يكفي أن تقول كلمة ترامب حتى يتلفت إليك مَن حولك. فما بالك حين تُصدر كتاباً عنه. لذلك فمن غير المستغرب بيع كل نسخ كتاب جديد خلال 20 دقيقة صدر يوم الجمعة الفائت في الولايات المتحدة الأميركية حول ترامب، للمؤلف مايكل وولف، بعنوان «نار وغضب»، وهو عنوان يشبه من الناحية النفسية الرئيس ترامب فعلاً، ولكن هل يستحق مضمون الكتاب كل هذه الضجة، التي أدت إلى نفاده خلال ثلث ساعة فقط؟! قرأت عن مضمون الكتاب من خلال وسائل إعلام موثوق بها وشهيرة، فمن الطبيعي أن تنقل هذه الوسائل أهم ما جاء في الكتاب، وحاولت أن أجد شيئاً جديداً عن دونالد ترامب غير الذي نعرفه كمتابعين لهذه الشخصية الغريبة، فلم أجد ما يمكن إضافته إلى الانطباع، الذي أخذه الناس منذ بدء الإعلان عن ترشح ترامب للرئاسة الأميركية، فالكتاب يصف ترامب أنه «كالطفل الذي يحتاج إلى الإشباع الفوري». وهو انطباع لا يقدم ولا يؤخر من مؤلف الكتاب، ليخرج لنا بالآخر بعبارة «هو كالطفل». بل إن في الكتاب تكهنات ليست دقيقة، فمؤلفه يقول إن عائلة ترامب كانت تتمنى له الخسارة كي تستفيد مادياً: «ترامب وعائلتَه لم يتوقعوا أو لم يريدوه أن يفوز بالرئاسة، بل أرادت العائلة استخدام خسارته المتوقعة لزيادة شهرتها وثروتها». ولا أدري كيف تستفيد العائلة من شخص خاسر؟ بل على العكس الاستفادة تكون من الرابح، وإذا تحدثنا عن الشهرة لا المال، فإن ابنته إيفانكا أصبحت من المشاهير، بل إن محرك البحث غوغل أفصح عن كونها الاسم الأكثر بحثاً خلال العام الفائت، وعلى سيرة إيفانكا فإن الكتاب يقول عنها إنها: «ترغب في أن تكون أول امرأة ترأس الولايات المتحدة». وليت هذا يحصل، على الأقل يتحقق مصطلح «القوة الناعمة». ومما جاء في الكتاب أيضاً أن: «ترامب ينام في غرفة منفصلة عن زوجته».. ومن سذاجة الكتاب قوله إن ترامب مولع بتناول الوجبات السريعة، وانه لا يحب القراءةن وليس لديه جلد لتعلم القضايا المعقدة. الرئيس ترامب كان يعتزم مقاضاة مؤلف الكتاب منذ أن تم الإعلان عن الكتاب، ولكن على أغلب الاعتقاد أنه بعد أن يقرأه سيجد انه لا يستحق. خصوصاً أن المؤلف فشل في تقديم ما لا نعرفه عن ترامب، وتمسك بالسخرية من تسريحة شعره. عدنان فرزات adnan_farzat@
مشاركة :