاتب والمخرج والممثل والمنتج، والأهم المحطة التي تعرضه، هناك محطات يتابعها الناس بالملايين في لبنان والخارج، وتبث «أون لاين» ولها صفحات إلكترونية، ومحطات أخرى ليست بالأهمية ذاتها، ومحطات ذات طابع درامي أو برامجي أو ثقافي، إلى ذلك هناك عمل درامي عربي مشترك أو مصري أو لبناني، وكل واحد من تلك الأعمال يتم التعامل معه من قبل المحطات بطريقة مختلفة. من هنا أقول، إننا في لبنان بتنا نعمل دون السؤال عن توقيت العرض، ونعرف أنه يمكننا النجاح خارج وداخل الدورة الرمضانية، ولدينا جمهور محلي وعربي. ذروة المشاهدة الممثل وسام صباغ، اعتبر أن لبنان بدأ منذ سنوات بالاهتمام بالدراما اللبنانية وصارت المحطات التلفزيونية تشارك في الإنتاج وتعرض المحلي في أوقات ذروة المشاهدة على مدار العام. لكن في رمضان فالأمر يختلف والخارطة تتبدل قليلاً، حيث تأخذ الأعمال العربية والإنتاجات المشتركة نصيباً أكبر من دورة البرامج الرمضانية، وهذا يرجع لعملية التسويق العربية.أضاف: «أحب المشاركة في الأعمال الناجحة وأصوّرها على مدار السنة، حالياً أصوّر «كذبة بيضاء» الذي سيعرض في عيد الفصح، كما أُشارك في مسلسل لشهر رمضان اسمه «جوليا»، إخراج إيلي حبيب، كتابة مازن طه، وتنتجه شركة «إيغل فيلم»، ويشارك فيه ماغي بو غصن، وقيس الشيخ نجيب، وجيسي عبده، وأتوقع أن يكتب له النجاح».
مشاركة :