في كتابه الجديد «استعادة قابيل: صياغات جديدة للوعي والأدب والفن» (دار أوراق - القاهرة)، يرصد الكاتب السوري إبراهيم اليوسف ملامح صياغات جديدة للوعي والأدب والفن. ينطلق المؤلف من بداية ثورات الربيع في المنطقة، مستعيداً شخصية قابيل رمزاً للقتل «الأخوي»، وراصداً حالة الخراب الروحي التي تسود عالمنا العربي. ومن خلال قراءة فصول الكتاب يتبين أنها كتبت في السنوات الثلاث الأولى من عمر الثورة السورية، حيث كانت جذوة التفاؤل مشتعلة. وفي سياق آخر، صدرت الطبعة الثانية من روايته «شارع الحرية»، بعد سبع سنوات على صدور الطبعة الأولى. تدور حوادث الرواية في أكثر من مكان: ألمانيا - إقليم كردستان - القامشلي. من ألمانيا. تبدأ الحوادث حين يعود بطل الرواية إلى مسقط رأسه في مدينة القامشلي ليجمّع أرشيفه، فيدخل متسلّلاً سرّاً لأنه مطلوب من أكثر من جهة عسكرية تتحكم في شؤون مدينته. وما إن يصل إلى مدينته حتى يتفاجأ بأنّ ملامحها تغيرت، وبات لا يصادف سوى وجوه الغرباء لأن سكان مدينته الأصليين هاجروا أو هُجّروا. وبعد عناء طويل ينقذ البطل - المؤلف بعض أرشيفه، وكراريسه، وألبومات أسرته، ليعود بها سراً بمساعدة ثلاثة من أصدقائه الذين اتفق معهم، وذلك بعد أن يلتقي حبيبته التي كانت تربطها به علاقة حبٍّ تمت محاربتها من أجهزة الدولة، وبعض ذويها. تغوص الرواية في تفاصيل علاقة الكرد السوريين بالثورة، مبينة أن من مصلحة الكردي الوقوف في صف مَن يعلن الثورة في وجه ديكتاتور البلاد، إلا أنها تكشف في الوقت عينه، أن ثمة من لا يشاطره موقفه، ويكون في الجانب الآخر. وعن دار «أوراق» القاهرية أيضاً، صدر ديوان اليوسف «هكذا أكتب قصيدتي»، ليُذكّر القرّاء بمجموعته الشعرية الثانية «هكذا تصل القصيدة»، والتي كتبها في أواخر ثمانينات القرن الماضي، تحت هاجس حرص إيصال نصوصها إلى المتلقي. يحكي الشاعر في قصائد هذا الديوان عن العلاقة التي تربطه بعالم الشعر، من خلال «التنظير» الشعري. فيكشف حقيقة وقوع بعض نصوصه المبكرة في فخاخ الأيديولوجيا، قبل أن تتبلور رؤاه وتأخذ قصائده بعداً آخر. ويعترف أيضاً بـ «خطيئة» انشغاله عن الشعر بسبب العمل الصحافي فيكتب قائلاً: «أجل، من حق الشعر أن يتخذ هو الآخر موقفه مني، شأن تلك الأنثى التي تجد نفسها مهمشة في منزل عاشق محب انصرف عنها إلى قضايا يراها مهمة، من قبيل الذود عنها إلى درجة النسيان. هكذا، أصفني الآن!».
مشاركة :