علي أبو الريش ينشد لـ«دبي أيقونة الحياة»

  • 1/8/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: نجاة الفارس صدر حديثاً في مطلع العام الجاري كتاب «دبي.. أيقونة الحياة» للروائي والكاتب الإماراتي علي أبو الريش عن دار مداد للنشر والتوزيع، ويقع الكتاب في 127 صفحة من القطع المتوسط، يقدم فيه المؤلف شعراً ونثراً فريداً من نوعه ينشد فيه لدبي ولقيادتها الرشيدة، لبحرها، وقلاعها، لصحرائها وتفاصيلها الصغيرة والكبيرة، لتفوقها وتميزها، وشموخها وتلألئها كنجمة ساطعة تنير العالم.يفتتح أبو الريش كتابه بقصيدة عمودية يتغنى بها في دبي محبوبته التي يشبهها بالجواد الأصيل تارة، وبالحلم الجميل تارة أخرى، ويقول في مطلع القصيدة:نزلت علينا جواداً أصيلا             ومدا مديداً وحلماً جميلا وفصلاً يبدّد سود الليالي           ويهدي إلينا الجمال النبيلاثم يتطرق أبو الريش في قصيدته إلى ما تجود به دبي من عطاء وجمال بقيادة فارسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مشيراً إلى كتب سموه ومضات فكر، ورؤية محمد بن راشد، فيقول فيها: وومضات فكر تباهت بوجد                ورؤية شهم تراءت نخيلا يقول أبو الريش في مقاله المعنون «محمد بن راشد مروِِّض ركاب الحياة، مدلل حنين الخيل»: «كنت أنت.. أنت الفارس الحارس النابس لأحلام الحكماء وأقلام النبلاء، وكنت أنت سيدي مثل قصيدتك العصماء تروض الخيل الشمّاء وتمضي بالأشواق حقباً، حتى ناخت النوق خاشعة صاغرة لمن أمسك اللجام مولياً وجهه صوب الصحراء». يخط أبو الريش كتابه بلغته الشعرية العذبة، ويعزف حبه لدبي ولقائدها كسمفونية نادرة، مكللة بعاطفة جياشة صادقة وإحساس مرهف، وأسلوب مفعم بالتلميح الهامس بعيداً عن المباشرة والخطابية. ونجده يؤكد على حكمة الصحراء التي يتصف بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فيكررها مرات عدة، قائلاً: «بحكمة الصحراء أثريت الخيل الخضب، واعتنيت بتسميتها حتى بدت في الزمان أسطورة تمشي على رموش الرمل بتؤدة، وتمضي الهوينا لاعتلاء المجد بكل وجد». تنساب لغة الكتاب بطريقة مبهرة تستحقها دبي، تليق بها وبقيادتها الرشيدة، وما بين الشعر والنثر يظل أبو الريش يغني لمحبوبته الخالدة قائلاً: كأنك يا دبي نهار فائض بالأحلام/‏ كأنك وجه طفلة/‏ جاءت من أقصى الأبدية.تتلألأ دبي، كما يصفها المؤلف، بأنها إلياذة جديدة وأوديسة لم يحلم هوميروس بإنتاج أفكارها، فكانت معجزة فاقت فن التصوير. ويعرج أبو الريش على أبرز معالم، دبي برج خليفة الراية المتدفقة تألقاً والكائن الأسطوري، ويشبهه بشجرة تاريخية أوراقها صفحات تؤرخ للمجد التليد والوعد المجيد وخطوات الترقي باتجاه السحابات الممطرة. ويضيف أن برج خليفة النعمة المنعمة بفسيفساء الفرح، من مشارق الأرض ومغاربها تؤمه العيون، وترتاده الأفئدة.تنهال اللغة أمام يراع المؤلف فيشكلها كما شاء بمنتهى البراعة، تسلمه مفاتيحها طواعية، ليبدع ويصوغ أجمل الكلمات، في عشق الوطن قائلاً: «أنت الذي أججت القصيدة، وأنت التاج والمنهاج، وأنت ثورة الأمواج عند سواحل الإرث العتيد، وطني أنت الجواد والامتداد، أنت السحابة والنجابة، والمهابة، والذؤابة، والكتابة والصبابة، والخطابة، أنت الربابة، والدعوة المستجابة، أنت الصحبة، والصباح والصبوح، أنت النبوءة العربية».ويخصص أبو الريش 10 صفحات من كتابه للحديث عن قلعة الفهيدي، يقول فيها: «تبدأ الحكاية من إمارة تستولد من التاريخ منابت الارتقاء، فهي حصن دبي القديم وحضنها المديم، وغصنها القويم، وراحة الذين استراحوا عند ظل النفوس المطمئنة، وقلعة الفهيدي قامة الأرض القويمة، وشهامة وفخامة، وضخامة وعلامة، ومقامة واستدامة، وكرامة وضمة وقمة، وهمة ونجمة، وسمة وعصمة». ويعود ليكمل حديثه عن دبي التي أسرت فؤاده وملكت فكره، حيث أيامها جياد صاهلة مناضلة من أجل منجزات ومعجزات تتوالى كأنها الليل يتبعه النهار، ودبي كطائر منتش بالنسيم، وكأسطورة تسطر في النواحي ملاحم الخلود، دبي كحكيم إغريق غارق في الأسئلة، وكفيلسوف شرقي عاكف على قراءة شجرة الخلود.

مشاركة :