إشتبك متظاهرون أتراك في مدينة تبريز شمال إيران مع وحدة عسكرية في أول يوم من التحاقهم إلى الإحتجاجات العارمة التي بدأت قبل عشرة أيام من مدينة مشهد وتوسعت بشكل غير مسبوق منذ الثورة الإيرانية عام 1979. ونشر النشطاء مقطع فيديو وفيه يرشق المتظاهرون الغاضبون في تبريز من سياسات بلادهم، الجنود الذين جاءوا لسد الطريق أمام تقدم المحتجين وكان أحد المتظاهرون يقول بصوت عال : “نهاية الثورة” ويعني فيها الثورة التي جاءت بحكم خميني إلى السلطة عام1970 وإستمرت بعد وفاته بقيادة المرشد علي خامنئي. ويرى مراقبون أن مشاركة الإتراك الآذربايجانيين وهي القومية الأكبر بعد الفرس في إيران، سيكون بمثابة العد العكسي لسقوط النظام حيث تعد مشاركتهم في ثورة 1979 عاملا مميزا أدى إلى سقوط الشاه بسبب عددهم الكبير وتوزيعهم على أكثر من أربعة محافظات مهمة ومنها العاصمة طهران. وتعد وسعة وإنتشار المظاهرات، هي الميزة الأكبر في الاحتجاجات الجارية وحدث غير مسبوق منذ 38 عاما. الإحتجاجات الجارية بدأت من مشهد و إنتشرت كالنار في الهشيم في بقية المدن الصغيرة والكبيرة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. كما تميزت الإحتجاجات بشعاراتها حيث إشتدت خلال يوم واحد وتبدلت من هتافات ضد حكومة روحاني، إلى المطالبة برحيل المرشد وإسقاط نظامه حيث مزق المتظاهرون صوره في أغلب الاجتجاجات. في المقابل، أعلن البرلمان الإيراني معارضته رفع أسعار الماء والكهرباء والغاز في العام القادم في خطوة فسرت بتراجع الحكومة الأول بهدف تهدئة الأوضاع الجارية في البلاد. وكانت الحكومة بقيادة حسن روحاني، قد إعلنت إنها تنوي رفع أسعار الماء والكهرباء والغاز خلال السنة الإيرانية القادمة التي ستبدأ بعد حوالي خمسة وسبعين يوما بنسبة تتراوح بين خمسة وعشرين وخمسين في المأة. كما أعلنت وزارة الزراعة الإيرانية صباح الجمعة وقبل بدأ المظاهرات في يومها التاسع إن الحكومة لا تسمح برفع أسعار الأرز، الذي سجل خلال الشهر الماضي إرتفاعا بنسة عشرة بالمئة على السعر الذي اساسا يعد مرتفعا لاغلبية الإيرانيين الذين يعيشون حالة الفقر أو تحت خط الفقر في بلد يعد الأكثر تصديرا للنفط في العالم بعد المملكة العربية السعودية والأكثر إنتاجا للغاز بعد روسيا.
مشاركة :